إسلامثقافة

علم الخواص

اتريس سعيد

يبحث هذا العلم في الخواصّ المترتّبة على قراءة أسماء الله سبحانه وتعالى وكتبه المنزلة وعلى قراءة الأدعية, فالنفس بسبب إشتغالها بأسماء الله تعالى والدعوات الواردة في الكتب المنزلة تتوجّه إلى الجناب المقدّس وتتخلّى عن الاُمور الشاغلة لها عنه، فبواسطة ذلك التوجّه والتخلّي تفيض عليها آثار وأنوار تناسب إستعدادها الحاصل لها بسبب الإشتغال.
ويبحث علم الخواص أيضا في الخواص (الفيزيائية ) و (الكيميائية) للمعادن والأحجار والنباتات, وإمكانيات التداوي، والإنتفاع بها، والإجتناب عن مضارها، والوقوف على عجائب أحوالها وغرائب أفعالها.
نقاط مهمة:
• خواصّ الأشياء ثابتة ولكن أسبابها أحيانا خفيّة
• لا تبدو خواص الأشياء أحيانا قابلة للفهم والتفسير العقلي المنطقي.
• علل بعضها معقولة وبعضها غير معقولة.
• الخواصّ تنقسم إلى أقسام كثيرة منها :

  1. خواصّ الأدعية والأوراد:
    فبمعرفة تلك الأدعية والأوراد على الوجه المذكور ينال بإستعمالهما الفوائد الدينية والدنيوية.
  2. خواص أسماء الله تعالى وأسرارها وخواص تأثيراتها: قال البوني: ينال بها كل مطلوب، ويتوصل بها إلى كل مرغوب. و بملازمتها تظهر الثمرات، وصرائح الكشف، والإطلاع على أسرار المغيبات، وأما إفادة الدنيا، فالقبول عند أهلها والهيبة و التعظيم والبركات في الأرزاق، والرجوع إلى كلمته، وإمتثال الأمر منه، وخرس الألسنة عن جوابه إلا بخير إلى غير ذلك من الآثار الظاهرة بإذن الله تعالى في المعنى والصور، وهذا سر عظيم من العلوم لا ينكر شرعاً، ولا عقلاً، إنتهى.
  3. خواصّ الحروف و الأسماء:
    هي خواص بإتباعها على شرائط معينة، ورياضة خاصة، و مجاهدة, توصل لتصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى، والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان.
    وخواص الحروف موضوعها “الحروف الهجائية” ومادتها “الأوفاق والتراكيب” وصورتها “تقسيمها كماً وكيفاً وتأليف الأقسام والعزائم”.
  4. خواص القرآن:
    صنف فيه جماعة من المتقدمين، منهم التميمي، وحجة الإسلام الغزالي، ومن المتأخرين، اليافعي سماه الدر النظيم في خواص القرآن العظيم، وغالب ما يذكر في ذلك كان مستنده تجارب الصالحين، وورد في ذلك بعض من الأحاديث أوردها السيوطي في “الإتقان”.
  5. خواص آيات التوراة والإنجيل.
  6. خواص الدعوات والعزائم:
    العزائم مأخوذ من العزم وتصميم الرأي والإنطواء على الأمر و النية فيه والإيجاب على الغير يقال: عزمت عليك أي أوجبت عليك، حتمت. وفي الإصطلاح: الإيجاب والتشديد و التغليظ على الجن والشياطين ما يبدو للحائم حوله المتعرض لهم به وكلما تلفظ بقوله: عزمت عليكم فقد أوجب عليهم الطاعة والإذعان والتسخير والتذليل لنفسه، وذلك من الممكن والجائز عقلا وشرعا، ومن أنكرها لم يعبأ به لأنه يفضي إلى إنكار قدرة الله سبحانه وتعالى، لأن التسخير والتذليل إليه و إنقيادهم للإنس من بديع صنعه.
    وسئل آصف بن برخيا هل يطيع الجن والشياطين للإنس بعد سليمان عليه السلام؟ فقال: يطيعونهم ما دام العالم باقيا، و إنما يتسق بأسمائه الحسنى وعزائمه الكبرى وأقسامه العظام والتقرب إليه بالسير المرضية.
    ثم هو في أصله وقاعدته على قسمين محظور ومباح.
    الأول: هو السحر المحرم.
    وأما المباح فعلى الضد والعكس إذ لا يستم منه شيء إلا بورع كامل وعفاف شامل وصفاء خلوة وعزلة عن الخلق و إنقطاع إلى الله تعالى.
    وقد علمت أن التسخير إلى الله تعالى غير أن المحققين إختلفوا في كيفية إتصاله بهم منه تعالى.
    فقيل: على نهج لا سبيل لأحد دونه عز وجل.
    وقيل: بالعزيمة كالدعاء وإجابته.
    وقيل: بها والسير المرضية.
    وقيل: بالجواسيس الطائعين المتهيئين.
    وقيل: بالمحتسبة والسيارة.
    وقيل: بالعمار هذا ما يعتمد من كلام المحققين.
    قال فخر الأئمة: أما الذي عندي أنه إذا استجمع الشرائط وصوب العزائم صيرها الله تعالى عليهم نارا عظيمة محرقة لهم مضيقة أقطار العالم عليهم كيلا يبقى لهم ملجأ ولا متسع إلا الحضور والطاعة فيما يأمرهم به، وأعلى من هذا أنه إذا كان ما هو مسيرا في سيرة الرضية وأخلاقه الحميدة فإنه يرسل عليهم ملائكة أقوياء غلاظ أشداد ليزجروهم و يسوقوهم إلى طاعته وخدمته.
    وأثبت المتكلمون وغيرهم من المحققين هذه الأصول حيث قالوا.
    أما يمنع من أن يكون من الكلام أسماء الله تعالى أو غيرها في الكتب والعزائم والطلمسات ما إذا حفظه الإنسان وتكلم به سخر الله تعالى بعض الجن وألزم قلبه وطاعته وإختياره بما طلب منه من الأمور الكائنة فيما عرفه الجني وشاهده ليخبر به الإنسي وهذا هو بيان قول من قال: إن منهم متهيئين وجواسيس، قالوا: وطاعتهم للإنس غير ممتعة في عقل ولا سمع.
  7. خواصّ العدد والوفق :
    قد ذكر أن لإعتدال الأعداد خواص فائضة، من روحانيات تلك الأعداد والحروف، وتترتب عليها آثار عجيبة، وتصرفات غريبة، بشرط إختيار أوقات متناسبة، وساعات شريفة.
  8. خواص الطلسمات:
    ومعنى الطلسم: عقد لا ينحل وقيل: هو مقلوب إسمه، أي: المسلط لأنه من جواهر القهر والتسلط. وعلم الطلسمات هو العلم الباحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة مع القوى الأرضية المنفعلة في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود مع بخورات مناسبة مقوية جالبة لروحانية ذلك الطلسم ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد أفعال غريبة وهو قريب المأخذ بالنسبة إلى علم السحر لكون مبادئه وأسبابه معلومة.
  9. خواص الفلقطيرات:
    والفلقطيرات خطوط طويلة عقدت عليها حروف وأشكال أي حلق ودوائر وزعموا أن لها تأثيرات بالخاصة وبعضها مقروء الخطوط.
  10. خواص الكسر والبسط:
    الكسر والبسط هو علم بوضع الحروف المقطعة بأن يقطع الإنسان حروف الأسماء المطلوبة ويمزج تلك الحروف ببعضها البعض، ويوضع في سطر ثم يعمل على طريقة يعرفها أهلها حتى يغير ترتيب الحروف الموجودة في السطر الأول وفي السطر الثاني، ثم وثم إلى أن ينتظم عين السطر الأول فيؤخذ منه أسماء ملائكة ودعوات يشتغل بها حتى يتم مطلوبه.
  11. خواص الأزمنة:
    كل وقت بحسب تبدل أحوال القمر في منازله، وأوضاع الكواكب له نسبة خاصة ببعض الأمور بالخيرية وببعضها بالشرية، فينتج عنه وجود أوقات يجب الإحتراز فيها عن إبتداء الأمور، وأوقات يستحب فيها مباشرة الأمور، وأوقات يكون مباشرة الأمور فيها.
  12. خواصّ الأحجار والمعادن
  13. خواصّ الأجزاء الحيوانية:
    الغرض منها التداوي، والانتفاع بالحيوانات، والاجتناب عن مضارها، والوقوف على عجائب أحوالها وغرائب أفعالها.
  14. خواصّ الأجزاء الإنسانية
  15. خواصّ الأجزاء النباتية
  16. خواصّ الأعمال
  17. خواص الأمكنة والأقاليم:
    الغرض منها التعرف على ما في كل إقليم أو بلد من المنافع، والمضار، والغرائب.
    وسوف أتكلم هنا بإستفاضة قليلاً لتوضيح النقاط وضرب المثال على خواص الأرواح الجامدة في هذا العلم الذي يبحث في أسرار وضعها الله وأختصها في الأشياء دون تدخل يد البشر فيها.
    الخواص هنا نوعين:
    نوع يختص في سبب صنع الله ظاهرا لهذا الشيء، مثال خاصية الماء للإرواء، عند العطش تبحث عن الماء بالذات، لأن به خاصية الإرواء وخاصية الإحراق في النار، عندما ألقوا سيدنا إبراهيم في النار، أوقف الرحمن خاصية الإحراق عن إبراهيم فقط لكنها نار أحرقت كل شي وكان لهبها يشعر به الناس وإختصاراً هذا كمثال بالخاصية، النوع الأول، إذ النوع الأول معلوم بالفعل للعامة من الناس،
    النوع الثاني هو خاصية التأثر والتأثير غير معلوم السبب ومجهول وإحتار الحكماء في فهمه وكشف سره وأعتبروه بعد دراسة أحوال ومواد وأشياء كثيرة وإعتبروه من علم الخواص المجهول الفهم لأرواح الأشياء في الظاهر الفعل و علم الخواص فيه أسرار خواص وأرواح كل الموجودات
    كالمعادن والنبات والحيوان والإنسان والحروف وغيرها الكثير.
    مثال بسيط: أن من سخن قطعة حديد مثلا 200 جرام على النار وأطفأها بماء ثم كرر الإحماء والطفي بنفس الماء 7 مرات وأكثر ثم شرب هذا الماء فإن هذا الماء يبطل العين والحسد روحيا وفي لحظة.
    وشرب ومسح وشرب الماء المطفي فيه حديد غير سام بل مغذي و يعالج مغص المعدة بلحظات وإذا بال الرجل المربوط على فأس ساخن جداً ينفك ربطه روحياً حالا ولم يجدو له تفسير وهو موروث بكتب الطب القديم والحكماء قديما و هناك كثير من أسرار خواص الحديد.
    وإذا سخنا سلك من الذهب وثقبنا به أذن طفلة لوضع حلق فإن المكان لا يجمع ماء المكان ولا يلتهب بخاصية في الذهب وبالذهب خواص روحية تؤثر على إنسجام مسارات الطاقة في الإنسان والتي تؤثر علي الغدد الهرمونية فتجد مكتنزه يشعر بفرح النفس ويعطي الطمأنينة لمن يلبسه خاصة القطع كبيرة.
    معدن الرصاص لو المرأة التي تسقط حملها لو صنعو لها خلخال رصاص مغلق مكتمل الدائرة مغلق فإنها لن تسقط لماذا ؟ وكيف؟
    لأن هذه من أسرار الأرواح التي إختص بها الله الموجودات و كل شئ في الكون له خواص معينة يمكن للإنسان إستخدامها في كل شيء بداية من الطب إلى لكل مرض لذلك تجد القدماء عالجوا كل الأمراض بخواص الأشياء إلى تسخير طاقة الأفلاك.
    القدماء بحثوا في كل شي من حولهم في النبات والأحجار و الحيوان والكواكب والإنسان ليصلوا إلى سر الخلود فعرفوا التراكيب وأسرار الأشياء فصنعوا الأكاسير، أكسير القوة و أكسير الشباب وأكسير الصحة وأكاسير الروحانية وحولوا المعادن الرخيصة إلى معادن ثمينة وصنعوا الجواهر العجيبة هذا لأنهم فهموا سرها وكينونتها وأرواحها فركبوها وتحكمو بها.
    وصنعوا الأكاسير الروحانية لتزداد بصيرتهم داخل العالم الباطني وإكتشاف مواهب وقدرات الإنسان الروحية الكامنة به ودخوله إلى العوالم السماوية والسفلية وتسخيرهم للأرواح النورانية والظلامية والتحكم في طاقة الأفلاك و تغيرات الكواكب السيارة والنجوم وقد تحدثت بإستفاضة ودراسة شاملة عن هذا العلم خاصة وكيفية تكوين تلك الأكاسير وخواص الأشياء.
    وبنوا المباني العجيبة ورفعوا الأحجار الهائلة بخواص ترددات الصوت وحفروا الأنفاق بالأرض بخواص الترددات المعاكسة وصولاً إلى الشمس المركزية والممالك الجوفية الداخلية و فعلوا الأفاعيل لأنهم فهموا أن كل الأشياء تتركب من نفس وجسد وروح وفهموها في المعادن والفلك والنبات وكل الموجودات وعرفوا الهندسة الفراغية والأوزان الكمية وأسرار كل شيئ فتصرفوا به لكنهم توقفوا عند السر الأول بالإنسان الروح.
    فهموا روح ونفس المعادن لأنها روح جامدة سهلة تليق بالجماد وليست كروح الإنسان رقيقة تليق بالحركة. كلمة الحجر ترمز للأملاح والأنفس فالنشادر والطلق وملح الطعام و الشبة والكلس أو الجير وأملاح كثيرة وغيرها أسمهم أملاح بلغةالحكماء. والكبريت والأكاسيد والزاج والزرنيخ و الزنجار هي إسمها أنفس، تصبغ المعدن وهذا كله إسمه أحجار بلغة القدماء.
    وروح الجماد ثقيلة جامدة بسيطة تليق بكيان الحجر أو المعدن وفي النبات أخف منها وفي الحيوان أخف منها لتليق بحركته وحرارته وأرقاها وأكرمها وأكثرها إبهام وتعقيد الروح بالإنسان لأنها من روح مصدر الطاقة الروحية النورانية و الحقيقة المطلقة الموصوفة بالأقدمية الأزلية.
    لأنهم فهمو سر وجوهر المعدن فتصرفو به والعلم الحديث لا ينكر ذلك وفهموا نفس وجسد وروح النبات فتصرفوا به كيفما شاؤوا وفهموا نفس وجسد الإنسان (النفس والجسد) فركبوا الأكاسير للقوة والشباب والصحة والروحانية، بالروح يُعرف الجسد و بالجسد تُعرف الروح وهذا ما سنتناوله بإستفاضة الأيام القادمة في علم الخواص والأكاسير.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى