أخبار هبنقةرأي

عزيزي المواطن .. هل تعلم؟!

إيرينى سمير حكيم

أنَّ الشمس لا تُشرِقُ لكَ وحدكَ، ولا تنتظر صحوَكَ لتنير الأرض بسببكَ، ولا تَغرُب عمن لا ترضى عنهم، وتخيم الظلمة عليهم، بل تشمل الكل بنورها ودفئها وخيرات وجودها، وتُسري قوانينها في نهارها وليلها عليك وعليهم، وعلى آخرين لا تعلم شيئاً حتى عن وجودهم؟!.

انتبه!، إنَّ مواقيت عمل الشمس وفاعلية خدماتها للأرض، لا تتوقف على مواقيت احتياجك أنت، فبينما أنت تتخبط في ظلام ليلك وتخور قوتك في نهاية يومك، هناك في ركن آخر من الأرض، من يتنعَّم بضوء الشمس، وينتعش بطاقة جديدة في نهار يومهِ الجديد.

وهي لا تنتظر أمنيتك الطيبة حتى تُشرِق لأجلك، وأمنيتك الكارهة للآخر حتى تغرب عنه، فبينما أنت كارهٌ جاركَ أو البعيد عنك، فهي تشملكما بالنور وتشملكما بالظلمة سواسية!.

عزيزي المواطن .. هل تعلم؟!

أنَّ الأرض لم تُخلَق لتحمِلَك عليها، وخُصِّصَت لتقبر من تعاديهم وتكره وجودهم معكَ فيها؟!، أتعلم أنَّك مجرد لون من ألوان ترابها، وهناك فئات أخرى ملونة من نفس ترابها بغير لونِكَ، يحيون ويتنفسون ويتفوقون فوقها، ولا يعتمدون في وجودهم واستفادتهم من خيراتها على معرفتك بهم وموافقتك على فئاتهم وتصنيفاتهم؟!.

لا تتناسى أنَّها هبة الخالق لجميع بني البشر، ولا تتغافل على أنَّ من يزرعها باجتهاد وذكاء، تمنحه خيراتها بكامل رضاها، غير مكترثة بدينه أو لونه أو حتى نوعه، فهي لا تُفرِّق ولا تنافق ولا تُحابي، ولا تعترف سوى بالجهد والعمل والتفاني!.

وهي لا تساعُكَ وحدكَ أنتَ وفِئتِكَ، بل تسع جميع من خُلِقَ من ترابها، وهكذا أرض موطِنَكَ ليست لكَ وحدَكَ، بل لمواطنيها الآخرين بفئاتهم المختلفة، الذين نموا في أركانها، وظللتهم سماؤها، وامتزجت دماؤهم في دفاعهم عنها، بترابها!.

عزيزي المواطن .. هل تعلم؟!

أنَّ الخالق لازال يمنح فئات البشر الذين تكرههم وتتمنى زوالهم، أجنَّة في أرحام نسائهم، ولم يُعجِّز رجالهم، بل مازال يدعهم ينمون ويتكاثرون، فهو لم يأمر بانقراضهم أو بمحوهم من على وجه الأرض، مهما أنتَ كرهت وتمنيت ودعوت!.

فمازال الله يمنحهم كل يوم فرصة للاستمرار والحياة والوجود، وهذا لا يتوقف على لعناتك أو مباركتك، فهذا عمل إلهي ليس من شأنِكَ!.

عزيزي المواطن .. عليك أن تعلم

أنَّك لستَ محوِر الكون، بل أنت أحد مكوناته الضئيلة، الضئيلة للغاية!.
ولستَ أنتَ كل الوطن، بل أنتَ مجرد عنصر من عناصره الأخرى الكثيرة والمهمة والفعَّالة!.

فأنتَ لست المواطن الذي تُشرِق لأجلهِ الشمس!

لذا لا تتعجب إن كنت لاتزال في حاجة شديدة إلى أن تعلم وتتعلم بديهيات، قد قمت بتخزينها في قرار طائش منك في خانة المُهمَّشات، وهي أساسيات، وبالنسبة للإنسانية قواعد ومُقدَّسات!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى