أحوال عربيةأخبار العالم

عندما هتفت شوارع سورية “يا فلسطين”

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

السوريين ينتفضون في كل مكان تضامناً مع إخوتهم في فلسطين لمواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر ضده ، وردّد المشاركون في المسيرات هتافات معبّرة عن التأييد لصمود الشعب الفلسطيني والتضامن مع نضاله العادل “بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين” ، كما نشروا لافتات على اللوحات الإعلانية الموجودة في اوتستراد المزة وساحة الأمويين تتضمن عبارات تؤكد عروبة فلسطين وأن القدس العاصمة الأبدية لها وأن المقاومة طريق التحرير.

لا تزال فلسطين تعيش حرباً بعد أخرى، لتكون أشبه بحقل تجارب لإسرائيل، ما يحصل الآن من مجازر دموية إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ما هو إلا مؤامرة هدفها كسر يد المقاومة الفلسطينية، وبمباركة الصمت العربي المخيف الذي نراه حالياً، حيث وصل الوضع إلى قمة الخزي والعار، وتجرد من كل معاني القيم والمبادئ، فالذي يحدث في مخيم جنين، ليس حلقة من حلقات الصراع مع الإحتلال فحسب، لكنه أيضاً معركة فاصلة بين مسار المقاومة ومسار التسوية والإستسلام.

ما يجري في فلسطين اليوم، لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها سورية، فالحرب واحدة وممتدّة ومتصلة، ومن أجل قضية فلسطين إندلعت حرب سورية لإستنزاف الجيش السوري، لكن الأمور جرت عكس ما خططوا له، وما حصل أن سورية لا تزال تخوض حربها الشرسة من أجل بقائها والحفاظ على وجودها، فهي تقاوم إرهاباً هو الأشد على مر العصور.

الدعم السوري في الحرب على “إسرائيل” جاهز فسورية صنعت قاعدة إسناد إقليمية مؤثرة عبر دعم المقاومة الفلسطينية، كما أنها تراقب معركة جنين بإهتمام شديد وتراقب أدق تفاصيلها وهي مستعدة للتقدم في حال لزم الأمر، وفي الوقت نفسه ترسل صواريخها عبر غزة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

على الكفة المقابلة، تبقى القضية الفلسطينية والحقوق الثابتة خطاً أحمر لسورية، لا يسمح بتجاوزه أو التنازل عنه، ففلسطين جزء من الذات السورية، فلا فلسطين قادرة أن تتحرر من دون سورية ولا سورية قادرة أن تدير ظهرها لفلسطين لأنها عندئذ تفقد معناها ودورها وذاتها مثل غيرها من الدول العربية التي تخلت عن قضيتها المركزية، ومن هنا ستبقى فلسطين في قلوب كل السوريين ولن تغيب عن أذهانهم وستبقى حافزاً لتحركاتهم وثوراتهم.

كل المراقبين في الشرق والغرب يعترفون ويقرّون بإنتصار المقاومة الفلسطينية على العدو الإسرائيلي الجبان الذي لم ينجح سوى في قتل المدنيين والأطفال، لذلك لا بد أن نستمر في طريق النضال والكفاح، والدفاع عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني، من خلال مغادرة مسار المفاوضات العبثية، وبناء إستراتيجية جدية تقوم على الصمود والمقاومة، إستراتيجية تعيد الإعتبار للمشروع الوطني، وتعيد ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، ومواصلة النضال بكل أشكاله الكفاحية من اجل حرية شعبنا وحقه في العودة وتقرير المصير على أرض وطنه فلسطين.

تسيل الكثير من دماء الشعب الفلسطيني بكل فئاته الذين يخرجوا للوقوف في وجه الكيان الصهيوني المغتصب، لنيل الشهادة في سبيل الحرية والكرامة والإستقلال، وبالرغم من ذلك فالإنتفاضة قادمة لا محالة، كون التاريخ يشهد على أن الفلسطينيين وإن صمتوا لسنوات عن جرائم الإحتلال، لا بد أن تدق ساعة الإنتفاضة على كل جرائمه ضدهم .

وأنهي مقالتي بالقول: إن القضية الفلسطينية كانت على الدوام في حاضرة الوجدان السوري، لذا يبقى التضامن مع فلسطين الأوتوستراد الذي يجب أن يسير فيه قلب كل عربي، ويجب على الأمة العربية إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وعدم تركها وحيدة ينفرد بها العدو الصهيوني، كما يحدث اليوم.

فتحية من سورية الأبية المرابطة، إلى كل مقاوم وكل شهيد يسقط على أرض فلسطين من أجل تحريرها شبراً شبراً.

وأخيراً إننا في انتظار الحدث الكبير…والترقب سيد الموقف…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى