ثقافة

صاحب الوجه الجميل الساخط

خالد محمد جوشن

كانت لدينا مناسبة وكان يجب دعوتها ، يستحيل تجاهلها ، فهى قريبة ، اتت وزوجها ،من محافظة بعيدة .

كنت ورفيقتى على سطح العقارالذى نسكن فيه لامر ما ، العقار اكثر من عشرة ادوار ، بالطبع لم نسمع منادتهم علينا ، لم نسمع الموبيل الذى معنا الا عرضا ، تحثت معها انتوا فين ؟ قالو إحنا تحت بيتكم .

نظرنا من سطح العقار وجدناهم ، كانت معهم شنطة سفر زرقاء ضخمة ، قلت لهم بصوت عال انا نازل أهوه ، أنتم عارفين الدور ، أطلعوا .

نزلنا من على السلالم ، لم يلفت انتباهى أن لدى أسانسير فى العمارة ، استغرق الأمر وقتا طويلا للنزول .

نزلت للشارع كانوا قد دخلو الدور الارضى ، طرقت الباب طويلا ، هو باب بشراعة حديد ، الشارع غارق فى المياه .

استغرق الأمر طويلا حتى فتحت القريبة ، جميلة وجهها قسمات دقيقة ، ولكن تعلو وجهها دائما نظرة عدم الرضى والتوجس ، لسة جاى ؟

والله انتى عسولة ، بس عيبك إنك مش بتصدقى حد ، الأسانسير مجاش فى تفكيرنا نركبه وننزل ، نزلنا على السلالم ، وبعدين هو اصلا الأسانسير من الدور الثالث ، ودخلنا فى نقاش وانا اتأمل وجهها الجميل المكتسى بعدم الرضا والشك دائما .

كانت هناك جلبة غير عادية بجوارنا على الجانب الأخر، قلت لها تعالى نشوف أيه ، وجدنا رجلا يصارع حصان منقلب على جانبه ، كان يجر عربة كارو ، كان الرجل بين قوائم الحصان .

والحصان الاخر المربوط معه فى العربة ، ملقى بجوار يرفس بقوائمه الأربع لأعلى محاولا الوقوف .

تدخل احد المارة فى محاولة لانقاذ الرجل فوقع بين براثن الحصان الاخر تدخل ثالث فلقفه أحد الحصانان بين قوائمه الاربع ليصبح ثلاثة رجال فى قبضة حصانين .

نحن نقف أمامهم نحاول من على البعد إنقاذ الرجال الثلاثة ، اقتربت بخشبة ، بغية ضرب أحد الأحصنة على رأسه لافقاده الوعى حتى يتخلى عن الرجل .

نظر الى الحصان نظرة رعب تخليت عن العصا جريت الى الخلف من امامه ، ظل الرجال يواجهون الموت والحصنان يهصرانهم هصرا ، بقوائمهم الثمانية ، وسط مقاومة جبارة منهم .

رفع أحدهم سبابته ليتشهد ، انتهى المشهد بسكون الأجساد الخمسة الحصانان والثلاث رجال ، لم تاتى الأسعاف حتى الان .

انا واقف فى زهول ، اقتربت من رجل يقف على القرب ، يبيع سندوتشات لحمة وبيده سكين يقطع بها ، طرأت فى عقلى فكرة ، سالته هم ليه الناس ما دبحوش الحصانان وانقذوا الرجال ، دول بشر .

رد الرجل بهدوء من لا تعنيه حياة البشر ، أصحاب الأحصنة كانوا واقفين ولا أحد يجروأ على فعل ذلك دون إذن منهم ، التفت بجوارى ، لم ارى القريبة الجميلة ذات الوجه غير الراضى .

ترى أين زهبت ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى