أخبارأمن وإستراتيجيةجواسيس

جاسوس و زوجته

  • كاد خلاف بين جاسوس وزوجته أن يفسد خطة إنزال الحلفاء في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، حسب وثائق سرية للمخابرات البريطانية، أم آي 5.
    وكان العميل، خوان بويول، المعروف باسم غاربو، ساعد في إقناع النازيين بأن الإنزال لن يكون في نورماندي، وإنما في منطقة بادكالي.
    ولكن زوجته لم تحتمل العيش متخفية في منزل بلندن، وهددت بالذهاب إلى سفارة إسبانيا، في خلاف مع زوجها في يوينو/ حزيران 1943.
    وقالت إنها ستفشي جميع الأسرار إذا لم يسمح لها بزيارة أمها.
    وكانت العائلة تعيش في منطقة هارو، شمال غربي لندن، حيث كان للعميل غاربو عملاء يبعثون تقارير بمعلومات مضللة للمسؤولين الألمان.
    وسمحت المعلومات الخاطئة، التي كان يرسلها للنازيين، بإبعادهم عن مكان الإنزال الحقيقي، يوم 6 يونيو/ حزيران 1944.
    ولم تحتمل الزوجة حياة زوجها الجاسوس المليئة بالأسرار، كما أنها شعرت بالحنين إلى وطنها، واشتاقت إلى الأكل الإسباني، وكانت غاضبة من زوجها لغيابه المستمر عن البيت.
    وقد فرضت المخابرات عليها وعلى ولديها قيودا، حتى لا يتعرف عليهم أحد في شوارع لندن، وهو مازاد من ضجرها.
    وتضمنت وثائق المخابرات الموجودة بالأرشيف الوطني تحقيقا أجراه معها ضابط مكلف بقضية زوجها، تقول فيه: “لا أريد أن أعيش 5 دقائق إضافية مع زوجي”، وصرخت في وجه ضابط المخابرات، توماس هاريس: “حتى إن قتلوني سأذهب إلى السفارة الإسبانية”.
    وتضمنت الوثائق معلومات سرية أخرى منها أن المخابرات كانت ترغب في توظيف العميل غاربو جاسوسا ضد الروس في الحرب الباردة، وأن المخابرات كانت تراقب المؤرخ والناشط من أجل السلام، إي بي تومسون، لمدة 20 عاما.
    وكان على العميل غاربو تضليل النازيين، وإيهامهم بأنه عميل لهم، وتزويدهم بمعلومات خاطئة، وكذلك التحايل على زوجته لتحفظ الأسرار.
    وعلى الرغم من أن الضابط المسؤول عن قضية العميل غاربو طرح فكرة إخبار زوجة العميل بأنه طرد من وظيفته، فإن العميل لم يقتنع بأن ذلك يكفي لإسكات زوجته، فأقنعها بأن زوجها اعتقل بسبب تذمرها.
    واضطر الضابط إلى أخذها معصوبة العينين لزيارته في معتقل، وهناك أقنعها بضرورة أن تساعد زوجها في عمله المتخفي.
    وأخبرها المستشار القانوني للمخابرات، إدوارد كاسن، أن زوجها سيفرج عنه، وسيسمح له بمواصلة مهمته.
    وذكر هاريس أنه نبهها بأنه “لا وقت لديه لتضييعه مع الأشخاص المتعبين، وانه إذا سمع باسمها مرة أخرى، سيأمر بسجنها”، فعادت إلى بيتها لتنتظر عودة زوجها …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى