رأي

شهداء بلا رُفَاتُ ولا قبور طيار العمارة انمؤذجا …

علي قاسم الكعبي
لقد اهتمت معظم الحضارات القديمه بقضية القبور بوصفها احد أبرز معالم حضارتها وما حضارة مصر الا عبارة عن قبور لملوكها وحتى مجىء الاسلام فإنه اهتم بقضية القبور وزيارتها وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم” عادة مايزور قبور شهداء معركة احد وقبر السيد خديجة واصحابة الابرار ولم يقتصر الاهتمام عليها في الحضارات القديمه فحسب لابل حتى معظم الدول الحديثة تهتم بوضع نصبا للشهداء والجندي المجهول اكراما وعرفانا لذلك البطل الذي لم يبخل بدمة من أجل وطنه وشعبه ان قدر بلادنا ان يعيش في حاله حرب مستمرة خلفت جيشا من الأيتام والثكلى اننا اليوم نستذكر احد الشهداء الابطال “العقيد الطيار مروان مجيد الساعدي” المولود عام 1984في مركز العمارة ميسان والذي كان بطلا بكل ماتحمله الكلمه من ” معانى ” عراقيا غيورا شهما لم يكن طائفيا ومواطنا يشعر بأن كل أبناء العراق اهلة وذويه لقد أصيبت طائرته بصاروخ حراري في معارك داعش في الصينية بصلاح الدين عام 2014 واحترقت في السماء لتصبح رمادا يتناثر في الجو مع بقايا من جسدة الطاهر الذي اختلط برماد وبقايا طائرته لقد كان هذا الطيار شهما ولم يستمع لتحذير قيادته التي ابلغته خطورة الطيران على حياته ولكن عويل الأطفال ومحاصرتهم من قبل داعش الإرهابية جعلت كل المخاطر تتبدد لتصبح لاقيمه لها ازاء الوطن والانسانية فنداء الوطن يستجيب له الغيور والرجال مواقف” كان قدر هذا الطيار ان يستشهد ولم يبقى له جسدا ولا قبرا يزار لانه أكبر في ان يضع في بقعة صغيرة من الأرض لاتتجاوز المتربن فكل ارض العراق احتضتنت جسدة الطاهر . ولكن ووفق عاداتنا وتقاليدنا ان للقبر رمزية كبيرة جدا فذوي المتوفي وخاصة الأب والأم والزوجة والابن الأخ والأخت يشعرون بأن صاحب هذا القبر يناديهم ويستمع لنجواهم فيتكلم معهم همسا انهم يشعرون بأن هنالك قوة غيبية تنقل لهم رسائل من القبر يتعاتبون ويتسالون كيف انت وكيف انتم ! ان الام كلما اشتاقت لرؤيته ابنها ياخذها الحنين فتزور قبرة وتمكث معة طويلا وكانها تعيش عالم الملكوت فتفرغ كل همها وغمها امام ذلك القبر حتى ان البعض من شدة الحنين أمسى يبات ليله مع القبر غير مبالي بخطورة البقاء مع الميت والتأثير النفسي جراء ذلك العمل ولكن هذا الشوق والحنين والم الفراق يجعلك تشعر بأن ذلك القبر حي حتى ان الام عندما تغفو على القبر في عتمه الليل تقول ان روح ابنها تحميها من اي خطر نعم لقد حرم ذوي هذا الشهيد من ذلك القبر وله من الاخوة والاخوات عشر وام مريضة واب فارق الحياة
وكم تمنيت اكراما له ان يضع في محافظة صلاح الدين مكان الحادث نصبا له لابل كل محافظة ان تقيم له نصبا تخليدا لموقفه الشجاع هذا فهو يستحق أن نحدث ابناؤنا عن أمثال هذا الغيور الذي اصبحت كل ذرة تراب في بلادنا تحمل جزاً من جسدة الطاهر …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى