أمن وإستراتيجيةجواسيس

عوائل الموت تحكم العالم

سنان سامي الجادر

لقد تطوّر الزمن وتطوّرت التكنولوجيا والخطط الإستراتيجيّة, ولكن عمليّة التلاعب بالناس والدول لا تزال تجري بسهولة أعتماداً على أسباب بسيطة يُمكن التنبؤ بها وحسابها من قبل أي لاعب. وتتلخّص العمليّة بإيجاد سبب لأثارة أي طرف ضد الطرف الآخر, وبعد ذلك بتمويل الطرفين لكي يكون خيار شنّ الحرب ضد بعضهم البعض مُتاحاً.

ولكن لو نسأل ماهي المصلحة التي يجنيها لاعب خارجي من إثارة الحرب بين خصمين؟ والجواب هو أن أي شخص شريف وأي دولة مُحترمة سوف لن تكون لهم مصلحة بقتل الناس وتدمير البلدان, سوى السياسة الاستعمارية (فرّق تَسد) وتجار الحروب الذين سوف يُقرضون تلك الدول المتحاربة من الذهب والأموال التي يكنزونها, وكذلك بأن تزدهر تجارتهم ومعاملهم التي تُنتج السلاح والأدويّة والطاقة والغذاء.

ولو نعود إلى الجهة التي موّلت الحرب العالميّة الثانية, فهي كانت واحدة للطرفين, حيث موّلت هتلر وموّلت ستالين وكل من فرنسا وبريطانيا بنفس الوقت. وبعد ذلك بدأت بأثارة العداوات عبر أجهزة الإعلام التي كانوا ولا يزالون يمتلكونها بصورة مُطلقة.

أن العوائل اليهوديّة روكفلر وروثجايلد ومورغان وباقي شركائهم, هي التي تُسيطر الآن على شركات صنع الأسلحة والأدوية والنفط والحبوب وتمتلك البنك الدولي ورصيده من الذهب والعملة الصعبة وتسيطر على البنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى الذي يطبع النقود, وهذه العائلات التي تحكم العالم والدول اليوم هي نفسها التي كانت تُموّل الحرب العالميّة الثانية وكثير من الحروب غيرها.

الآن هل هي مُصادفة أن يكون بايدن وبوريس جونسون وزيلينسكي وهم رؤساء كل من أميركا وبريطانيا وأوكرانيا من اليهود الإسرائيليين؟

أن أوروبا هي أكبر المتضررين من هذا التصعيد وهذه الحرب, فمثلما بدأت أميركا حرباً أقتصاديّة مؤخّرا على الصين, فقامت الأخيرة بقطع أمدادات المواد الأوليّة من المعادن النادرة الضروريّة للصناعات الإلكترونيّة وتضررت منها دول أوروبا المنتجة للسيارات والإلكترونيات. أن هذه العقوبات الجديدة على روسيا سوف تضرب الصناعة الألمانيّة والسويديّة والأوربيّة في الصميم ولأن مصدر الطاقة الروسي الرخيص من الغاز والنفط سوف ينقطع, وهذا سوف يدفع هذه الدول لمزيد من التداعيات ألاقتصادية والرضوخ للشروط الأميركيّة وبالتالي ستكون الحرب داخل أوروبا حتميّة مع وصول سياسيين موالين لتلك العوائل لسدّة الحكم.

والآن لو نسأل من يستفيد من أثارة روسيا عبر محاولة نصب درع صاروخي على حدودها القريبة في أوكرانيا, وهو ما كان سوف يُحيّد القدرات النوويّة والبالستيّة لها بشكل كبير, ولماذا يريدون أن يفعلوا ذلك إلا أذا كانوا ينوون مهاجمتها بعد ذلك, وطبعاً معرفة رد الفعل ليست صعبة ولأن هذه اللّعبة تكرار لما حدث في جورجيا في 2008 ويعرفون ذلك.

وكما فعلوا في العراق طيلة ثلاثة عشر عاماً من الحصار والتجويع وتدمير الصواريخ العراقية وحتى الدفاعيّة منها ذات مدى 50 كم. وبعد ذلك شنوا حرباً مدمّرة عليه ولأسباب كاذبة, والغريب في الأمر أنهم لم يكترثوا لقتل مليون عراقي وتدمير العراق بالكامل ولم يبكوا على سيادة العراق, ما دامت مهمتهم في جلب فرق الموت والميليشيات وسرقة المصادر والثروات وزرع حكومات دمى قد نجحت.

نتمنى من الحيّ العظيم أن يُفشل مُخططات عوائل الشر والظلام, التي تَبيع الموت والدمار وتُحرّض الأخوان فيما بينهم, وأن تنتهي هذه الحرب المدمّرة, وأن لا تمتد إلى باقي دول أوروبا والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى