رأي

في ضفاف لقاء الأخوة

في ضفاف لقاء الأخوة

الأخوة في الله غرس أخضر، كلما سقيناها بالتودد و المجاملة، اكتست أوراقا خضراء
ناضرة ، كلما سقيناها أخرجت لنا عواطف متدفقة، و أثمار شهية ، نتلذذ بطيب طعمها
الشهي، نخالها مثل عسل صائغ، يشفي العليل، لها مذاق خاص،و طعم خاص ، لا يعرف
قدرها و رفعة منزلتها إلا من اعترف من حياضها،و عاش حقيقتها..
فالمحرمون من نفحاتها لا يعرفون أوزانها و قوافيها و أضربها، لأنهم ببساطة غرباء
بعيدون عن مناهلها ، لم يعيشوا أفراح أيامها الزاهية الصافية ، و لم يعيشوا مجالس أنسها
و طيب موائدها ، اسألوا من عاش دقائق و ساعات أيامها ، اسألوا من عاش في رحاب
الحب الصافي و ذاق حلاوة المودات ، الغير مخلوطة بالشوائب الدخيلة ؛ مودات لم
تفسدها الأضغان و الحسد و الغيرة القاتلة .
فالأخوة غذاء صحي متوازن يشبع الروح ، فكلما حصل اللقاء ازدادت الرابطة قوة، و
زادت الصلة متانة، يحصل ذلك كله لروعة الإخاء، و جمال اللقاء .
أذكر كلما ذب الضعف و حصلت الرعونة في أنفسنا ، وجدنا النفس تنجذب طوعا للقاء ،
فأسرعنا نجدد عقد الصلة ، نجدد نفحات الإيمان ، و حين يحصل اللقاء تشع النفس بإشراقة
المصابيح المشعة، فتنساب دموع الفرحة ، تخرج من الأحداق مرسلة دون استئذان . .
أشهد الله إني أحببت إخوة لي في الله تعالى ، لا تربطني بهم علاقة دم أو نسب إلا حبا في
الله تعالى ، الكثير لا أذكر أسماءهم، فهم مسجلون في قوائم دفتري، يلمسون شغاف قلبي .
الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى