سياحة و سفرمجتمعمنوعاتمنوعات

طقوس مقهى و قهوة

سليم نزال

. المقهى مكان جميل للكتابة لانه يتيح للمرء ان يرى عالما اخر .. لكننا الان فى زمن حتى الذهاب للمقهى صار صعبا.
اتذكر مقهى جميل فى اوسلو كانت تديره امراة شيوعيه تشيليه . كان شعرها الاسود ينساب فوق كتفيها و كنت اقول لها مازحا ان تدفق شعرها بهذه الانسيابية يذكر بنهر الامازون و كان يعجبها هذا التشبيه . كان معظم رواد المقهى من امريكا اللاتينيه لذا كانت كلمة اميغو تتردد كل الوقت .و كانت تضع موسيقى من امريكا اللاتينيه و كان هذا يجعلنى اشعر انى فى ذلك الجزء من العالم الفرح الذى تعرفت عليه من خلال كتابات غارسيا ماركيز و ايزابيلا ايندى و اوكتافيو باز و اشعار بابلو نيرودا التى اشعلت خيالنا عندما كنا طلابا فى الجامعة .
و احينا كانوا يغنون فاجلس استمع لاغان فرحة مرحة لكن بدون ان افهم شىء منها .و كانت صاحبة المقهى تاتى احيانا الى طاولتى و تجلس وتترجم لى بعض الاغانى . و اعتقد ان الفرح و حب الحياة احدى ميزات المجتمات اللاتينية من ايطاليا الى اسبانيا الى امريكا اللاتينية .و قد قلت مرة لجار طليانى ظن موسيلينى ان يؤسس حزب فاشى على نمط هتلر بدون ان يعرف ان هذا غير ممكن فى ثقافة الفرح الايطاليه .
كان معنا فى الجامعة زميل انكليزى كان يتمنى لو يستطيع ان يعيش خمسة اعوام فى كل قارة من قارات العالم لكى يتعرف على سكان الارض .
كان يقول علينا ان نتعرف على حضارات سكان الارض الذين نتشاطر معهم الارض .
كان ذلك فى زمن ما قبل النت .و لعل الامر صار مختلفا بعض الشىء بعد هذا الانفتاح الهائل الذى حصل .
و فى احدى زياراتى الى باريس قال لى صديق اتريد ان ترى العالم قلت كيف .قال بسيطه اصعد الترمواى و توقف فى اول محطة ستجد عالم شمالى افريقيا و بعدها بمحطة او اثنتين سترى عالم امريكا اللاتينية و بعد بضعة محطات سترى عالم افريقيا الجنوبية الخ .و هو يقصد بالطبع مجتمعات و اماك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى