مجتمع

دموية المجرمين وطباعهم الغادرة

كاظم فنجان الحمامي

لم أنم تلك الليلة التي شاهدت فيها الفيلم الذي ظهر فيه أربعة من الكهول المسلحين ببنادق الصيد (الشوزن) وهم يقتادون أربعة من الشباب العزّل، وينفذون بهم أحكام الإعدام بطريقتهم الهمجية البشعة، وغير المسبوقة حتى في أشد الصراعات ضراوة. .
قتلوهم بدم بارد باسم الدين، وبفتاوى من مشايخ الفتنة الذين تصدروا المشهد الارهابي في كل مكان. .
حشر القتلة فوهات بنادقهم في أفواه الضحايا، ثم فجروا رؤوسهم الواحد تلو الآخر. .
كان الفيلم مصوراً بأكثر من كاميرا وبطريقة إحترافية، مزحت الأناشيد الداعشية بالمؤثرات الصوتية، ليقدموا للناس صورة مشوهة للدين. ومن يشاهد الفيلم يرى على يمين الشاشة من الاعلى اسم قناة (الخير)، وأي خير يسيل بين أنياب هؤلاء الضباع ؟. .
كان القتلة يتحدثون بلهجة اردنية بدوية، وربما كانت البادية الاردنية مسرحاُ لتنفيذ جرائمهم في أماكن متفرقة لا تبعد كثيرا عن الضفة الغربية. .
كانت وجوه الجناة والمجنى عليهم واضحة الملامح، وربما تعرفهم الحكومات بالاسماء والأرقام والعناوين، لكن الحكومات نفسها هي التي تغض الطرف عنهم، وهي التي تتجاهل جرائمهم، وتتستر عن أفعالهم المسيئة للدين والإنسانية. فالحكومات واجهزتها الامنية تعلم تماماً بمكان ارتكاب الجريمة، وتاريخ تنفيذها باليوم والساعة، ولها دراية كاملة بالمتورطين الذين ظهروا في الفيلم، بضمنهم الذين كانوا وراء الكواليس. لكننا ابتلينا بقادة فقدوا عقولهم وفقدوا مروءاتهم، وتنازلوا عن واجباتهم مقابل السماح لشذاذ الآفاق بإرهاب الناس وتخويفهم، وإدخال الرعب في قلوبهم. .
لابد ان تكون وراء تصوير هذه الافلام ونشرها جهات ضالعة بالإجرام، ولابد انها تحظى بالدعم والمساندة من جهات داخلية وخارجية. تتلقى منها التوجيه والتمويل والعتاد والذخيرة. .
ختاماً: لا توجد ديانة في الكون تسمح بقتل الأبرياء، والغريب بالأمر ان معظم ضحايا داعش من العرب ومن المسلمين. .
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا. . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى