في الواجهة

زلزال تركيا وسوريا هل تم بفعل فاعل ؟

خالد بطراوي

حتى هذه اللحظة وأنتم تقرأون هذه المقالة فان الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وما تبعه من هزات إرتدادية تأثرت بها المنطقة برمتها ما زال تحت المتابعة والدراسة لمعرفة أسبابه والتي تتمحور جميعها حول حقيقة أن ما حصل هو إرتطام صفائح أدت كما تناقلت وسائل الإعلام الى تحرك تركيا من موقعها بمسافة (3 أمتار) بمعنى تغير الإحداثيات السينية والصادية لتركيا من الناحية الجغرافية وموقعها على خارطة العالم.
لكن، هل كانت عملية إرتطام الصفائح نتاج لفعل طبيعي دون تدخل البشر أم جراء فعل غير طبيعي أحدثه البشر كأن يكون هناك مثلا تفجير نووي على عمق يصل الى 8 كم في باطن الأرض، أم تجمع كبير للطاقة بين الصفيحتين المرتطمتين كان يكفي لإحداث “تنفيسة” بفعل فاعل بشري لأن تندفع كل صفيحة تجاه ألأخرى فيحصل الإرتطام؟ إن ذلك كله يدخل حتى هذه اللحظة في دائرة التكهنات وهواة “نظرية المؤامرة” ما لم تأت معطيات وحقائق علمية دامغة تؤكد ذلك، وإن كانت لمثل هذه المعلومات أن تتوفر فإنها تحتاج وقتا طويلا للحصول عليها، إذ أن الجهة التي “إفتعلت” هذه الإرتطام إن ثبت ذلك، تكون قد اعدت نفسها جيدا للتكتم على فعلتها أكثر من الجهد الذي بذلته في إرتكاب هذه “الجريمة” فالأساس في العلوم العسكرية ” ليس إقتحام المكان، بل كيفية الخروج منه بأقل الخسائر والتبعات”.
لذا، من المبكر بل من المبكر جدا الوصول الى تأكيد بأن هذا الزلزال المدمر وما تبعه من هزات إرتدادية تأثرت بها المنطقة بأكملها هي بفعل فاعل، ويبقى الأساس للفرضية القائلة بأن ما حدث ما هو إلا أمر طبيعي يصنف ضمن الكوارث الطبيعية وذلك إلى أن يثبت بالأدلة القاطعة عكس هذه الفرضية.
لكن، وكما كافة الكوارث طبيعية كانت أم غير طبيعية، فإن هناك من يسعى دوما الى الإستفادة منها. فالأمبريالية العالمية تترجم دوما تبعات هذه الكوارث الى نقود، ويعبر عن هذه النقود “الإقتصاد” السياسة التي تنتهجها حكومات الدول تجاه عمليات الإغاثة ” الإنسانية” فهي “بلا حدود” بالنسبة لتركيا و” بكل القيود والحدود” بالنسبة لسوريا تماشيا مع السياسة المنتهجة دائما وهي سياسية ” الكيل بمكيالين” بل وبأكثر من مكيال.
الكيان الصهيوني ومن دون أدنى شك، كان ينتظر مثل هذا الزلزال، بعيدا الى حد ما عن كيانه الغاصب، لكن له من التأثيرات على الضفة الغربية وتحديدا القدس، وعلى نحو أدق أكناف الحرم القدسي الشريف حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وذلك بغية تقويض أركان وأساسات المسجد الأقصى المبارك، تلك الأساسات التي تضررت وتتضرر يوميا بفعل الحفريات الإسرئيلية أسفلها.
إن الكيان الصهيوني الذي ينفذ تاريخيا حتى وقبل أقامه هذا الكيان الغاصب أعمال الحفريات أسفل منطقة ومحيط المسجد الأقصى بحجة البحث عن بقايا الهكيل المزعوم قد أنشأ شبكة من الأنفاق والقنوات المائية محدثا فراغات أسفل سطح الأرض مما يهدد أساسات المسجد الأقصى على نحو ينهار فيها المسجد الأقصى المبارك ( لا سمح الله) مع أول “عطسة زلزال” تصل درجته قليلا أعلى من 6 درجات وفق مقياس ريختر، ويترافق ذلك كله مع منع الإحتلال أية جهود فلسطينية وعربية لإيقاع الكشف الحسي الفني على هذه الأساسات وإستخدام الأجهزة بغية إجراء عمليات التقوية والتدعيم ما زاد من تساقط حجارة المسجد الأقصى ولسور القدس ومنطقة التسوية حيث مصلى الأقصى القديم.
إن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وتأثرت به المنطقة ما هو إلا “بروفا” للزلزال الأشد الذي سيضرب فلسطين – لا سمح الله- والذي سيهدد بالقطع المسجد الأقصى المبارك ويعرضه للدمار على نحو سيدّعي كيان الإحتلال أنه ما حدث يصنف ضمن الكوارث الطبيعية التي لا علاقة له بها لا من قريب أو بعيد.
وعودة على ذي بدء،
لو ثبت بالحقائق العلمية الدامغة أن الزلزال الأخير كان بفعل عامل بشري من جهة ما إما إفتعلته برمته أو ساعدت في تهيئة الأجواء له كي يحصل من ذاته، فإن الكشف عن ذلك سيحتاج وقتا من ناحية والآعلان عن هذا الكشف سيحتاج عقودا من الزمن ولن يكون فوريا من ناحية أخرى، كما دأبت العادة في مثل هكذا حالات، حيث سوف “تبتز” الدولة أو الجهة التي إكتشفت هذه الجريمة ضد الإنسانية، الجهة التي إرتكبتها بغية تحقيق مكاسب سياسية ذات بعد إقتصادي، كيف لا و “السياسة تعبير مكثف على الإقتصاد”.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم … فيا فوز المستغفرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى