رأي

دول ودويلات

صالح مهدي عباس المنديل ادارة الدول العربية

بعد سقوط الدولة العثمانية تم تقسيم العالم العربي الى اقطار و دويلات. كان وعد الأنگليز للعرب هو وعدهم للشريف حسين بانشاء مملكة عربية متحدة تحت قيادته و شكليا يبدو انه لم يكن لديه اعتراض على هجرة اليهود او تأسيس وطن لهم فس فلسطين. لا احد يعرف ماذا كان الوعد ، بل هي تكهنات.
لكن الأنگليز استدركوا الموقف، يبدو بضغط من الصهاينة للحيلولة دون انشاء دولة عربية موحدة. لكي لا تنشأ قوة عربية تهدد كيان الدولة الصهيونية المرتقب انشاؤها. نكثوا بالعهد و جعلوا منا اقطار مختلفة. تزامن ذلك الحدث في مطلع القرن العشرين بأكتشاف النفط. و هكذا اصيبت الأمة العربية بمرضين مزمنين، النفط و الصهيونية التي حتمت على دول الأستعمار بناء دول ضعيفة و اخرى غنية بالنفط و محمية، دول ضعيفة و دويلات لا حول لها و لا قوة لأنها المصدر العالمي للطاقة و وجب ان تكون مستقرة.
اما الدول الضعيفة فقد تمكن منها التيار القومي و اصبحت موالية للأتحاد السوڤياتي الذي كان يعشق الشعوب الضعيفة كي يتحكم بمصيرها و يجعلها سوق لبضاعته من المنتجات العسكرية و شجع الأنقلابات و سيطرة العسكر على كل مفاصل الدولة، و هكذا اصبحنا “كالمستجير من النار بالرمضاء “
اما دور الحكومات بالتخريب فقد كان ممنهج على الطريقة السوفياتية الذي استوحي من تاريخ الشعوب و الدول التي فشلت ثم انهارت.
قرأت كتاب لأحد المؤرخين الذي بحث في اسباب تخلف و انهيار الدولة العثمانية كمثل لأنهيار الدول سابقاً،
حيث استنتج ان هناك ثلاث عوامل رئيسية تؤدي الى انهيار اي دولة و هي

  1. انتشار الفساد الأداري و الرشوة و المحسوبية
  2. التعصب العقائدي الذي يؤدي الى انتشار النزاعات الداخلية
  3. عسكرة الدولة و انشغالها بحروب مستمرة
    بالتاكيد ان هناك عوامل اخرى، لكن نفس المسألة حصلت مع الدول العربية، بعد احساس الأستعمار بقوة التيار القومي لجؤا الى تقوية التيار الديني و شغلوا المنطقة بحروب مستمرة. ام حكوماتنا فكان لها الفضل في نشر الفساد الأداري حيث بنيت مؤسسات تنفيذية بدون مؤسسات رقابية، و بدون ذلك اصبح الفاسدون يمرحون في البلاد و عاثوا فساد دون رقيب، القادة غضوا النظر عن تلك المؤسسات كي يتمكنوا من اثراء عوائلهم و أقاربهم دون حساب.
    لن تنجح دولنا بدون مؤسسات رقابية تضمن حصر الفساد الأداري و ابادته و كذلك تراقب الأنتاجية و اتاحة فرصة لترشيق البيروقراطية التي انهكت الخزينة و قللت الأنتاج. كذلك لجؤ الدول العربية الى المعسكر الأشتراكي جعل المواطن ينظر الى الدولة كالمصدر الأول للحصول على فرصة عمل مما اذى الى الترهل في القطاع العام و قلة الأنتاج و الأختراع في القطاع الخاص. اتمنى ان ينظر الشباب العربي الى مستقبلهم خارج نطاق العمل للدولة وهذا هو الحرية ذاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى