مجتمع

عن النرجسية

 
حيدر لازم الكناني
في بداية القرن الواحد والعشرين طرح بعض الاساتذة فكرة أن طلبة اليوم لديهم أحساس عالٍ بالجدارة اكثر من طلبة الاجيال التي سبقوهم. هل هذا هو الواقع فعلا؟. وهل الأفراد البالغين اليوم أكثر نرجسية من الاجيال السابقة، وهل هم أكثر انانية ومنشغلين بذواتهم أكثر من الاجيال السابقة من نفس مرحلتهم العمرية؟. الباحثين جين وتوينج وزملاؤهما Jean Twenge اشاروا بأن بين بدايات الثمانينات ووسط اعوام الالفية الأولى من طلبة الجامعات الأمريكية ازداد عندهم مستوى النرجسية (Twenge & Foster, 2010- Twenge, Konrath, Foster, Campbell, &Bushman, 2008). ومن خلال فحص عددًا من الدراسات المختلفة فأن استجابات التقديرات الذاتية لطلبة الجامعة على مقياس الشخصية التي تقييس النرجسية، والتي احتوت سمات مثل سمة الغرور Vanity وسمة الاستعراضية exhibitionism والإحساس بالأفضلية والإحساس بالشعور بالتفوق وغيرها فأنهم وجدوا بأن مستويات النرجسية لديهم ازدادت بأكثر من واحد إلى ثلاثة انحرافات معيارية خلال هذه الفترة الزمنية. وهذه الفروق تعني أن معدل طلبة الجامعة في وسط العقد الأول من القرن الواحد والعشرين كانوا أكثر نرجسية بنسبة 75%من طلبة الجامعة قبل ربع قرن.
واشارت توينج وزملاؤها بأن هذه الميول هي نتيجة التغيرات الاجتماعية التي اثرت على الأفراد البالغين. على سبيل المثال فقد لاحظت توينج بأن العقود الحالية يبدوا أنها زادة من الجهود التي تهدف في تحسين الثقة بالذات عند الأطفال واشارت بأن هذه الجهود لم تنجح فقط في زيادة الثقة بالنفس ولكن في زيادة مستوى النرجسية أيضا. بمعنى أخر جعل الشباب يشعرون بشعور جيد حول أنفسهم فقد يكون له تأثيرات جانبية بأن يجعلهم متعجرفين (متكبرين). واشارت أيضا بأن زيادة مستوى النرجسية قد يكون نتيجة زيادة التأكيد الذي يحدث في المجتمع الامريكي على النجاح المادي والاوضاع الاجتماعية خلال العقود القليلة الماضية. (باحثون اخرون اثاروا الشك حول هذه النتائج ، وعن أهمية زيادة مستوى النرجسية مثل Trzesniewski& Donnellan, 2010).
والنتائج التي ذكرت من قبل توينج وزملاؤها اثارت بعض التساؤلات المثيرة للاهتمام، هل الزيادة في مستوى النرجسية تحدث فقط في مرحلة الشباب، أو أنها تحدث عبر جميع المراحل العمرية؟ وهل الزيادة التي تطرأ فقط في مرحلة الشباب تكون مؤقتة (ربما تنحسر عندما يتزوجون أو يكون لديهم مهنة) أو أنها تبقى معهم أخر حيالتهم؟. حيدر لازم الكناني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى