أحوال عربيةأخبار العالم

للنائمين العرب…. تعالوا من أجل فلسطين نتفق

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

خلال متابعتي لتداعيات ما يسمى بـ “الربيع العربي”، أرى أنها أثرت سلبياً على القضية الفلسطينية ولم تحقق الأمنيات والأحلام التي داعبت وجدان الأمة العربية في تحرير الأرض التي اغتصبها الكيان الصهيوني، كون الأنظمة العربية الجديدة وشعوبها مشغولة اليوم بقضاياها الداخلية أكثر من انشغالها بالمستقبل الفلسطيني، والتي أدت الى تغيّب فلسطين ومشاكل المواطن الفلسطيني عن العناوين الرئيسية في الإعلام والتلفزة المحلية قبل العالمية، حتى أصبحت القضية الفلسطينية شبة منسية في الإعلام العربي.

من الواضح أن أنظمة التطبيع مع الكيان الصهيوني قدمت كل فروض الولاء والطاعة لإسرائيل وتنفيذ كل ما يطلب منها من تنفيذ المؤامرات التي لن تطال الفلسطينيين وحدهم بل الشعب السوري أيضاً، والذي يدرك بأن وقوف الشعبين الى جانب بعضهم البعض قد يكون الحل الأفضل لإجهاض كل مخططات من تنازلوا عن مبادئهم وكرامتهم من أجل تنفيذ ما يطلبه الكيان الصهيوني الذي يسعى الى ضم المزيد من الأنظمة العربية لقافلة التطبيع و “السودان العسكري” الذي بات بين قوسين أو أدنى من التطبيع.

إن مخطط الكيان الصهيوني بتهجير الفلسطينيين وبناء ما يسمى بـ “الكتل الاستيطانية”، وضم ضفتي نهر الاردن (الغربية والشرقية) بمباركة اقتصادية ومالية من بعض الأنظمة العربية التي طبعت مع إسرائيل، كي يمرر مشروعاً هو الأكثر خطورة على القضية الفلسطينية، وسورية السياسية تدرك وتفهم هذه اللعبة التي لن تمر لأسباب متعددة.

ومن هذا المنطلق تعتبر فلسطين جزء من الذات السورية وخطاً أحمر لا يسمح بتجاوزه أو التنازل عنه، ففلسطين بالنسبة لٍسورية رسالة ومستقبل، ولم يخل أي خطاب سوري من إيلاء فلسطين وأهلها وقضيتها العادلة كل إهتمام ورعاية، وقد شكّل الموقف السوري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الرديف والسند الحقيقي للشعب الفلسطيني، وقد دفعت سورية ثمن هذا الموقف طيلة العقود الماضية، وتحمّلت في سبيل القضية الفلسطينية ما هو فوق طاقاتها وإمكانياتها إنسجاماً مع ثوابت النهج والرؤية لهذا الوطن في مواقفها من فلسطين.

نحن الآن أمام تحدي كبير يتطلب التغيير في الاستراتيجيات والأدوات لأنه لم يعد بالإمكان بالطريقة القديمة أن نصل إلى نتائج ملموسة، فإسرائيل لن تقبل العملية السياسية وكل المبادرات التي تبذل من هنا وهناك للوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، فالخيار الأفضل حالياً للتعامل مع الاحتلال هو العودة إلى الكفاح والمقاومة بكل أشكالهما، وكسر حال الصمت لمواجهة العملية الاستيطانية والتهويد المستمر للقدس.

بالمقابل إن أهم ما يجب عمله حالياً هو إعادة القضية الفلسطينية للحضن السوري لحمايتها من بازار البيع والشراء والتوظيف العربي دون أن يعني ذلك فرض رؤية أحادية أو إقليمية للقضية تفقدها بعدها القومي والإنساني، والقرار اليوم لم يعد لأحد سوى للأبطال في الميدان، فهم باتو الأمل الوحيد للأمة المكلومة في رسم خارطة طريق جديدة لفلسطين وللأمة بأسرها.

مجملاً… إنّ الرهان على المستقبل في المنطقة يملي الوقوف إلى جانب فلسطين واتخاذ خطوات شجاعة باتجاهها، وحمايتها من كل الأطماع التوسعية القادمة حتى الوصول بها إلى برّ الأمان وإتمام رحلة التحرير من الإرهابيين، وفي الوقت نفسه إننا أمام مرحلة تاريخية دقيقة يمكن من خلالها معرفة الأوفياء والشرفاء لأوطانهم وأمتهم، وفي المقابل سوف ينكشف مرتزقة وعملاء أعداء الأمة العربية وخُدام أجندتهم التوسعية وسياساتهم التخريبية في المنطقة العربية، وستبقى القدس وقود الثورات العربية وستبقى في قلوب كل السوريين ولن تغيب عن أذهانهم وستبقى حافزاً لتحركاتهم وثوراتهم.

وأختم بالقول: إن أحلام وأوهام أعداء فلسطين كانوا يراهنون على تركيع قلسطين وهذا لن ولم يكن مهما كان الثمن، ففلسطين لن تركع طالما فيها شموخ ورجال مقاومين يملكون الارادة والعزيمة والإيمان القوي والثبات على مبادئهم وحبهم للوطن، برغم إننا ودعنا الكثير والكثير من الشهداء الأبرياء والمدنيين من النساء والأطفال والشيوخ ودمرت آلاف المنازل ولكن في المقابل هناك مقاومة شرسة وأخرها عمليتي القدس التي قام بها الشهيد خيري علقم والطفل محمد عليوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى