أحوال عربيةالحدث الجزائري

قمة الجزائر العربية والتقارب مع قطر: هذيان المخزن

زكرياء حبيبي قمة الجزائر العربية والتقارب مع قطر: هذيان المخزن

شهد شهر نوفمبر من هذا العام، الذي يتزامن مع إحياء الذكرى الثامنة والستون لاندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954 المجيدة، نجاح دبلوماسي باهر للجزائر، بمناسبة انعقاد القمة العربية الحادية والثلاثون، والتي توجت بإعلان الجزائر.

هذا النجاح الدبلوماسي بعيد كل البعد عن أن يكون مهمة سهلة، لأن أعداء الأمة العربية الذين تجندوا لخدمة الكيان الصهيوني، فعلوا كل ما في وسعهم لإفشال انعقاد هذه القمة منذ إعلان مجلس الوزراء العرب عن موعدها، بعد اقتراح جزائري بتثبيته في ال 1 و 2 نوفمبر، وهو التاريخ الذي يرمز إلى انتفاضة الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي.

فكان أن مهد إعلان الجزائر، الذي وقعته الفصائل الفلسطينية في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2022 عقب الحوار الفلسطيني الفلسطيني، الطريق أمام إجماع عربي واسع، وأيضًا لحملة شرسة ضد الجزائر واستراتيجيتها في توحيد الصفوف العربية، للتعامل مع التغيرات الجيوسياسية والجيواستراتيجية التي ترتسم في مسار نظام عالمي جديد لا يعترف بالضعفاء.

ومن الواضح أن الاستراتيجية الجزائرية لا تجعل الجميع سعداء فحسب، بل تزعج عديد الأعداء التابعين للمخططات الصهيونية والاستعمارية الجديدة.

ونوه موقع الجزائر 54 إلى ذلك خلال انعقاد هذه القمة العربية، من خلال حشد الصحفيين والإعلاميين الملتزمون بقضية التطبيع مع الكيان الصهيوني.

هؤلاء الصحفيون ووسائل الإعلام، للأسف، تبنوا دعاية المخزن، بينما حاولوا بشدة تحويل النقاش حول المسألة الرئيسية في جدول أعمال القمة العربية، أي قضية فلسطين، لصالح مسائل أخرى، وهي ليبيا واليمن، بهدف نسف اللقاء العربي، من خلال الخلافات والنزاعات بخصوص تركيا وإيران.

== وسائل إعلام عربية في خدمة المخزن ==

اليوم، لعب النرد، وفشل وكلاء الإعلام العربي للدعاية المغربية الهادفة إلى تشويه سمعة الجزائر ومؤسساتها وقادتها، كما أشار ممثلو وسائل الإعلام الدولية المتواجدة في الجزائر، الذين لم يبخلوا بالثناء على التنظيم والتسهيلات الممنوحة لهم للقيام بمهمتهم على أكمل وجه.

وكان التهريج السيئ لمصالح رئيس الدبلوماسية المغربية، ناصر بوريطة، المنخرط في خدمة الليكود بزعامة نتنياهو، نذيرًا للمناورات الخبيثة لنظام المخزن لنسف الاجتماع العربي، ولكن دون جدوى.

كما لا يعترف المخزن بالهزيمة، وسينخرط في حملة تشويه جديدة، تستهدف إعلان الجزائر ونتائج القمة العربية، بقيادة صحفيين مأجورين بشكل جيد وبتكلفة جيدة من أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، الذي يتبنى نظرة قاتمة على تشكيل آلية عربية لمتابعة تطور القضية الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية عن كثب، لمواجهة سياسة التوسع والاستعمار للاحتلال الصهيوني.

ومن الواضح أن حل الدولتين وإعادة إطلاق خطة السلام العربية التي تم تبنيها في القمة العربية في بيروت عام 2022، يزعج أولئك الذين وضعوا أنفسهم في الحظيرة الصهيونية، بما في ذلك النظام المغربي، الذي لم يستوعب وضع القضية الفلسطينية على صدارة المشهد الدولي.

== حملة عدائية ضد قطر وأميرها ==

وليس من قبيل الصدفة أن وسائل الإعلام وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي التابعة للمخزن قد حشدت في حملة عدائية ضد قطر وأميرها تميم بن حمد آل ثاني، الذي لم يتردد ، على عكس نظرائه في دول الخليج، في القدوم إلى الجزائر ، وتمديد إقامته في العاصمة، مما أثار استياء من راهن على فشل القمة.

في وقت انضمت فيه وسائل دعاية المخزن إلى هذه الحملة الغربية ضد الدوحة لمقاطعة مونديال 2022 ، والمقرر أن تبدأ في العشرين من الشهر الجاري.

على عكس الرباط، التي سيكون منتخبها حاضرا في قطر، أعربت الجزائر، بصوت رئيسها عبد المجيد تبون، عن دعمها الكامل لإمارة الخليج، وانضم إليها مستخدمو الإنترنت الجزائريون والصحفيون الذين أطلقوا للتو الهاشتاغات الداعمة.

وبذلك يتضح أن حملة المقاطعة الغربية مرتبطة بملف إمدادات الغاز، حيث أعربت قطر عن تأييدها لاحترام الالتزامات التي قطعتها مع الدول الآسيوية، عبر عقود طويلة الأجل، وهو ما أثار استياء دول مثل فرنسا وألمانيا، رفضتها قطر، تتلاقى مع الجزائر حول قضية الغاز الشائكة.

كان من الممكن أن يكون النفاق الغربي، بالتركيز على ظروف العمال الأجانب، أكثر حكمة بمناسبة منح كأس العالم للإمارة الصغيرة، التي نصبت نفسها كواحدة من اللاعبين الرئيسيين فيما سمي بـ “الربيع العربي” أو خطة تفكيك الدول العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى