أحوال عربيةأخبار العالم

قارئة الفنجان وخريف طهران

منذ اكثر من اربعة عقود حيث سقوط نظام الشاه الذي كان مواليا لأمريكا واعتباره خط الدفاع
الاول في مجابهة الاتحاد السوفييتي , ناصبها الغرب العداء لأنها خرجت من عباءتهم بإغلاقها
السفارة الصهيونية وفتح سفارة لدولة فلسطين, اعتبرت ضمن محور الشر, حاول الغرب بكل
الوسائل ان يخلق الفتن بين مكوناتها, حاصروا الثورة في مهدها علّ الثوار تفل عزيمتهم
ويرضخون للأمر الواقع, لكن الشعب آزر قيادته في بناء دولته ولم يكترث للأبواق المأجورة,
واستمرت القافلة في السير بخطى ثابتة.
الغرب احدثوا ما أسموه ربيعا عربيا في البلدان التي كانت تشاكسهم وتخرج احيانا عن طوعهم,
نجحوا في اسقاط الانظمة وخلق الفتن بين مكوناتها الاثنية والدينية, تسببوا في اراقة الدماء
وتهجير السكان وتدمير البنى التحتية, ربما خلت لهم الساحة العربية, لكن ايران لم تخضع
للإملاءات المجحفة, حاولوا جاهدين خلق خريف(2017) بها لكنهم فشلوا, واليوم يعيدون الكرّة
علهم ينجحون في ذلك.
ان توجه ساسة ايران نحو بناء دولتهم, وبالأخص التصنيع الحربي وانفاق بعض موارد الدولة
لمجابهة التحديات الخارجية, قد اثر بشكل سلبي على قدرة المواطن في الحياة الكريمة, لكننا
نجزم بان غالبية الإيرانيين يعون الاخطار المحدقة بهم ومحاولة جرهم الى الحضيرة التي
تتواجد بها شعوب المنطقة, بسبب عمالة ونذالة حكامها واستعدادهم لتقديم أي شيء في سبيل
البقاء في السلطة.
لقد عملت امريكا ومن ورائها الغرب الاستعماري على محاربة النظام الايراني من الداخل,
ويعولون على كل تحرك وان كان محدودا, انهم يبنون امالهم عن ما يجري من احداث شغب
تجري ببعض المناطق. غالبية الشعب الايراني يدركون جيدا ان بلدهم مستهدف لإخضاعه كما
حصل لعديد شعوب المنطقة, بدءا بتدمير المقدرات مرورا بالتهجير والتنكيل بالمدنيين وانتهاء
بالاعتراف والتطبيع الكامل مع كيان العدو المغتصب لفلسطين, التي يعتبرها العرب قضيتهم
الاساسية.
ان بناء الدولة في منطقة تشهد اعصارا شديدا, يحاول ان يقتلع كل ما في طريقه ليس بالأمر
السهل, لقد اصبحت ايران بفضل زعمائها الليبراليين والمحافظين على حد سواء, دولة اقليمية
تقوم بتصنيع الاسلحة المختلفة البرية والدفاع الجوي والمسيرات وبعض الصناعات الهندسية
الاخرى,كي لا تكون لقمة سائغة, كما حدث لبلداننا رغم وفرة الامكانيات المادية والبشرية.
المؤكد ان الشعب الايراني لن يحقق حلم (تنجيم) قارئة الفنجان امريكا العدو الأكبر والتمرد على
حكامه, بالاستمرار في التظاهر واحداث اعمال شغب تؤدي الى تدمير الممتلكات العامة
والخاصة, لتكون ارضهم مستباحة امام الارهابيين الذين كونتهم امريكا واشرفت على تدريبهم,
ليفعلوا بإيران ما فعلوه ولا زالوا يفعلونه بالبلاد العربية التي حولهم, وإحباط المؤامرة التي
تهدف الى تمزيق الدولة والعبث بمقدراتها.
بعض الابواب العربية (قنوات فضائية واعلاميين)تدعوا امريكا جهارا الى التدخل في الشأن
الايراني على غرار تدخلها في الشأن العربي ويعتبرون عدم تدخلها في ايران بانه كيل بمكيالين
وتواطؤ مع النظام الايراني –عداء فوق الطاولة وتفاهم تحتها –عجبي!.

ميلاد عمر المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى