ثقافة

فزاعة

فزاعة يوسف المحسن كاتب، روائي

أيها الحقل ،
لا حد لامتدادك
لا حد لخضرتك البائسة
بكاؤك ثقل زهرة
وأنينك وجع صامت
في عيون الفزاعات
000000
صديقتي الفزاعة
يا سلة أنقاض الريح
أنا اقرب عصافير الحقل إلى التخمة
وأكثر السنابل انتظارا للعصافير
فلماذا تلوحين بالخرق البالية
000000
أيها الحقل ،
حين تقتلع أسنانك التي أتعبها سوس العشب
وحين تلملم كالخادمة
وسائد نوم السنابل
وبقايا الليلة الفائتة
عصفوريا تتسلح الفزاعات
بفرشاة هواء
ومعاجين أسمدة غير ذائبة .
000000
أيها الحقل ،
عندما كنت صغيرا
أدخلوك عنوة إلى المدرسة
خطت برأسك محاريثهم
لكن حقيبتك ،
لم تحمل سوى تيار عواء
عواء حقلي
فالفزاعة بكارة الحقل
بكارة الريح
بكارة تقضمها العصافير الآسنة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى