أمن وإستراتيجيةفي الواجهة

عالم متعدد الاقطاب والحلم الامريكي

عالم متعدد الاقطاب والحلم الاميركي .
الكاتب والمحلل السياسي

احمد عصفور ابواياد .
بسقوط الاتحاد السوفييتي وحله بسنة ١٩٩١ وتفكك دوله وانهيار المنظومه الشرقيه التي كان يمثلها حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفييتي برزت اميركا كقوه عظمي وحيده هيمنت علي العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا وخاصه بضعف روسيا التي ورثت مخلفات الاتحاد السوفييتي بقيادة هزيله تمثلت بالسكير يلتسن الذي ارتمي بحضن اميركا وما اذلاله من قبل وزيرة الخارجية الامريكيه التي استقبلته بالمطار بدل الرئيس الامريكي بوش الابن وعندما سالها لماذا لم يستقبله بوش الابن معتقدا انه يوازيه كقوه عظمي طلبت منه رايس العوده بطائرته وانتهت الزياره فعاد ذليلا الي روسيا وتعاملت اميركا بكبرياء اتجاه روسيا وكانت الصين ببداية انطلاقتها الصناعية فهيمنت اميركا علي العالم واصبحت هي شرطي المنطقة واستحوذت علي مقدرات العالم واصبحت اوروبا تسير ضمن الفلك الاميركي وبريطانيا ككلب يتبع صاحبه عندها ادرك يلتسن حجم الدمار الذي تسببه بثورته ضد الاتحاد السوفيتي فسلم السلطة الي بوتين رجل الكي جي بي المتمرس والذي تربي علي قيم عظمة الاتحاد السوفييتي فتجرع الالم وكان الارث ثقيل دوله ضعيفه منهكه اقتصاديا مافيا رجال الاعمال فساد كبير ضعف الجيش الروسي ضعف الاقتصاد فتجرع الاهانات الامريكيه علي مضض فبدا صراع اعادة مجد روسيا فحارب مافيات رجال الاعمال بالتحالف تاره والانقضاض عليهم بمرحله لاحقه وتصفيتهم حارب الفساد بقسوه وبدا تاهيل المؤسسات الاقتصاديه من جديد حتي استطاع ان يجعل من روسيا قوة اقتصاديه اكتفت زراعيا وبالمواد التموينيه بل احتلت صدارة الدول بمجال التصدير زادت قدرات روسيا بالغاز والبترول وانشأ استريم ١و٢ للغاز لاوروبا فاحتكر ٤٠بالميه من احتياجات اوروبا بالنفط والغاز واليورانيوم اتخذ خطوات سريعه لبناء الجيش الروسي واسرع بمجال الابتكار العسكري والثكنولوجي فحصل علي ترسانه عسكريه متطوره لا نظير لها بالعالم تمدد شرقا حتي وصل للمياه الدافئة بالبحر المتوسط شكل تحالفات مع الصين والهند وايران وانشأ مجموعة شنغاهاي الاقتصاديه القويه بانهيار الاتحاد السوفيتي تعهدت اميركا والغرب بعدم التمدد للناتو بدول الاتحاد السوفيتي الشرقيه ولكن اميركا بغطرسة القوه ضربت بذلك عرض الحائط ووصلت الي خصر روسيا من الشرق بدول البلطيق ودول حلف وارسو التي انضمت للناتو والاتحاد الاوروبي فشعرت روسيا بالخطر فحذرت الغرب من تلك الخطوات وفي سنة ٢٠١٤حصل انقلاب باوكرانيا وجيئ بزلينسكي رئيسا فطلب الانضمام للناتو وناصب روسيا العداء وفتح الخاصره الغربيه لروسيا للناتو فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير فاجتاحت القوات الروسيه المنطقة الشرقيه والجنوبيه من اوكرانيا واحتلت ٢٥بالمائة من اراضيها واستولت علي موانئ بحر ازوف ودمرت اوكرانيا واعادتها للعصور الوسطي فتدخلت اميركا والغرب ومعها ٥٠دوله لدعم اوكرانيا بالمال والسلاح والمرتزقه لتغيير معادلة الصراع ففشلت وتفاجأت بحجم القوه العسكريه الروسيه ففرضت عقوبات تاريخيه علي روسيا لتركيعها الا ان السحر انقلب علي الساحر فعانت اوروبا ازمه عصفت بدولها وارتفعت اسعار الطاقه بشكل جنوني وارتفعت الاسعار وهبط اليورو واصبحت اوروبا بازمه لم تشهدها من قبل ومظاهرات داخليه وجنون اسعار وشتاء قاسي عليها بعكس روسيا لم تتاثر بالعقوبات وارتفع الروبل واصبح اقتصادها اكثر قوه وتحكمت بالغذاء والطاقه عالميا فتهاوت اميركا والغرب وبرزت الصين كقوه عظمي حليفه لروسيا وتململت افريقيا وانحصر النفوذ الغربي بها لحساب روسيا كذلك دول الخليج انسلخت عن اميركا وبدات بالتقارب مع روسيا والصين وتم ضرب الدولار الاميركي مصدر قوة اميركا وحلت التعاملات بالعملات المحليه بدلا منه واصبحت معالم عالم متعدد الاقطاب تظهر معالمه ممثله بروسيا والصين وتحالفاتها مقابل اميركا والغرب المنهك اقتصاديا وسندخل حقبة تاريخيه جديده اكثر عدلا للشعوب المستعبده وستتحرر اراده دول كبلت لسنوات طويله بالعصا الامريكية فهل ستسمح اميركا بذلك ام ستدخل حرب عالميه ثالثه لتبقي هيمنها وستكون كارثه علي البشريه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى