تقنية

على هامش النظرية الجديدة …

حسين عجيب

الماضي ، أيضا ، هو الآن …
الحاضر يتضمن الماضي والمستقبل بالتزامن

( الخلاصة الجديدة )
هل يمكن أن يؤثر المستقبل على الماضي ؟
نعم ، بالتأكيد .
….
الزمن بعكس الحياة ،
حيث أن المستقبل يحدث أولا ، وهو مصدر الحاضر والماضي معا .
والحياة بالعكس ، الماضي يبدأ أولا ، وهو ينتج الحاضر والمستقبل .
( هذه الفكرة الجديدة ، والصادمة عند قراءتها لأول مرة ، ناقشتها بشكل موسع ، على المستويين المنطقي والتجريبي في الكتاب الأول للنظرية ) .
….
….
المستقبل هو الآن ، كيف ولماذا ؟!

1
الحدث مزدوج بطبيعته ، بين الزمن والحياة : فاعل وفعل .
الفاعل والفعل ، يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، لكن لا نعرف بعد كيف ، ولماذا وغيرها من الأسئلة الجديدة _ خاصة أن يكون المستقبل بداية للزمن أو الوقت .
حركة الفاعل والحياة ، أنت وأنا وجميع الأحياء ، حاضر _ مستقبل .
حركة الفعل والزمن ، الحياة المشتركة والتاريخ ، حاضر _ ماض .
هذه الفكرة ( الخبرة ) ، الأساسية تجاهلها ، أو اخطأها نيوتن ، واينشتاين وستيفن هوكينغ وباشلار وهايدغر وغيرهم . وما تزال ضمن غير المفكر فيه والمسكوت عنه في الثقافة العالمية الحالية ، العلم والفلسفة أيضا !
يصعب تصديق ذلك ، عداك عن فهمه وتقبله .
هذه الفكرة ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، في أي نقطة على سطح الكرة الأرضية .
2
فكرة اينشتاين بين الغلط والابداع ؟!

التزامن ، الفكرة التي رفضها اينشتاين واعتبرها خطأ ، تقوم بها غالبية البشر اليوم عبر أدوات التواصل الاجتماعي .
مثالها اليومي والمبتذل ، محادثة مباشرة _ بالصوت والصورة _ بين مجموعة أشخاص يتوزعون عبر القارات .
هنا خطأ اينشتاين تجريبي ويقيني ، وصحة موقف نيوتن بالمقابل .
….
فكرة اينشتاين الثانية والأخطر ، والتي تستهلكها الثقافة الشعبية بشراهة ، وتروجها هوليود وغيرها من وسائل الاعلام الديماغوجية والخفيفة ، فكرة السفر في الزمن ، مع قابلية الزمن للتمدد والتقلص والعكس وغيرها من الرغبات الطفلية _ عودة الشيخ إلى صباه _ واعتبار أن سرعة حركة الزمن هي نفسها سرعة الضوء .
لو كانت الفكرة صحيحة _ سرعة حركة الزمن تساوي سرعة الضوء ، أو هي نفسها _ لكان الزمن كله مرحلة واحدة تتمثل ، وتتجسد بالحاضر فقط .
….
الفكرة الأكثر غرابة وتطرفا : الزمن يتقلص ويتمدد بحسب السرعة ؟!
والأكثر غرابة وشذوذا ، انها مقبولة وشبه سائدة بين الفلاسفة والعلماء !
….
لكن فكرة الزمن نفسها تنطوي على مغالطة ، ومفارقة بالتزامن :
الوقت مطلق وموضوعي ، ويمثل المعيار الشامل للثقافة والعلم أيضا .
وبالتزامن ، الحاضر نسبي ، وهو اتفاق بين البشر لا أكثر ولا أقل .
3
المستقبل هو الآن
( الكتابة تحدث في الماضي والقراءة في المستقبل ، كيف ولماذا ؟! )
….
إدارة الوقت وموازنته بشكل صحيح ، قيمة تتضاعف كل يوم أكثر .
….
للزمن أو الوقت ثلاثة أنواع ، او مراحل :
1 _ الماضي ، حدث مسبقا .
2 _ المستقبل ، لم يحدث بعد .
3 _ الحاضر ، بين الماضي والمستقبل .
لا يوجد شيء اسمه زمن ، أو وقت ، خارج الأزمنة أو الأوقات الثلاثة .
الفكرة الأخيرة أكثر من رأي ، وأقل من معلومة .
لو فرضنا جدلا ، وجود زمن أو وقت خارج الحاضر والماضي والمستقبل ، يتعذر اثبات ذلك تجريبا ، ومنطقيا أيضا ؟
….
أيضا للتعامل مع الوقت أو الزمن ، طرق محددة بخمسة على الأقل ، ربما تقبل الزيادة ، ولكنها غير قابلة للتكثيف والاختزال .
….
بصرف النظر عن طبيعة الوقت أو الزمن ونوع العلاقة ، الحقيقية ، بينهما الوقت الإنساني هو نفسه الزمن الإنساني ، ويحدث في الحاضر فقط .
1 _ أخذ الوقت .
أو شراء الوقت ، أو سرقته ، أو الحصول عليه بالاحتيال وغيرها .
2 _ منح الوقت .
أو بيع الوقت ، او إهدائه ، أو التخلي عنه بأي طريقة أخرى .
3 _ مشاركة الوقت .
كما يحدث في الألعاب والمباريات والعمل المشترك ، وغيرها .
4 _ استثمار الوقت .
القراءة الإبداعية ، أو الكتابة ، والفهم .
5 _ هدر الوقت .
القراءة أو الكتابة دون المنطق ، وتحته
….
تنظيم الوقت ؟
لا أحد يجهل أهمية الوقت ، ولكن
نادرا ما يكترث أحدنا بالوقت ، أو يهتم بالفعل .
أعرف هذا من تجربتي الشخصية .
يمكنني القول بدرجة من الثقة ، تقارب اليقين :
لا يوجد كتاب في العربية ، ترجمة أو تأليفا ، عن الزمن والوقت لم اقرأه ، أو ليس عندي ولو فكرة عنه .
( طبعا بفضل مساعدة الأصدقاء والصديقات ، أتلقى النصائح الشفوية والكتابية ، مع الكتب والمخطوطات التي موضوعها الزمن والوقت ، بامتنان بالغ مع الشكر )
ومع ذلك ، أعيش بحالة فوضى مع وقتي الشخصي .
بعبارة ثانية ، هدر الوقت عندي أكثر من استثمار الوقت .
وهذه مشكلتي المزمنة ، لبقية حياتي كما أعتقد .
كل لحظة تمر ، ليست ثمينة وعالية القيمة فقط ، بل هي مصدر القيم .
ومع ذلك أفشل كل يوم ، بالعيش في الحاضر .
ماذا عنك ؟
….
….
الماضي ينتج الحاضر والمستقبل معا ، هذه فكرة وخبرة مشتركة .
لكن العكس صحيح أيضا ، المستقبل ينتج الحاضر والماضي أيضا .
تشكل هذه الفكرة أحد المحاور ، الأساسية في النظرية الجديدة .
كيف يمكن حل ذلك التناقض ؟
بدلالة الحياة ، الماضي أولا ، والحاضر مرحلة ثانية ، بينما المستقبل مرحلة ثالثة وأخيرة .
والعكس بدلالة الزمن أو الوقت ، المستقبل أولا ، والحاضر ثانيا ، والماضي ثالثا وأخيرا ( وليس أولا كما هي الحياة بالفعل ) .
….
بعد فهم اليوم الحالي ، مصدره ومصيره ومكوناته ، يسهل فهم الواقع المباشر والموضوعي بالتزامن .
….
اليوم الحالي ثلاثي البعد بطبيعته : زمن وحياة ومكان .
المكان ، أو الاحداثية ، هو نفسه ويمثل الحاضر ( المرحلة الثانية ) ، بالنسبة لمراحل الزمن أو الحياة .
الحياة جاءت من الأمس إلى اليوم ، مثالها جميع الأحياء : أنت وأنا .
بينما الزمن والوقت يأتي من الغد ، ومثال ذلك جميع الأحداث الزمنية
….
….
كنا حوارا

الواقع :
محاولة لصياغة تعريف جديد ومتكامل
أعتقد أنه …يتعذر التعريف الصحيح ، العلمي ، للواقع إلى يومنا الحالي ( 6 / 11 / 2022 ) لأنه يتطلب _ ويتوقع منه _ بالإضافة لشروط التعريف العادي للمفهوم أو المصطلح أو الحدث ، أن يحقق بعض الشروط الخاصة ، وهي ثلاثة بالحد الأدنى :
1 _ أن يتضمن الماضي كله .
2 _ أن يصف الحاضر بالفعل .
3 _ أن يتنبأ بالمستقبل .
….
الماضي حدث سابقا ، وهو موجود ، ويوجد داخل الواقع والأحياء ، ويتمثل بأصغر من اصغر شيء _ هناك في البعيد الداخلي .
( يمكن إثبات حقيقة وجود الماضي في الداخل ، بدلالة فكرة أصل الفرد )
المستقبل لم يحدث بعد ، وهو يوجد خارج الواقع والأحياء ، ويتمثل بأكبر من اكبر شيء _ هناك في البعيد الخارجي .
الحاضر مباشر وفوري بطبيعته ، بالإضافة إلى ذلك يمثل ، ويجسد المرحلة الثانية في الحياة أو الزمن ، وفي المكان أيضا كما أعتقد .
….
مكونات الواقع الأساسية : الحياة والزمن والمكان ، بالإضافة إلى الحاضر والماضي والمستقبل .
المكان ثلاثي الأبعاد وهي عكوسية بطبيعتها : الطول والعرض والارتفاع .
الحياة والزمن ثلاثية الأبعاد أو المراحل ، الحاضر والماضي والمستقبل ، وهي غير عكوسية بطبيعتها .
….
لا يمكن معرفة طبيعة وحدود الماضي ، أصغر من أصغر شيء .
ومعرفة طبيعة وحدود المستقبل ، أكبر من أكبر شيء .
وأما الحاضر فهو موضوع سجالي ، وجدلي بطبيعته .
لنتذكر أنواع الحاضر :
1 _ حاضر الزمن .
2 _ حاضر الحياة .
3 _ حاضر المكان .
4 الحاضر المستمر .
5 _ الحاضر الآني .
6 _ الحاضر الشخصي .
7 _ الحاضر المشترك .
8 _ الحاضر كما تدركه الحواس .
….
كمثال على الماضي يوم الأمس ، المحدد بدقة خلال 24 ساعة السابقة ، كلنا نعرفه وخبرناه ، والسؤال أين هو الآن ؟!
( يقابله يوم الغد ، المحدد بدقة أيضا بعد 24 ساعة _ لكنه احتمال بطبيعته ، بالنسبة للكائن الحي والانسان بوضوح أكبر ) .
لنتأمل ثلاثة مراحل : 1 _ بعد دقيقة 2 _ بعد سنة 3 _ بعد قرن …
هي متشابهة ، ومتطابقة ، والفرق فقط في الكم ، حيث الدقيقة والسنة أجزاء من القرن . والعكس صحيح أيضا ، حيث أن القرن والسنة مضاعفات الدقيقة والثانية .
بعد دقيقة يختفي الحاضر الذي يصير الأمس والماضي بالنسبة للفعل والزمن ، ويصير بالتزامن ، الغد والمستقبل بالنسبة للفاعل والحياة .
بعد سنة ( أو قبل ) تتكشف الصورة بوضوح أكبر ، سنة 2021 مثلا .
بعد قرن تصير الفكرة مجسدة ، وتقبل القياس والاختبار مباشرة .
كمثال لنتخيل الواقع بعد أكثر من قرن :
سوف نكون جميعا موتى ( الكاتب والقارئ ة وبقية الأحياء حاليا ) ، وسيوجد جيل جديد ، لا يمكننا تخيل حياته . وجودنا الحقيقي الآن ، يماثل ويطابق وجود من سبقونا قبل قرن .. والسؤال أين هم ن الآن ؟
الحياة محمولة في الجينات والمورثات بطرق غامضة ، لكن مؤكدة .
بكلمات أخرى ، الحياة استمرارية بين الماضي والحاضر . وكل فرد يمثل النوع ( الجنس ) بشكل حقيقي وكامل ، حتى لحظة الموت .
لسوء الحظ ، المستقبل ليس بذلك الوضوح ، وهو احتمال فقط ، مهما ارتفعت درجة تحققه بالفعل .
الموت احتمال الحياة المفتوح والمستمر .
….
….
كلمات ، كلمات

1
وحدهم الأصحاء ،
يعرفون أن الصدق أسهل من الكذب الإبداعي دوما .

2
بالرغم من عيوبه ونواقصه الكثيرة ، الدوغمائية أسوأها ، لا غنى عن التصنيف الثنائي في الثقافة ، العلم والفلسفة خاصة .
نمط العيش الإنساني الحالي مثلا ، بين مستويين :
1 _ الأول ، البدائي والمشترك انفعالي ، لا شعوري وغير واع بطببيعته .
العيش على مستوى العتبة ، والحاجة .
2 _ الثاني ، الثانوي والمكتسب بطبيعته ، شعوري وإرادي وواع .
العيش على مستوى السقف ، والثقة .
….
لحسن الحظ ، يكاد لا يجهل المستويين أحد ، على المستوى النظري والفكري في الحد الأدنى .
لكن المسافة بين المستويين هي المشكلة ، وحلها بالتزامن .
3
المسافة بين وجهي العملة أو المسافة بين السبب والنتيجة …
الصفر ثنائي ، ومسافة أيضا …كيف ولماذا ؟
المسافة أو الفجوة ، بين شيئين أو فردين أو حدثين أو نقطتين ، 3 أنواع :
1 _ المسافة الإيجابية ، زيادتها أكبر ما يمكن ، مرغوبة على كل المستويات الذاتية والاجتماعية والإنسانية والثقافية معا .
المسافة بين المثير والاستجابة
المسافة بين لحظة الولادة ولحظة الموت
المسافة بين الدال والمدلول
المسافة بينك وبين الآخر
وغيرها كثير بالطبع .
2 _ المسافة السلبية نقيض المسافة الإيجابية ، حيث تمثل زيادتها عن المتوسط أو العادي المرض العقلي ، وهي مكروهة على كل المستويات .
المسافة بين العمر البيولوجي والعمر العقلي للفرد ، أو للمجتمع والشركة .
المسافة بين القول والفعل .
المسافة بين الفكر والشعور
وغيرها كثير أيضا
3 _ المسافة الحيادية أو الصفرية .
المسافة بين السبب والنتيجة
المسافة بين الصدفة والنتيجة
المسافة بين الشكل والمضمون
المسافة بين الرشوة والهدية ، مع أنها برأيي تميل للإيجابية .
وغيرها
….
فجوة الألم مثال قوي ، جدا ، على المسافة السلبية بين موقفين أو مستويين ، تتمثل وتتجسد بالمشكلة الثلاثية للحاضر : الحاضر والمحضر والحضور .
أنت هنا وعقلك هناك : فجوة الألم ، أو عدم المقدرة على العيش بالحاضر .
4
فكرة التعاقب ، الزمني أو غيره ، مركبة وتنطوي على مفارقة ومغالطة بالتزامن .
المفارقة أن التعاقب مزدوج ، أو ثنائي أو متعدد بطبيعته ، بين الزمن والحياة لا فردي ولا بسيط .
والمغالطة في استخدام كلمة تعاقب كمرادفة لكلمة امتداد ، والمشكلة تتكشف مع كلمة هناك ، حيث أن هناك تتضمن هنا والعكس غير صحيح . هنا للمكان ، مفردة وبسيطة بطبيعتها ، نقطة أو مركز وصفر حيادي . هناك مركبة ، وتعددية بطبيعتها ، تتضمن الحياة والزمن بالإضافة للمكان .
5
مكرر
المستقبل لا يمكن أن يؤثر على الماضي ، هذا الموقف الكلاسيكي للعلم .
وهو يتناقض بالكامل مع النظرية الجديدة ، ويتعذر التوفيق بينهما .
المستقبل مصدر الزمن وأصله ، بعكس الحياة : محور النظرية الجديدة .
الواقع ( الوجود والكون ) يتكون من الماضي والحاضر والمستقبل بالتزامن ، لا التعاقب فقط ولا الامتداد فقط .
التعاقب ينطوي على مفارقة ، تعاقب الزمن عكس تعاقب الحياة بطبيعته .
( لكن لا نعرف إلى اليوم كيف ، ولماذا … وهل المشكلة لغوية فقط أم تتجاوز اللغة والحياة نفسها ، وغيرها من الأسئلة الجديدة والمعلقة ) .
بينما الامتداد بسيط ومباشر ، يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
….
أعتقد أن الشعر والعلم من نفس الجنس ، والطبيعة ، والماهية .
على العكس من الحياة والزمن ، النقيضان المطلقان .
….
تستوي الأشياء بنقائضها .
6
السعادة والشقاء … نقيضان مطلقان أيضا
يمكن وضع متصل ، متدرج ، بين السعادة والشقاء ثنائي أو مليوني …
السعادة شعور طيب ، الشقاء شعور مزعج
السعادة فرح ومسرة ، الشقاء حزن وهموم
السعادة نجاح وفوز ، الشقاء خسارة وفشل
السعادة لذة ، الشقاء ألم
السعادة وصال ، الشقاء فراق
السعادة صحة ، الشقاء مرض
السعادة معرفة ، الشقاء جهل .
يمكن تكملة هذا التصنيف ، ولكن يتعذر اختزاله .
….
مشاعرك مسؤوليتك
سعادتك مسؤوليتك
الدلاي لاما يصافح أريك فروم ، ومحمد عضيمة يضحك …
7
كتب محمد عضيمة :
شكرا للموت
ثم كتب عادل محمود :
شكر للموت
….
وقبلهم كتب خوسيه ساراماجو : انقطاعات الموت .
أيها الموت ، لا أحد يحبك
مع أنك تحب الجميع .
….

خلاصة ما سبق
الماضي أولا ، الحاضر بالمرحلة الثانية ، والمستقبل أخيرا … تلك هي دورة الحياة الظاهرة ، والتي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
لكن ، دورة الزمن أو الوقت ، تحدث بالعكس تماما :
المستقبل أولا ، والحاضر بالمرحلة الثانية ، والماضي أخيرا .
الماضي نتيجة وليس أولا ، بل يأتي بعد الحاضر والمستقبل معا !
هذه الخلاصة الصادمة ، والتي يتطلب فهمها مرونة عقلية كاملة ، بالتزامن مع تغيير الموقف العقلي الموروث والمشترك .
ليست مهمة سهلة ، لكن لا توجد طريقة أخرى لفهم الواقع كما أعتقد .
….
الواقع أو الحاضر ليس سلسلة سببية فقط ، ولا صدفة فقط .
الواقع ، أيضا الحاضر ، أيضا النتيجة ، سبب وصدفة .
النتيجة = سبب + صدفة .
….
اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يتكون من الماضي والمستقبل بالتزامن .
( او من الحياة والزمن معا ، الحياة من الماضي والزمن من المستقبل ) .
….
….
مشكلة هناك _ بدلالة النظرية الجديدة
( أنت من هناك أيضا )

” كلما زاد الشك زاد الانتباه ، وكلما قل الشك قل الانتباه ، لا شك لا انتباه “
….
كلمة هناك ، تنطوي على مفارقة ، ومغالطة معا .
العلاقة بين هنا وهناك ، تمثل حالة سوء فهم مزمن ، بالعربية وغيرها .
….
لفهم العلاقة الصحيحة ، أو غير المتناقضة ، بين هنا وهناك يلزم أولا فهم الفرق بين علاقات التناقض والعكس ، وهذه مشكلة ناقشتها سابقا ، ولم أفلح بالوصول إلى نتيجة مرضية أو لحل علمي ، أو منطقي بالحد الأدنى .
ولهذا السبب أعود لمناقشتها ، بشكل متكرر ….
1
في الرياضيات والمنطق ، مختلف العلاقات تقبل التصنيف الثلاثي : علاقة المساواة والتكافؤ أو علاقات الأكبر والأصغر .
لكن في الحياة والزمن ، يتعذر ذلك ، حيث الوضع مركب وأكثر تعقيدا …
بالإضافة إلى العلاقات المنطقية الثلاثة ، توجد علاقات التشابه والاختلاف وما بينهما ، وهي تقبل التجزئة والتدرج بشكل لا نهائي .
….
مثال على ذلك العلاقة بين التناقض والعكس ؟
كلنا نستخدمها وكأنها مترادفة ، ومرات على أنها علاقة اختلاف أو تشابه .
سأغير الصيغة ، أغلبنا ( كوني المقصود أولا بالممارسة الخطأ ) نخلط بين علاقات العكس والتناقض بشكل عشوائي .
مثال التناقض الكبير والصغير .
ومثال العكس اليمين واليسار .
لا أعتقد أن المثال موضع خلاف أو جدل .
لكن توجد مشكلة المقلوب ، وأعتقد أنه مرادف للعكس .
العلاقة بين هنا وهناك أكثر تعقيدا ، وتحتاج إلى مناقشة مختلفة .

هناك عدة أنواع ، وأكثر من ثلاثة بالتأكيد :
1 _ هناك في المكان .
2 _ هناك في الحياة .
3 _ هناك في الزمن .
….
هنا بسيطة ، ومباشرة ، وشعورية وواعية بالتزامن .
هنا لا تحتاج لكلمة أخرى زيادة ، على مستوى التحليل العلمي والمعرفي ، لكن في الأدب يختلف الأمر كثيرا ، خاصة في الشعر والرواية .
….
هناك في المكان بسيطة أيضا ، ومباشرة ، وتمثل الحلقة المشتركة بين الفردي والاجتماعي والثقافي بالتزامن . ( في العربية على الأقل ) .
لكن المشكلة هناك ( في الزمن ) ، والأكثر تعقيدا هناك في ( الحياة ) .
في العربية يوجد نقص لغوي خطير ، حيث لا توجد سوى هناك في المكان أو الزمن . ( لا يوجد هناك _ في الحياة ) .
تعتبر الحياة ملحقا بالزمن والوقت ، أو العكس أيضا ، وهو الأكثر استخداما ، حيث يلحق الزمن بالحياة ويعتبران واحدا ويتحركان باتجاه واحد !
2
النظرية الجديدة تمثل خطوة جريئة ، في المجهول ، أو هي موقف عقلي يختلف عن كل ما سبق .
هناك الزمنية ، موجودة في المستقبل ، في الأبد وتتحول إلى الحاضر ، ثم إلى الماضي ثالثا وأخيرا .
تذكير بقصيدة رياض الصالح الحسين ( الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس ، وأنا بلهفة ، أنتظر الغد الجديد ) .
هناك في الحياة ، نقيض هناك في الزمن .
( ربما تكون العكس أو النقيض أو بشكل يختلف بالفعل عن التشابه أيضا )
هناك في الحياة ، موجودة في الماضي والأزل ، لحظة البدء أو أصغر من اصغر شيء . وتقابل هناك في الزمن ، الأبد ولحظة النهاية ، وأكبر من أكبر شيء .
مع أن الفكرة مربكة وغامضة ، أعتقد أنها جديرة بالاهتمام والتأمل .
….
تصور جديد ، فكرة جريئة ، وطائشة ربما …
الأنواع الثلاثة ل هناك ، تتضمن ثلاثة أنواع من الطاقة : إيجابية وسلبية وحيادية . هناك المكان تمثل طاقة الحياد ، بينما هناك للحياة والزمن تمثلان الطاقة المزدوجة ، الثنائية بين السلبية والموجبة .
….
التصور الجديد للواقع والكون :
المكان هو كل شيء …
ويتضمن اكبر من اكبر شيء ( بالإضافة إلى السطح والخارج معا ) ، وأصغر من أصغر شيء ( المركز الداخلي ) ، وبالإضافة إلى الحياة والزمن .
يمكن تشبيه الكون بالبالون ، ويقارب الشكل الكروي أو الاهليجي . لا شيء خارجه ، ولا شيء بمركزه أيضا .
بينما الحياة والزمن ، حركة مزدوجة بين هناك الخارجية ( الزمن ) والأكبر من أي شيء ، وبين هناك الداخلية ( الحياة ) والأصغر من أصغر شيء . أو بين الأبد والأزل ، لكنها حركة مزدوجة تزامنية وتعاقبية معا .
يمكن تشبيه ذلك ، بكرة مكهربة ، حيث الكرة تمثل المكان ، بينما التيار الكهربائي _ الذي يسري في الكرة ، من الجانبين الخارجي والداخلي _ يمثل الحياة والزمن معا ، بشكل تبادلي ودوري ، بين الأبد والأزل ، بشكل دوري ومتعاكس ، حيث لا بداية ولا نهاية ولا أطراف .
هذا التصور ، الجديد ، سوف أناقشه لاحقا لتطويره أو لتبديله أو ( كما ارغب وأتمنى ) لاعتباره من صلب النظرية الجديدة .
3
اقتراح
للصديقات والأصدقاء ، والقارئ ة الجديد ة أيضا ….
من ت _ يعرف لغة أجنبية ، المقارنة بين هناك الثلاثية ( الحياة والزمن والمكان ) ، والمشاركة الفعلية في هذا الحوار بالطريقة التي تناسبهن م . مثلا ، إذا كانت الإنكليزية أو الألمانية أو الفرنسية وغيرها ، بنفس فقر اللغة العربية ( وهذا ما اعتقد أنه موجود بالفعل ، في مجال الحياة والزمن خاصة ) حيث هناك في الحياة غير موجودة ، وملحقة بالزمن فقط . أقترح بهذه الحالة على الصديق ة ، مراسلة المعجم الحديث أو المجلات المتخصصة ( العلمية والفلسفية ) ، ولفت نظرهم بقوة إلى ذلك النقص والخلل في لغتهم مباشرة .
أعتقد أنها مشكلة لغوية ، مشتركة ، ولا تقتصر على العربية وحدها .
غالبا في ثقافات مثل الفرنسية أو الإنكليزية وغيرها ، بعدما يتم لفت نظر المسؤولين الثقافيين ( العلماء والفلاسفة ) إلى المشكلة ، على الأقل سيردون على المفكر الكاتب بشكل مهذب ولطيف مع الشكر . بينما في العربية ، يكون محظوظا إذا توقف الأمر عند المنع من السفر ، والتعامل معه كمشبوه عليه اثبات براءته كل يوم .
المهم أقترح ، على من لديهما الرغبة والوقت والامكانية ، القيام بهذا العمل الثقافي اليوم وليس غدا .
مع الشكر سلفا .
….
….
ملحق
فيلم مترجم ، يظهر الاسم ” أدوار آلان بو ” ، ويتكرر أكثر من مرة .
والمقصود الشاعر والقاص ” ادغار آلان بو ” ملهم بودلير وبورخيس وغيرهم .
ويبدو أن المترجم لم يسمع باسم الكاتب .
مبدع قصيدة ” الغراب ” ، وغيرها .
كتب بورخيس مرة :
يمكنني ان أتخيل العالم بدون أمريكا ، أو بدون الصين . يمكنني أن أتخيل أشياء وأشكال عديدة واقعية أو غير واقعية .
لكنني لا استطيع أن أتخيل العالم ، بدون قصيدة أدغار آلان بو :
آه ، لا تنسى ، هذه الحديقة كانت مسحورة .
نسيت اسم مترجم القصيدة ، وأين قرأت فكرة بورخيس ، أو متى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى