أحوال عربيةأمن وإستراتيجية

كتيبة التعذيب

توفيق أبو شومر

سأظل أذكر جريمة تعذيب وقتل المواطن الفلسطيني المريض ذي الثمانين عاما، عمر أسعد من قضاء رام الله، على يد جيش إسرائيل منذ عام مضى في شهر يناير عام 2022م، حين ألقى عليه الجنود القبض وهو عائد في سيارته إلى بيته، عصبوا عينيه، وقيدوا يديه، واقتادوه إلى بناء مهجور، وألقوه أرضا في درجة حرارة تقارب الصفر، فتوقف قلبه!
هذا الفلسطيني عاد إلى أرضه من رحلة غربة طويلة، كان يحمل الجنسية الأمريكية، وهو مستثمر لا ينقصه المال، عاد إلى وطنه ليعيش بقية حياته في بيت أجداده، بين أهله وعشيرته،!
قاتلوه هم من كتيبة، ناحال حريدي، هذه الكتيبة أسستها جمعية يمينية حريدية، نتزاح يهودا (يهود إلى الأبد) بالتعاون مع وزارة الجيش، طلبتْ الجمعيةُ الحريدية المتزمتة من وزارة الجيش أن تؤسس هذه الكتيبة الخاصة لهدف جذب الحارديم للجيش، لأنهم يعتبرون جيش إسرائيل إثما وخطيئة، أسست الكتيبة وأصبحت ضمن لواء، كافير، هذه الكتيبة لا تقبل النساء، ولا غير اليهود، ولاؤها الرئيس للحاخامين أكثر من ولائها لضباط الجيش، هذه الكتيبة مختصة بقمع وتعذيب الفلسطينيين الأبرياء، بلا رقيب أو حسيب، أُسست عام 1999م، وهي الكتيبة المختصة بالقتل في جنين ونابلس ورام الله ووادي الأردن، وقد صور أربعة من أفرادها أنفسهم وهم يعذبون فلسطينيا بصورة مزرية، يضعون فوهة البندقية في مؤخرته، ونشروا الصور على مواقع التواصل الرقمية يفخرون بفعلتهم!
هذه الكتيبة الإجرامية أثارت حفيظة السفارة الأمريكية، التي طالبتْ إسرائيل في إجراء تحقيق مع قاتلي المواطن الفلسطيني عمر أسعد لأنه مواطن أمريكي، مما حدا برئيس هيئة الأركان، أفيف كوخافي إلى أن يصدر قرارا بالتحقيق (الشكلي) مع بعض الجنود، ثم أمر بنقل هذه الكتيبة إلى الجولان!
غير أن، بزليل سموترتش شريك نتنياهو في حكومة الحاخامين ، وهو وزير الدفاع الثاني، أسرَّ لمقربيه منذ أيام بأنه ينوي إعادة الكتيبة إلى الضفة الغربية لمواصلة مهامها الإجرامية!
سأظل أذكر جرائم هذه الكتيبة في قطاع غزة عام 2014 في حرب الخمسين يوما باسمها الإسرائيلي (الجرف الصامد)، عندما زرتُ عمارة سكنية في أقصى شرق مخيم البريج اتخذتها كتيبة الناحال مقرا لجنودها، رأيتُ ما فعله جنود الناحال في العمارة، رأيتُ كيف دمروا محتويات العمارة بالكامل، وتركوا بقايا نفاياتهم في أسرة غرف النوم، يقود الكتيبة، الحاخام مائير فزنتسر!
أفراد هذه الكتيبة هم من أتباع، دوف ليئور الحاخام الأكبر لمستوطنة كريات أربع في الخليل وهو وعشرات الحاخامين هم قادة كتيبة الناحال، يمدونهم بالفتاوى، وقد نشرت الصحف الإسرائيلية فتوى الحاخام دوف ليئور، 23-7-2014م:
“يُسمحُ في الشريعة اليهودية تدمير غزة كلِّها، لإحلال الهدوء في الجنوب، ومسموحٌ لمن يتعرضون للهجوم أن يعاقِبوا العدو بقطع التيار الكهربي، وقصف المناطق المُكتظة بالسكان، ومُباحٌ لوزير الدفاع أن يأمر بتدمير غزة، بغض النظر عن الاعتبارات الإنسانية، فإنها لا تساوي شيئا في سبيل إنقاذ إخوتنا في الجنوب”.
هذه الأقوال أثارتْ حتى الإسرائيليين، فقد علَّقت رئيس حزب ميرتس (الراحل)، زهافا غالؤون، على أقوال الحاخام دوف ليئور:
” إن تصريحاته وفتواه، لا تدخل ضمن حرية الرأي، فهو رجلٌ يمتدح القتل الجماعي، على الرغم من أنه شخصية عامة، فهو رئيس حاخامي مستوطنة، كريات أربع ، وهو من المحرضين على قتل اسحق رابين، أدعو النائب العام لاستجوابه ” (جورسلم بوست، تحقيق جيرمي شارون 23/7/2014 )
انتبهوا، سيقود جيش إسرائيل في قادم الأيام عصابةٌ من الحاخامين هدفها الرئيس شن حرب شعواء على الفلسطينيين، وبخاصة في القدس!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى