أحوال عربية

غزة….الاستنزاف المتبادل

نالت (استقلالها) بكفاح ابنائها ,قدمت الضحايا من مختلف الاعمار,وبالمقابل حملت على كاهلها
قضية الشعب الفلسطيني بأكمله, يقطع عنها الغذاء والدواء والوقود, تتوقف الكهرباء ,لكن الحياة
لا تتوقف, بل يصنعون المستقبل, أصبحت غزة مكسر عصا للزعماء الصهاينة, يهاجمونها متى
أرادوا رفع رصيدهم في الانتخابات المتتالية.
من المبكر الحديث عن وجود توازن للقوى بين المقاومين في غزة والكيان الصهيوني المدعوم
امريكيا عسكريا ودبلوماسيا, ومواقف الخانعين العرب المطبعين, الذين شربوا كاس فلسطين
حتى الثمالة في حانات الغرب, المكتفين بالشجب والاستنكار والتنديد لحفظ ماء وجوههم امام
شعوبهم المغلوبة على امرها والتي ابتليت بهم.
العالم المتحضر المتمدن, يتفرج على المذابح والتدمير بالقطاع ويكتفي بالشجب والاستنكار
والدعوة الى ضبط النفس, نجزم بانه ليس لدى المقاومين ما يفقدونه, وبالتالي لم يعد لديهم في
غزة سوى انتهاج سياسة الاستنزاف التي يمارسها الكيان الصهيوني بحقهم, ليعيش المستوطنين
في حالة رعب دائم وتدمير بعض الممتلكات العامة والخاصة ,وخلخلة الجبهة الداخلية ما
يضطر القيادة الصهيونية الى التفكير جديا في كيفية التعامل مع المقاومين.
القيادة في رام الله كأنما الامر لا يعنيها وتتصرف حيال الامر كإحدى الدول الاجنبية معلنة
الشجب والاستنكار وضبط النفس, ونجدها تقبض ثمن اتفاقية(تفاهمات) اوسلو من خلال الهبات
التي توزعها امريكا وبعض الدول الغربية (نظير استسلامها) وانفاقها على عناصرها التي
تحمي كيان العدو, شر البلية ما يضحك يتفرج على (شعبه) وهو يقتل بدم بارد, أما آن لحركة
فتح التي اعتبرها العالم الحر يوما ما ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ان تنهض من
سباتها العميق وتنفض عن نفسها غبار الذل والاستهانة وتعيد الامور الى نصابها بان تختار
قيادة جديدة تؤمن بالكفاح المسلح طريقا للتحرير بعد ان فشلت ادعاءات كل من راهنوا على
الحل السلمي بل الى قضم المزيد من الاراضي ومع مرور الوقت يصبح شعار الدولتين امرا
شبه مستحيل, وأبناء الطبقة الحاكمة الفاسدة يتمتعون بأموال المساعدات للشعب الذي اصبح
منكوبا, ويؤسسون شركات تدر عليهم الربح الوفير .
نقول للقيادة في مصر التي تتدخل بين الفينة والاخرى لوقف القتال بحجة حماية المدنيين
بالقطاع نقول, ا ليس بإمكانكم فتح المعبر مع القطاع امام المساعدات الدولية وتزويده بما
يحتاجه من ادوية وأغذية, أ لم تكن غزة تحت وصايتكم يوما فلماذا التنكر لسكانها, ربما اتفاقيتي
كامب دافيد اخرجتكم من الصراع العربي الصهيوني, لكن المساعدات الانسانية لمن يفترض
انهم اشقائكم لا تحكمها اية اتفاقيات, تقومون بالزيارات المتبادلة, عزاؤنا ان الشعب المصري
رغم مرور 4 عقود على الاتفاقيتين الا انه لم يطبع مع الكيان, ويظل العار يلاحقكم الى قيام
الساعة.
في ظل الخنوع شبه التام للأنظمة العربية للإملاءات الغربية وتحييدها عن القضية الفلسطينية
التي تعتبر قضية العرب الاولى الى وقت قريب, نشد على ايدي المقاومين في غزة, الذين
يصنعون الحياة من العدم, لن يضيع حق وراءه مطالب.

ميلاد عمر المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى