رأي

في وداع الدكتور بن عامر مراد. إبن الشهداء طبيب الفقراء, أب الإنسانية ,خادم البشرية.

الجالية الإسلامية العربية والجزائرية بستراسبورغ تودع الدكتور بن عامر مراد. إبن الشهداء طبيب الفقراء, أب الإنسانية ,خادم البشرية.

ستراسبورغ عاصمة الألزاس تودع فقيدها الدكتور بن عامر مراد, طبيب الغلابة ورفيق المعوزين و المسنيين, في جو جنائزي مهيب على وجه الخصوص، عشية الجمعة نهاية سنة 2022 بشهر ديسمبر، قامة من قامات الطب وعمدة من أعمدته, شخصية عامة من الشخصيات البارزة الفاعلة في الميدان, الشخصية عديدة المهام والألقاب التي وصف بها وسمي بها منذ مجيئه من الجزائر وإستقراره في ستراسبورغ سنة 1994.

الدكتور بن عامر مراد بن يعقوب قامة من القامات لا تنحني ولا شيء يثني من عزيمته ويعيقه أمام مهامه النبيلة, شخصية فذة وعلم من أعلام الطب العام و المختص بستراسبورغ عاصة الآلزاس شرق فرنسا.

مقدمة :

كثيرا من أبناء الجالية الإسلامية العربية عامة والجزائرية خاصة من عامة المجتمع بالعالم بأسره عموما وبأرض المهجر بأروربا بفرنسا خصوصا منها ستراسبورغ شرق فرنسا عاصمة الألزاس والإتحاد الأوروبي, هم جنود مجهولين للكثير من الناس ومن كلا الجنسين رجال ونساء، فئة لا تحب ولا تحبذ الظهور, وهم في الحقيقة الجنود الأوفياء في أرض الله الواسعة للدين وللإنسانية وللوطن, متشبعين بقيمهم ومبادئهم وووفائهم وإخلاصهم على فطرة ذويهم وسلفهم رحمهم الله لامبدلين ولا مغيريين, فهم من فئة طينة المخلصين للمواطنين عامة دون إستثناء ولا تفضيل, بجدون ويمحنون ويعطون بما أعطاهم الله من فضله ونعيمه مما تعلموه ولقن لهم ممن علمهم وأنار طريقهم وأدبهم وأحسن تأديبهم, فحبهم للعمل الإنساني والخيري أولا والإجتماعي التطوعي ثانيا يبقى هدفهم النبيل وقدوتهم الحسنة في الحياة العامة، وهي سمة فاضلة تتمتع بها قلة قليلة في المجتمع، لكن بالنسبة لهم أن هذا العمل المزدوج الثلاثي الرباعي يعتبر في حد ذاته متعة جميلة ما بعدها متعه, جمال ونشاط حيوي يزيدهم طاقة وتعبئة رصيد لتمكينهم من مواصلة عملهم والإستمرارية فيه دون كلل ولا ملل.

ففرحتهم وسعادتهم جميعا حينما يقدمون خدماتهم الجليلة لأبناء الجالية وللمجتمع عامة .وللمرضى والمحتاجين خاصة، وخاصة للفئات المعوزة الفقيرة الوحيدة لمن يحتاجون لخدمة أو مساعدة أو الأخذ بيدهم لبر الأمان ومؤازرتهم ومؤاساتهم في وحدتهم وعزلتهم لاسيما العجزة وكبار السن والمعطوبن المقعدين منهم ولم يتمكنون من الوصول إليها والإستفادة منها.

جنازة الفقيد الدكتور بن عامر مراد:

في جو جنائزي غير معهود، شيعت الجالية الإسلامية والعربية عامة والجزائرية, جنازة الفقيد الدكتور بن عامر مراد بحضور الجمع معية أطياف المجتمع المدني وباقي الفعاليات من أطباء, ممرضين ومسعفين ومحبين. شهدته ستراسبورع عشية الجمعة 23ديسمبر2022, حضور قوي ومميز بداية بصلاة الجنازة عليه بالمسجد الكبير في جمع غفير تزامن وصلاة الجمعة اليوم المبارك ,ونهاية عطلة السنة وبعد الدعاء والترحم و تقديم واجب العزاء حمل على الأكتاف لينقل بسيارة الجنائز إلى مقبرة المسلمين بلامينو. وبتقدم الموكب العم فريد وطاقمه وضع الجثمان لإلقاء النظرة الأخيرة عليه ومنها إلى قبره ليدفن ويوارى التراب. جنازة من أكبر الجنائز التي عصرناها منذ سنين خلت نظرا لمكانة وقامة الرجل رحمه. جنازة صدحت فيها الحناجر بالتلاوة العطرة لسورتي ياسين والملك وما تيسر من القرآن الحكيم, وكلمة مواعظ وتذكير للشيخ الحاج علي وغيرهم وختامها مسك مخ العبادة الدعاء الشامل له ولعائلته ولجميع موتى المسلمين عامة, جنازة عرفت توافد كبير فلا درجات الطقس البارد الجد المنخفظة و لا الأمطار منعتهم من الحضور, جنازة في صورة تاريخية جد مشرفة للتاريخ.

شهادة :

شهد للدكتور بن عامر مراد بن يعقوب جميع من حضر صلاة الجنازة عليه سواء بالمسجد الكبير أومن رافق الجتازة إلى مقبرة المسلمين بلامينو وعلم بها, أين أثنى عليه الجميع مسلمين وغيرمسلمين, عرب وغير عرب, مرضى وعجزة, عمال و طلبة, مقميمن و غير مقميمن, وافدين و عابرين , كل إلا وله قصة وحكاية مع الدكتور بن عامر رحمه الله. والبداية كانت مع الطبيبة د.س زميلته في العمل منذ مجئيه ومعرفتها به سنة 1997. والتي أخبرتنا بمساره المهني و الشعبي المجتمعي وعن عمله الخيري الإنساني, ويقول العم الحاج إنه طبيبي الخاص ونعم الرجل أشهد أمامكم وعلى راس قبره على تفانيه في العمل بكل إخلاص وحسن المعاملة كان يطمئن علي ولا يبخل علينا بنصائحه وإرشاداته. ويقول الحاج ك, أن الدكتور شخصية قل مثلها ولا يمكن الحديث عنه و الكل متأثر بوفاته وفي المقبرة في كلمتين إنسان لا تمل منه ولا من مجالسته ولا من الحديث معه ولا مغادرته. يقول إلياس عشيريني من الشباب المهاجر حديثا من عصفت به الغربة أشهد الجميع أن معاملة الدكتور لي ولغيري أثلجت صدري وأدمعت عيناي فكلما ذهبت للفحص كان يستقبلني بحفاوة وإستقبال حار لا أحس فيه أني مغترب بل إني مع أهلي وأقاربي, فكان يفحصني بالمجان ويعطيني الدواء المناسب و يضيف لي مبلغ مالي لمساعدتي على نوائب الدهر ومواجهة مشاكل حياة الهجرة, اما العم حسين قال بإختصار لقد كان الدكتور نعم الرجل كامل الأوصاف لايمكن الحديث عنه في جملة أو سطر فمئات الصفات لا تكفي لذلك, كما كان للأخ سمير تدخل مختصر متأثر بوفاة الدكتور غير مصدق بأنه رحل عنا و غادرنا للأبد, ويقول الأستاذ الحاج الطاهر محل عين أن من أكبر سمات الدكتور بن عامر المغغور له بإذن الله أنه كان إنسان متواضع جدا ويسخر وقت كبير جدا, لكل من يدخل عنده العيادة تقريبا الى حد ساعة كاملة أحيانا وهذا مع الجميع ،فلا يهمه ألكم مثل ما كان يهمه الإستماع والدردشة مع كل من يمر عنده ،عندما فقدنا إبننا زكريا كان نعمة المساند في تلك الظروف الصعبة, حقا فقدت الجالية إنسان من ذهب وختم الأخ مراد بشهادته الحية بأنه كلم زار الدكتور لإستفسار عن شيء أو للتحية إلا وقام بفحصي و إجراء كافة التحاليل وباقي الفحوصات ولا يتركني إلا وهومطمئن عني وعن حالتي الصحية تعامل لم أعهده مع أي طبيب كان طوال حياتي .

لقد أجمع الحضور ممن جاؤو من كل حدب وصوب لجنازته وتوديعه الوداع الأبدي إلى أن الدكتور ين عامر مراد يعد مدرسة حقيقية في الأخلاق الحميدة و الأعمال النبيلة, وشهد له جمع من المرضى بأنه رجل التواضع، وصاحب الأريحية في التعامل ببشاشة لا تفارق وجهه رغم ضغوط العمل عليه في كل يوم ووقت, والتي آثر العمل بها رغم ما بها من تحديات وصعبات فكان لهم نعم الرحل بلا منازع ولا منافس فلا نزكيه وإنما يزكي الله من يشاء فسيرة الرجل غنية وكفيلة بتزكيته والتعريف به والإشادة بجهوده وكل بصماته المسجل في سجل الذهبي المؤرشف للتاريخ وللأجيال القادمة مستقبلا رحمه الله.

برحيل الدكتور بن عامر فجعت الجالية برحيل أكبر شخصية من أكبر القامات في مجالات الطب العام والخاص الرجل الذي له بصمة منقوشة لا تنسى ولا تندثر, وقد شكل خبر رحيل الدكتور بن عامر صدمة كبيرة للرأي العام المحلي لاسيما أوساط الجالية الجزائرية عامة ومرضاه ومحبيه خاصة، ونعته وسائط التواصل الإجتماعي وشبكاته تقديرا لمساره المهني الطبي ولإسهاماته العديدة في عديدة المجالات.

الدكتور بن عامر في القطاع العام :

أشتغل الدكتور بن عامر طبيب بالمستشفيات العامة بستراسبورغ وبعد سنوات خبرة وتمكن وتخصص وتعبئة الرصيد العلمي الطبي المعرفي. رقي إلى منصب رئيس عيادة سانت إليزابيث ستراسبورغ الألزاس التي إشتغل فيها إلى جانب عيادته بنواحي شارع باب المستشفى وسط المدنية لسنوات خلت.

الدكتور بن عامر مزدوج المهنة و متعدد التخصص:

الدكتور بن عامر مخص في الطب العام إلا أن حبه لمهنة الطيب وللمرضى عامة وللشيوخ والمسنين من وجد فيهم ألف وحنان وسعادة لا توصف حسب كل من عرفه وتعامل معه من المرضى ممن حضروا جنازته , هو طب مختص أخر. في مهنة قل من يعرفها ,طبيب العجزة, متخصص في طب الشيخوخة، أي في إدارة الأمراض المتعلقة بالشيخوخة. يلعب الدكتور بن عامر المحترف دورا أساسيا مع كبار السن من خلال تزويدهم بالمشورة والرعاية التي تهدف إلى التحفيف عنهم في فترة حياتهم بصحة جيدة والحفاظ على إستقلاليتهم.

يختص دور طبيب الشيخوخة:

يلعب طبيب الشيخوخة دورًا في الوقاية والتشخيص والعلاج من الأمراض والمضايقات المتعلقة بالشيخوخة. يمكن مقارنته بمجال عمله مع ممارس عام، إلا أنه متخصص في رعاية كبار السن. يمكن أن يتدخل على المستوى الوقائي أو المسكن أو العلاجي لمساعدة كبار السن على تخفيف الألم وتحسين حالتهم الصحية العامة أو حتى التعافي من الأمراض.بالإضافة إلى المقابلة السريرية مع مريضه، يحق لطبيب المسنين إجراء فحوصات مختلفة من أجل التشخيص، مثل مخطط كهربية القلب أو قياس ضغط الدم. يمكنه أيضًا إجراء فحوصات محددة قبل الإحالة إلى أخصائي آخر (طبيب قلب ، أنف وأذن وحنجرة ، أخصائي أمراض الروماتيزم ، إلخ).

الدكتور بن عامر مراد بن يعقوب في ومضة تعريف:

هو الدكتور الطبيب بن عامر مراد بن يعقوب, أصيل مدينة قصر البخاري بولاية المدية وسط البلاد, بتاريخ 26مارس 1948 , عاش و ترعرع في أحضان أسرته الثورية الجهادية و زاول تعليمه الديني والنظامي بها متدرجا في فصول أطواره إلى غاية إفتكاكه شهادة البكالوريا و دراسته لمادة الطب التي أختارها وشغف بها منذ صغره.

الدكتور بن عامر و تواجده بمدينة سيدي بلعياس غرب الجزائر:

بعد تغرجه ونيله شهداة دكتواه في الطب زوال منهته بالجزائر بالقطاع العام وبعده بالخاص, أين قاك بإفتتاح عيادته الخاصة بمدينة سيدي بلعباس بالغرب الجزائري المدينة المضايفة التي أحبها وأحبه شعبها له حب كبير الكل يتحكاى ويتغنى به ليومنا هذا. عمل بها لسنوات طويلية إلى غاية مغادرته الجزائر في سنوات التسعينات في العشرية السوداء سنة 1994.

الدكتور بن عامر مراد أصيل إبن الشهداء وسليل الأسرة الثورية التحريرية:

الكل من عاصر الدكتور بن عامر مراد وخالطه وشهد طباعه وخصاله الحميدة وتصرفاته ومعملاته الهادئة الرزينة. إلا ويتساءل عن سر هذا الهدوء والسكينة التي تسكن قبل هذا الرجل البشوش المبتسم على الدوام, وعن شجعاته وبسالته ونخوته وحبه للوطن وللأسرة الثورية. وعن سر صبره و تضحياته التي لا تعد ولا تحصى و بالمجان, ويكنشف أنه من نبع الأسرة الثورية , أهل النضال و الحس الوطني و الجهاد في سبيل الله و تحرير الوطن المفدى.

بعد مشوار ربع قرن 25 سنة من العطاء ألا محدود منذ قدومه من البلاد وإستقراره بستراسبورغ. àمشوار حافل وعامر إمتد لأكثر من عقدين من الزمن، كان خلالها مثالا يحتذى به في الأخلاق وحسن الخلق والأدب, والأمانة قبل أن يكون مثالا في الطب.

نعي:

نعى الدكتور بن يعقوب جميع الناس والأوساط منهم زملاؤه في الوسط الطبي سواء بالقطاع العام بالمستشفيات وبالخاص، ومرضاه الذين كان لهم موجها قبل أن يكون طبيباا، وناصحا لا يجحد عليهم بمعلومة أو نصيحة أو تقديم خدمة لكل مَن يقصده،فلا يرد قاصده وطارق بابه و يعرف كيف يتعامل معهم.

قالوا:

بعد الإنتهاء من الجنازة ومحلاحظة الجمع الناس ملتفة حولنا وبتقربهم من الحلقة وسماعهم لتدوين شهادات من أدلوا بها في حق الرجل, الكل إلا وأخذ حقه في الكلمة وصرح بان الدكتور كان قمة في الإستقبال وحسن المعاملة والأخلاق الحميدة ومعرفة التشخيص لمعرفة الداء وما يشكوا منه المريض.

تأبينية :

بعد بسم الله الرحمن الرحيم (و يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خاصة) صدق الله العظيم, شعار الدكتور بن عامر الذي لا يمحى من أمام عينه ولا يتغاضى النظر عنه.

في تأبينية بسيطة من طرف الحضور ممن لهم معرفة ودراية بالدكتور بن عامر البداية كانت مع طبيبة من المستشفى وبعض الأصدقاء والمقربين والمرضى والعجزة بستراسبورغ وبعض الأئمة والمشايخ منهم إمام مسجد بوليقون Polygone بستراسبروغ الذي ذرفت عيناه دموع غفيرة متأثر لم يتمالك نفسه. مشيدا بخصال الرجل وسيرته المهنية الحافلة كطبيبه الخاص وكعضو فعال بالمجتمع , ناصح مرشد بالمسجد وعلى عطائه ألا محدود وتضحياته الجسام ومجهوداته الجبارة المبذولة وتسخير وقته وحياته لأجل إنقاذ وإسعاف المرضى مضحيا بحياته في سبيل المصلحة العامة على الخاصة, عملا بقوله تعالى عز وجل (و يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خاصة), فرغم حالته الصحية إلا أنه ثابر وتحمل و واصل عمله لآخر نفس, ضاربا أغلى صورة في العمل الإنساني الإسلامي العربي المغاربي عامة و الجزائري الأصيل والتضحيات الجسام التي قدمها سلف رحمهم من الشهداء والأبطال الأشاوس من منطقة قصر البخاري العريق بولاية المدية وقصة الشهداء الثامنية منهم والده وأعمامه في يوم واحد بتاريخ مشرف في سجل حافل. كان رحمه الله بشهادة الجميع مشرفا الجميع وتاركا رسالة عبرة وذكرى للجميع والتي ستبقى ترويها وتتعاقبها الأجيال القادمة في أسمى صور التضحية .

شبل من أسد وصقر من أشاوس الشهداء:

الدكتور بن عامر لم يكن رحمه الله مجرد طبيب عادي باللقب المهني، بل كان طبيبا بما تحمله الكلمة من معنى وجوهر ودرر, لقد كان في ذهنه الطبيب بالروح وفي جسده الذي لا يكل ولا يمل, قبل كل شيء. فلا شيء يثنيه عن عمله والقيام بواجبه وضميره المهني الذي لا يسمح له بالتهاون والتخاذل والتقصير ولا التأخير في تلبية نداء خدمة المريض وإسعافه وإدخال الفرحة والبهجة والسرور على المريض كل ما دعت الضورة وكلما دعي لذلك.

خدم وجمع الناس في حياته وهو حي في المستشفى في العيادة في المسجد في السوق في البيت وفي الشارع وفي كل جهة أين ماحل وإرتحل .بشهادة الجميع دونما إسثتناء كبير وصغير غني وفقير, وجمعهم في موته في أمسية باردة تحت زخات المطر التي لم يبالوا بها حبا له. جمعهم لتعزيز صفوفهم وتماسكهم رحمه الله وستبقى سيرته العطرة بإذن الرحمن تشتم ويحوف عبقها على مسافة من الأميال والأميال في كل أرجاء المعمورة لا تنقطع ولا تتوقف, فالدكتور بن عامر ليس إسم على مسمى بل هو قامة من القامة وعرصة من العرص التي كانت تشد وتدعم المجتمع برمته أخلاقيا, تربويا, دينيا. إجتماعيا, مرشدا ونصاحا وموعيا, والأهم من كل ذلك إنسانيا وهي الصفة التي لا يضاهيه فيها أحد مهما بلغت ذروة عطائه وسخائه, فالدكتور بن عامر سجل إسمه في كل القواميس التي لا تمحى ولا تنذثر وستبقى تحكي للأجيال عبر الأزمنة مشرفة إسم بن عامر كما شرفه سلف ونقشوه بأحرف من ذهب في كل وقت وحال, بحيث يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر, فالدكتور بن عامر رحمه تشبع بالقيم والمبادئ الأساسية في الحياة من قلعة الثوار الأشاوس الأحرار,أبطال ثورة نوفمبر 1954 بمنطقة المدية وضواحيها عامة وقصر البخاري خاصة وتاريخها المشرف خاصة قصة الثمانية 8 شهداء منهم والده بن عامر يعفوب وأعمامه الثلاثة كل من بن عامر ضيف الله و أحمد ويعقوب الصفير بتاريخ 9 فيفري 1957, رفقة رفائقهم من باقي الشهداء الثمانية وهم: الطرابلسي محمد ، بن يلس محمد علي ، ولد تركي بن ​​يوسف ، بنقارة جيلالي ، ويحيوي مختار رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته) جميعهم من أصول قصر البخاري ولاية المدية. الذين سقطوا جميعهم في ميدان الشرف في يوم واحد محتسبين أجرهم عند الله.

الدكتور بن عامر سار على نهج درب خطى السلف الصالح , أصيل المعدن النفيس من ذوي الأخيار, من قيل في حقهم سلفا من هزم الألمان محال أن يتخلى على نصرة الأنسان ومساعدته, فالدكتور بن عامر رحمه سجل ذهبي مفتوح وموسوعة علمية طبية شملة .لا تقدر بثمن نتركها للتاريخ يسرد ويروي مناقبه ومأثره التي لا تعد ولا تحصى. فكل ما نستطيع قوله إن موته قضاء وقدر مكتوب ومحتوم لا مفر منه فما على الجميع سوى التضرع للمولة عز و لنرفع جميعا أكفف للدعاء لمولى عز وجل, بأن يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته الفردوس الأعلى.

عاش في خدمة الناس وعلاج المرضى و مات في سبيل إنقاض المرضى رحمه الله برحمته الواسعة إنا لله وإنا إليه رجعون.

أب لإنسانية خدم المجتمع برمته وبجميع أطيافه دون إستثناء وجمعهم حوله بأخلاقه الطيبة وسيرته العطرة وأدبه في حياته وجمعهم في موته مرة أخرى من جديد وشحن عزيمتهم للإلتفاف حول بضعهم البعض للتأزر والتضامن وجمع الشمل ,فمنذ إعلان نبأ فاجعة وفاته التي نزلت على الجميع كالصاعقة وكالضربة الموجعة, ما فتئت صفحات المربع الأزرق ووسائل التواصل الإجتماعي أن تتوقف عن نعيه والترحم عليه وتقديم واجب العزاء كل بطريقته وكل من جهته.

هكذا يموت البسطاء العظماء ويرحلون وتبقى ذكراهم خالدة ومناقر مآثرهم حية في القلوب لاتمحى ولا تندثر وصورهم منقوشة في الذاكرة و في الأعينن مرسومة لا تفارق أبدا, رغم فراقه الجسدي والرحيل الأبدي إلا إنه حي لا يموت وللقلم عودة مستقبلا.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون —– ستراسبورغ فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى