خطابات وزارية – ثلاثية الأبعاد

 
كاظم فنجان الحمامي
من الظواهر العراقية التي لا مثيل لها في جزر الواقواق ولا في قبائل الهوتو والتوتسي، ان المخاطبات الرسمية بين الوزارات، خضعت هي الاخرى للغش والمراوغة، فقد وصلت البلاهة ببعض الوزراء الى التلاعب بفحوى الكتب الصادرة من مكاتبهم، والتي تحمل نفس الرقم والتاريخ، لكنها تختلف في المحتوى والمضمون، ولمزيد من التوضيح نذكر ان احدى الوزارات أعدت كتابا يتضمن موافقتها ومباركتها على مشروع من المشاريع، وكان هذا الكتاب يحمل رقما وتاريخا، لكنها ارسلت الكتاب نفسه بعدم الموافقة الى جهة أخرى، وبنفس الرقم والتاريخ، وارسلته الى جهة ثالثة بصيغة تعطيلية أخرى وبنفس الرقم والتاريخ. .
لو جمعنا الكتب الثلاثة لوجدناها تحمل نفس الرقم والتاريخ لكنها تتباين في الرأي. .
بمعنى أوضح اننا اصبحنا نتعامل مع نوع جديد من المخاطبات الوزارية من طراز (Three In One). .
لا شك ان هذه الصيغة الإدارية المتباينة الآراء، والمتناقضة مع نفسها، تحمل بين طياتها كوارث خطيرة، وتعكس ضعف الوزير وتردده وتذبذب مواقفه، فهو يوافق من جهة ويرفض من جهة أخر، ويوصي من جهة ويستنكر من جهة أخرى. أي انه يكسر ويجبر، ويتملص من المسؤولية بهذه الطرق الملتوية. .
ليس هنالك ثمة أمل في تحسن ظروفنا وإصلاح أحوالنا إذا كان هذا مبلغ إدراك الوزراء ومستوى وعيهم الادراي. .
ربنا مسنا الضر وانت الرحم الراحمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى