رأي

فى البرلمان البريطاني

فى البرلمان البريطاني طارق حجي

تحدثتُ لعشرِ مراتٍ أمام أعضاء البرلمان البريطاني. وكان هدف كل الجلسات التى تحدثت بها هو جعل أعضاء هذا البرلمان يفهمون حقيقة الإخوان كجماعة إرهابية أو راعية للإرهاب وهو نقيض ما يروّج له الإخوان فى بريطانيا من كونهم مجرد حزب سياسي قابل للإنخراط فى الحياة السياسية العصرية. ومن أهم الجلسات التى حضرتها (وشاركتُ فيها) بالبرلمان البريطاني جلسة (منذ سبع سنوات) كانت المتحدثة فيها هى الراحلة الفاضلة السيدة چيهان السادات. يومها أبهرتَ السيدة چيهان السادات أعضاء مجلسي البرلمان (اللوردات و العموم) بما قالته (إرتجالاً و بلغةٍ راقية) والذى كان جوهره كما يلي :

  • حاول الرئيس السادات توظيف الإسلاميين سياسياً لتحقيق غرضه وهو الإنتقال من فلك الإتحاد السوڤيتي لفلك الولايات المتحدة. وهو ما أدى لإغتيال إسلاميين له يوم 6 أكتوبر 1981. وركزت السيدة چيهان السادات على حقيقة أن العنف جزء من الإسلام السياسي وأنهم كانوا وسيظلوا جماعة إرهابية أو راعية للإرهاب وليسوا حزباً سياسياً مثل غيره من لأحزاب.

فى هذه الجلسة وقف أحد أعضاء مجلس العموم وسأل السيدة چيهان السادات هذا السؤال : “بكلمات محددة ، وماذا عن الديموقراطية ؟” … فقلت موجهاً سؤالي للمتحدثة الأساس فى الجلسة : هل أجيبُ أنا عن هذا السؤال ؟ … فلما أعربتَ عن موافقتها قلت : لا يا سيدي ، الديموقراطية الغربية التى تكونت عبر قرونٍ ليست هى أول أهدافنا ! ثم إستطردتُ قائلاً : فى عالمنا اليوم مجموعتان من الدول الديموقراطية : دول الطهي البطيء مثل بريطانيا ودول الطهي السريع مثل ماليزيا. ثم نظرت للنائب الذى طرح السؤال وسألتُه : هل هناك نوع ثالث ؟ فإضطر للموافقة. فأكملتُ أنا حديثي وقلت : كل دول هذا النهج مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا لم تبدأ مسيرتها نحو الديموقراطية بإسلوبٍ ديموقراطي وإنما بالتنمية فى سائر المجالات ومنها الإقتصاد والتعليم. وعندما كررتُ السؤال : قل لي من هى الدولة (من مجموعة الطهي السريع) التى كانت فى بداية مسيرة نهضتها متوافقة مع مفاهيم الديموقراطية الغربية ؟ صمت النائب ! فنظرتُ تجاهه وقلت : لم أسمع إسم البلد الذى ذكرتَه !!! وكنت أسخرُ … وكانت المفاجأة هى تعاطف زملاءه مع منطقي !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى