رأي

كل نوفمبر ونحن على عهدكم سائرون …..؟

كل نوفمبر ونحن على عهدكم سائرون …..؟

لحظات قليلة من عمر الزمن تفصلنا عن ميلاد فجر جديد عن بداية انتفاضة شعب ظل يرزح ويئن تحت قيود الاستعمار والعبودية طيلة مايزيد عن قرن وربع قرن من عمر الزمن ظنت فيه فرنسا أنها قد قضت على تاريخ هذا الشعب الأبي وطمست حضارته ومحت كيانه من هذا الوجود وان الجزائر أصبحت قطعة وجزء لايتجزء من فرنسا ولم تكن تدري ان تحت رماد هذه الأمة التي احرقتها بطغيانها وجبروتها لهيب ولظى خامد على مر الأعوام والسنون وان تحت هذه الكتل الصخرية والقمم الشامخات من الجبال براكين يتصور وتقذف بحممها عليها في يوم من الأيام وان هذه الأجساد النحيلة التي أنهكتها بالحروب والسجون والأشغال الشاقة وسلطت عليها الفقر والجوع تخفي تحت براثينها أسودا وضراغما هصورة تعشق الموت في ساحات الشرف وميادين الوغى أكثر من عشقها للحياة تحت القهر والذل والعذاب ……
اثنان وعشرون شابا لايتجاز معدل أعمارهم ال٢٧سنة اجتمعوا تحت سقف واحد ليقرروا مصير أمة و شعب بأكمله لم تكن الحكاية لعبة أطفال كما ظن الكثير وإنما هي لحظة ميلاد ثورة وتقرير مصير ….
احتاروا في باديء الأمر كيف يفجرونها وهي الحرب الضروس التي تحتاج للمال والسلاح والرجال …غير ان إرادة الله سبحانه وتعالى ثبتتهم واختارتهم لحمل الأمانة رغم ثقلها وعظمتها فقذف في قلوبهم الصبر والإيمان وألهمهم بالحكمة والتدبير فرموا بشعلتها إلى الشارع ليحتضنها الشعب عملا بمقولة أحدهم “ألقوا بالثورة إلى الشارع فسيحتضنها الشعب”الا وهو الشهيد البطل “العربي بن مهيدي”الذي قال عنه السفاح “ببحار “والله لو أون لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت العالم”
ويتكفل اسد الاوراس “مصطفى بن بولعيد”بتسليح مجاهدي الولاية الأولى تاريخيا”أوراس النمامشة”من ماله الخاص حيث قام ببيع حافلاته التي كانت تشغل خط نقل المسافرين من “أريس إلى باتنة “وتبرع بها للثورة وهي في بداية الطريق ….
الله أكبر ما أعظمها من تضحية وما اصلبها من عزيمة …
ليقوم في ليلة ال٣١من أكتوبر بتوزيع السلاح على أفواج المجاهدين بمنطقة يابوس بأعالي الاوراس انتظارا لموعد الحسم ……
أنها الساعة الصفر من غرة نوفمبر الخالدة وجذوة شعلة الرصاصة الأولى تنطلق من قلب الاوراس خنشلة لتتوزع عبر كامل أرجاء الوطن ويحتضنها الشعب سبعا شدادا ونصفها من بنات السنون …توجت بحرية دفعنا المهر فيها غاليا بلغ في العد المليون ونصف المليون …. من الشهداء أو يزيدون….
جزاهم الله عنا وعن الجزائر جنة الفردوس في رياضها ينعمون ويمرحون ويسرحون …
وكل نوفمبر ونحن على عهدهم باقون ….وعلى نهجهم سائرون …
بقلم الطيب دخان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى