رياضةمجتمعمنوعاتمنوعات

فنانو هوليوود والرياضيون يحكمون العالم

فنانو هوليوود والرياضيون يحكمون العالم فارس التميمي كاتب

لاشك أننا جميعا نشترك في الإستمتاع وبدرجات مختلفة بمشاهدة (إبداعات) البعض من الفنانين،، وأعني بهم هنا فقط (الممثلون،، الناجحون منهم وربما حتى الفاشلون)،، كذلك الرياضات الجماعية والفردية،، رغم تحفظي الشخصي على موضوع (إبداعات) ومدى (المتعة) وقيمتها،، تلك التي يقدمها الرياضيون لمشاهديهم،،،
لكننا لو سلمنا جدلاً أن (الإبداع) و (المتعة) متحققتان في حالتي الفنانين والرياضيين،، فإنها لم تكن وليدة اليوم،، ولا الأمس ولا الذي قبله،،، فهي موجودة منذ عصر ما كان يسمى (الحكواتي) أو (القصة- خون) في أدبياتنا في حالة الفنانين والقصصيين،، ومنذ عصر الرومان عندما كانوا يطلقون العبيد لمصارعة ينتهي بها المتصارعان بالقتل للخاسر ومن ثم بالصلب للفائز،، وسط إعجاب الجمهور (المتحضر) بالمقاييس المدنية والحضارية لذلك الزمان،،،
كنا ولسنوات طويلة،، ومنذ أن أبدع المخترعون العظماء أجهزة السينما ومن ثم التلفزيون نستمتع بمشاهدة أشكال متفاوتة من مستويات فنية (من كوميديا ودراما وتأريخ،،،) ومشاهدة الألعاب الجماعية وبشكل خاص (كرة القدم العالمية) والتي تستحوذ على إهتمام جمهور العالم القديم في آسيا وأروربا وأفريقيا،،، كنا نستمتع حيث لم تكن (متع) أخرى تتوفر غيرها،،، ولكننا لم نكن ندفع ثمناً كبيراً لهؤلاء (المبدعين) من فنانين ورياضيين،،، كانوا لا يتقاضون منا نحن المشاهدين أجراً كبيراً لمشاهدة (إبداعاتهم)،، كما أنهم لم يكونوا يتقاضون أجوراً كبيرة من منتجي أعمالهم الفنية أو منظمي مسابقاتهم الرياضية،،، والكثير منا يعرف أن الكثير منهم قد إنتهى بهم الحال أن ماتوا وحالة العوز تحط من قواهم وكرامتهم،، والبعض منهم لم نعرف أين أخذته الدنيا بعيداً عن أضواءها،، وربما ليدفن في مآسيها ومحنها،،
اليوم تغير الحال،، بل إنقلب إنقلاباً كبيراً، تغير كثيراً،، تغير بشكل أصبح مزعجاً،، مقرفاً،، يثير الإشمئزاز لدى كل من لديه إحساس ويشعر بإنسانيته،،،
الفنانون،، و(هنا لا أتحدث عن الجميع) بل عن فناني هوليوود بشكل خاص،، والبعض من فناني البلاد العربية،،، ولكي لا يطول الحديث ويدخل مداخل متشعبة وتفصيلات ليس هنا موضعها،، فإنني لن أتحدث عن (ماهية) هذا (الفن) ومعناه، وهل يستحق أن يسمى (فن) أم لا؟؟ هذا الذي يقدمه هؤلاء (الفنانون) الذين ربما الكثير من هم ليسوا بأكثر من أصحاب خبرات وتجارب حياتية (فاشلة)،، ولكن ضربة الحظ كان لها دورها في أن تعطيهم الفرصة لكي (يغتنموا) الفرصة ليعتاشوا على (الفارغين) من الناس،، وما أكثرهؤلاء الفارغين،، لكي يبنوا أسطورات (تفوقهم وإبداعهم)،، وربما من هنا أتت حالة الإدمان التي تنتاب معظمهم والتي تؤدي بالكثير منهم للإنتحار الذي يتكرر حدوثه نتيجة تناولهم المخدرات بجرعات عالية،،،،
لم يكتف هؤلاء (الفنانين) في هوليوود بأن يكونوا من أصحاب أعلى المدخولات،، رغم أنهم في الحقيقة لم يقدموا شيئاً للإنسانية،، فلم يعالجوا مشكلة صحية،، ولا مشكلة إجتماعية، ولا مشكلة إقتصادية، ولا إنسانية،،، لم يعالجوا أي شيئ غير أنهم يملأون فراغنا (لمن لديه فراغ) بما لا ينفع،، بل ربما يضرّ،،، لم يكتفوا بذلك بل إنهم اليوم يصرّون على أن يدخلوا عالم السياسة لكي يزيدونه فساداً إلى فساده الحالي الذي نعيش تداعياته في كل العالم،،، فناني وفنانات هوليوود يحاربون الطواحين مثل أخينا (دون كيخوته) محاولين أن ينقلوننا إلى عالم الرفاهية الذي يعيشونه هم فقط،، وهم في الحقيقة لا تستطيع أن تفهم منهم مالذي يجعلهم يؤيدون هذا ويستنكرون ذاك،،، ولكن العالم (الأغبر) الذي وفّـر لهم الكاميرات والميكروفونات لكي يظهروا على قنوات فضائية (فاسدة،، ومفسدة) و لا تمثل غير رأي من يقومون على تمويلها،، لكي يحظوا هؤلاء (الفنانين) بالتقدير والتقييم من قبل (النطيحة والمتردية)،،
الأخبار اليوم تتناقل آخر التحقيقات بخصوص سرقة (مجوهرات) بقيمة تزيد على عشرة ملايين دولار من (فنانة) لا أعرف ماهو الفن الذي قدمته،،،،؟؟ غير أنها هي وعائلتها تقوم إحدى القنوات بتصوير حياتهم داخل بيتهم،، وعرضها على الناس المشاهدين (الفارغين)،،، لا أكثر من ذلك،،!!
والسؤال هنا،، كم من العلماء والذين (يبدعون بإكتشافاتهم) للبشرية في مختلف المجالات في مختبرات العلوم المختلفة،، كم منهم تمتلك زوجاتهم مجوهرات بقيمة عشرة ملايين دولار،،،؟؟؟؟؟
سألوا راقصة شرقية معروفة جداً،،، مع من ترغب في أن تتصور في العام الجديد،،،، أجابت بكل جرأة،، وإستهبال،، وغباء،،، وفطرية،،،إلخ،،، أنه إذا كان واحد بس،،، فإنها ترغب أن تتصور مع : (الذات الإلهية!!! الله) الله أكبر،،، أي مستوى عالٍ من الإيمان هذا، يا ست!!
أنا لو إمتلكت كل الجرأة،، وشربت قنينة (زحلاوي أصلي) ما إستطعت أن أجيب بجرأة مثل جرأتها،،، هذا هو الفن،، وإلا بلاش!!!!!
من أسهل ما يقوم به (الفنانون) أن يلتقوا على طاولات أنيقة في إحتفالات توزيع الجوائز،، ولكي يقابلهم (الجمهور) المشاهد وفي مختلف دول العالم بإبتسامات (بلهاء) لمجرد رؤية طلعاتهم البهية،،،،،، ولكي يعطوا العالمين المقسوم من (إبداعهم) ولله في خلقه شؤون!!!!
أما إخوتنا الرياضيون (المبدعون) فليس فيهم على حد علمي من كان في إستطاعته أن ينهي دراسته الثانوية،،، وحظه (العاثر) أوصله لساحة (المصارعة الرومانية الجديدة المجزية) لكي يغرف ما لذ وطاب من أموال المقامرين،، والنوادي المتاجرة بالإعلانات،، ومن قيمة تذاكر حضور المباريات التي تتجاوز المئتي دولار في بعض الأحيان وربما أكثر،،، (رزق البزازين على المعثرات،،،،) كما يقول المثل العراقي أو (رزق الهبل على المجانين)،،،
قبل شهرين،، رفض أحد لاعبي كرة القدم الأميركية من الأصول الأفريقية،، الوقوف إحتراماً لعلم بلاده إعتراضاً على ما يقوله من أن البلد لا يحترم الأبناء من أصول أفريقية،، وأمامه مثالان أحدهما هو نفسه وأقرانه الذين يتقاضون مئات الملايين من الدولارات مقابل أن (يهنجلون) بالساحة لمدة ساعة أو ساعتين،،، وأمامه المثال الآخر وهو الرئيس الحالي للولايات المتحدة،، والذي يبدو أنه لو بيده لإستخدم القوة للبقاء رئيساً لدورة ثالثة مثل روزفلت أيام الحرب العالمية الثانية،،، لكي تنعم البلاد بنعيم أكثر من خلال حكمته وقيادته للبلد،، إلى الهاوية،،، وهو اليوم يود لو يعلنها حرباً عالمية على روسيا لكي ربما يبقى رئيساً لها،، يصفق له الرياضيون والفنانون،،،، وزوجته التي فقدت (حسب قولها) أميركا الأمل بمستقبل كريم،، بعد أن تغادر هي وزوجها البيت الأبيض قريباً،، ما أتعس حظ أميركا والأميركيين،، والرياضيين!!!! أعانهم الله على الزائر الجديد،،، صديقي الذي (أعرفه) ولم ألتق ولن ألتقي به والذي،،،، (راح يشوي على آذانهم،، بصل،،،)،،،
قبل أسبوعين إلتقيت بصديق أميركي،، وكنا نتحدث حول هذا الموضوع،،، أثار إنتباهي الألم والحسرة التي يتحدث بها الرجل عن هذا الموضوع،، وكأنما لاح لي أنه يخشى من أن يقول ما في نفسه،،، فقلت في نفسي،، هاهي الديكتاتورية تعود لتزحف من جديد على الديمقراطيات العريقة،،،، ولن يكون مستبعداً أن يتغير حال هذه الديمقراطيات،،، وسيصفق حينها لهذه الديكتاتوريات وللعنف القادم من بعيد،،، إخوتنا (الفنانون،،، والرياضيون)،،،، ولننتظر منهم أن ينعموا علينا بحياة أفضل،،،،، (من وجوههم،،، نشبع خبز)،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى