تعاليقرأي

خطورة الجهل على سلامة وصحّة الشّعوب

رشيد مصباح (فوزي)

**

مداوروش في: 03 سبتمبر 2022

لماذا ننادي بالديمقراطية والانفتاح؟

بعد أحداث أكتوبر 1988 أرخى النّظام في الجزائر قبضته فتحرّر الإعلام وراح يمارس مهمّته النّبيلة؛ كمنارة للوعي والتوعية، وقام بإخراج الملفّات الخطيرة إلى النّورومن بين هذه الملفّات الخطيرة والتي طرحها على بساط النّقاش آنذاك؛ آفة التّدخين وخطره على الصحّة العمومية.

فان الفضل للقناة “اليتيمة” في إقلاع آلاف الجزائريين عن التدخين والشمّة؛ بما فيهم والداي -رحمهما الله –

بعد الانقلاب الذي قام به “كابرانات” فرنسا في سنة 1992 انتكست راية الحريّة وانكمش دور المؤسّسة الاعلامية وصار بوقا للنّظام لا أقل ولا أكثر.

لماذا يخشى الأنظمة المستبدّة من الدّيمقراطية؟

يقول المثل إذا أردت أن تعرف من المجرم ابحث عن المستفيد من الجريمة أولاً

الديمقراطية ببساطة تعني “حكم الشّعب” -كما جاء في اليونانية أو الإغريقية القديمة. فإذا عرفت السبب بطل العجب.

لكن الأخطر من ذلك هو حين تدرك أن المستبد ضعيف أو عميل والدولة تُدار من الخارج.

والخارج هو عبارة عن لوبيات نافذة لا يهمّمها سوى مصالحها التي قد تظرّ بالصحّة العمومية كما هو الشأن بالنسبة لشركات التدخين المسكوت عنها. وأخطر شيئين يمكن أن يظرّا بمصالح هذه اللّوبيات الفاسدة هما الديمقراطية ونشر الوعي. لذلك سارعت هذه اللّوبيات إلى دعم الحكومات المستبدّة ومدّها بكل الوسائل و منع إقامة نظام ديمقراطي في بلدان مثل بلداننا العربية، لأنّها تعتبر بالنسبة لها السّوق الرّئيسيّة ولأن حظ الشعوب من الوعي فيها ضئيل جدّا. معتمدة في ذلك على أساليب عدّة من بينها: نشر الجهل أو ما يسمّى حديثا بـ:

وعلم التجهيل

يوجد ضمن علم اجتماع المعرفة؛

(بالإنجليزية: Sociology of knowledge)

يُعتبر علم اجتماع الجهل مُكملاً لعلم اجتماع المعرفة، بما يتضّمنه من دراسة فجوات المعرفة.

علم التجهيل (أغنوتلوجي)

Agnotology

الكلمة مبنية على الكلمة يونانية وتعني: دراسة الجهل أو الشك المتعمد الناجم عن الثقافة.

صاغ المصطلح الأستاذ (روبرت إن بروكتر) عام 1995 وهو أستاذ بجامعة ستانفورد.

. يستشهد (بروكتر )كمثال رئيسي حملة العلاقات العامة التي شنتها صناعة التّبغ لمدّة 40 عامًا لإثارة الشك حول الآثار الصّحيّة الضارة لاستخدام التبغ.

الإنترنت هو الآخر يساعد في نشر الجهل، ما يجعل [المستخدمين] فريسة للمصالح القوية التي ترغب في نشر الجهل. وكذلك تأثير وسائل الإعلام، والشركات، والوكالات الحكومية، من خلال السرية ومنع نشر المعلومات.

دفعت شركات النفط فرقًا من العلماء للتّقليل من آثار تغيّر المناخ.

يركز علم التجهيل أيضًا على كيف ولماذا لا «تظهر» الأشكال المتنوعة من المعرفة أو يتم تجاهلها أو تأخيرها. على سبيل المثال، خضعت المعرفة حول الصفائح التكتونية للرّقابة وتأخرت سنوات وظلّت بعض الأدلّة معلومات سريّة.

كيف يقوم الأشخاص أو الشركات ذات المصالح الخاصة بنشر الجهل والتعتيم على المعرفة؟

تجد جورجينا كينيون أن هناك مصطلحًا يعرّف هذه الظاهرة.

ظهرت هذه القصة في مجموعة “Best of 2016” من BBC Future.

في عام 1979 ، تم الكشف عن مذكرة سريّة من صناعة التّبغ للجمهور. أطلق عليه اسم “اقتراح التدخين والصحة”، وكشف عن العديد من التكتيكات التي تستخدمها شركات التبغ الكبرى لمواجهة “القوى المناهضة للسّجائر”.

“الجهل ليس فقط ما لم يُعرف بعد ، إنه أيضًا حيلة سيّاسية من قبل لوبيّات وعملاء أقوياء يريدون منك ألّـا تعرف الحقيقة.

نفس الشيء يمكن قوله عن الجدل القائم والمتعمّد حول ؛ على الرّغم من كل الأقمار الصّناعيّة التي تكاد تحجب عنّا الشّمس لايزال هناك من يشكّك في مسألة كرويّة الأرض؟

لقد سمح هذا العلم المعاصر -علم الجهل- لرجال السّجائر ، و منكري المناخ اليوم ، بالادّعاء بأنّ هناك جانبين لكلّ قصّة ، وأنّ” الخبراء يختلفون “- للتّشكيك في الحقيقة.

نحن نعيش في عالم من الجهل الراديكالي – كما يقول(روبرت بروكتور)-

أجريت العديد من الدراسات التي تربط بين المواد المسرطنة في التبغ على الفئران في البداية، واستجابت صناعة التبغ بالقول إن الدّراسات التي أجريت على الفئران لا تعني أنّ النّاس مُعرّضون للخطر ، على الرّغم من النّتائج الصحيّة السلبيّة للعديد من المدخّنين.

عهد جديد من الجهل

نحن نعيش في عالم يتّسم بالجهل .

على الرغم من أن هذا أمر تافه مقارنة بالمسائل ذات الأهميّة السياسيّة والفلسفيّة ، فإن المعرفة التي يكتسبها النّاس غالبًا ما تأتي من العقيدة أو التقاليد، أكثر من أي مكان آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى