تعاليقرأي

ثلاثين ثانية سعادة .

محمد حسين يونس

ثلاث مرات في السنة .. تصيبني الاحزان باحباط لعين ..و أتحول إلي هذا الكائن البشع الذى ينثر حوله طاقة سلبية تغطي المكان و لا يسلم منها أى من المحيطين .. إنه يوم مولدى في أول مارس ، و يوم نهاية السنة و بداية اخرى .. ومع مطلع الربيع وإقتراب 5 يونيو .
في تلك الايام و لسبب لا أدريه أجد نفسي في حالة حزن لاشعورى عميق ..فأصبح صامتا ،زاهدا في الدنيا و الحياة .. جاذبا لكل فكر محبط ..راغبا بشدة في مغادرة هذه المأساة التي أعيشها بالموت ..
صباح اليوم .. قرأت في نشرة علمية .. تتحدث عن الوضع الذى يتوفي فيه الشخص.. و هي تطرح هل عندما يتوقف نبض القلب أم عندما يعجز العقل عن العمل .
المقال يتكلم عن تجربة حدثت بالصدفة لمريض في سن 87 .. توقف فيها قلبه بينما .. كان عقلة يعمل بعدها لمدة ثلاثين ثانية ..
يقول الباحث بناء علي ما قدمته له أجهزة طبية ترصد نشاط العقل أنه ( أى العقل ) إستعرض في هذه الثواني حياة المريض و ذكره باللحظات السعيدة التي عاشها .
بمعني أن المتوفي .. كما يقول أحد الباحثين ..قبل أن يغادر يقوم عقلة بتوديعه .. بثلاثين ثانية سعادة ..
أنهيت المقال .. ثم سرحت .. ترى كيف سينهي عقلي حياتي .. و ما هي الأحداث التي سيقدمها لي في الثلاثين ثانية الأخيرة .
لمدة ساعة كاملة .. إستدعيت مسير حياتي .. خلال الإثنين و ثمانين سنة التي عشتها ..فلم أجد ما يمكن أن يطلق عليه لحظة سعادة .. لقد فرحت .. نعم .. في بعض المناسبات .. و لكنها لم تكن سعادة .
شككت في الأمر .. هل إفتقدت السعادة طول حياتي … إذا ما معني (سعادة ).. تلك التي لم أعشها أبدا .
في قواميس عم جوجول تعريفها بأنها ((حال تنشأ عن إشباع الرغبات الإنسانيّة كمًّا وكيفًا، عكس شقاوة السعادة هي أن تحبّ ما تعمل)).
عرّف أرسطو السعادة ((على أنّها هبة من الله وقسمها إلى خمسة أبعاد، وهي: الصحة البدنية، والحصول على الثروة وحسن تدبيرها واستثمارها، وتحقيق الأهداف والنجاحات العملية، وسلامة العقل والعقيدة، والسمعة الحسنة والسيرة الطيبة بين الناس)).
بمعني أن متطلبات السعادة هي ((الاكتفاء المادي والحصول على الدخل الذي يلبّي الحاجات الأساسية والضرورية للفرد. التحلّي بالصحة البدنية وتمام سلامتها. وضع الأهداف وتحديدها بحيث تكون أهداف واقعية وقابلة للتحقيق. شغل الأوقات بالأعمال المفيدة والنشاطات المنتجة. تحلي الفرد بالأنماط السلوكية السوية والسليمة بشكل عام. قدرة الفرد على تغاضي وتجاهل المثيرات السلبية ومسببات التعاسة)).
أى إنها الحياة بشكل طبيعي.. دون مغامرات أو صراع أو إستكشاف أو مغامرة أو سقطات و حتي دون فهم .
بهذا التعريف لم يمر علي يوم أشبعت فيه كل الرغبات الإنسانية كما و كيفا ..أما فكرة أن أحب ما أعمل .. فهو أمر لم أفكر فيه أبدا .. لقد كنت دائما مجبرا علي أن أعمل ما لا أحب .. فيما يشبه التعذيب السيزيفي المستمر .. حقا في بعض الأحيان كنت أنجح في أداء بعض المهام .. و لكنني لم أحصل حينئذ علي السعادة.

جاءت ولادتي في مخبأ أثناء غارة جوية المانية علي مدينة القاهرة ، فكانت اصوات القنابل وطقطقات المضادات الارضية اول ما سمعت من أصوات وكانت انعكاسات أضواء الكشافات العملاقة التي تجوب السماء المعتمة بحثا عن طير الابابيل هي اول ما شاهدت
وبين صرخات الذعر وهمسات الخوف علي الام والطفل كانت معرفتي الأولي بالحياة .. ومنذ تلك اللحظه لم أتوقف أبدا عن (الخوف) .. و(الصياح ).
لقد كنت هذا الطفل الذى ينكمش في حضن والدته مع سماع صفارات الانذار بغارات اسرائيلية مزعومه عام 48 وصيحات الشباب تدوى حوله (( اليهود كلاب العرب ))
وكنت هذا الصبي الذى سار في المظاهرات يهتف ضد الملك وعائلته ويجرى هربا من عصى جنود بلوكات النظام والهجانه .. فيقع علي الأرض و يضربه الجنود بقسوة .
ثم هذا الشاب الذى ترك دراسته الجامعية ووقف يحض المواطنين علي اطفاء الانوار اثناء غارات 1956
ثم الضابط المهندس الذى يشيد سدا ترابيا في حرض باليمن معرضا للثعابين و التلوث ..وهو يعرف أن مخابرات العدو السعودى قد رصدت علي رأسه عشرة الاف ريال ..
وهو نفسه الضابط الذى انتهت به حرب 67 الي معسكرات اعتقال الاسرى بعتليت .
طفولة شقية في اسرة فقيرة وصبا وشباب فى وطن تدمر إنجازاته موجات العدوان الأوروبية الاسرائيلية المتتالية وتستهلك طاقة أفراده فى معالجة آثارها ،لتضيع أحلامنا وآمالنا بانهاكنا فى معارك فرعية .
لسوء الحظ أنني كنت مصريا في الفترة من 1940 حتي 2022.
الاستسلام الساداتى لنفوذ المنتصرين صاحبه ظاهرتين الأولى كانت الإرتداد عن ما تصوره سلفه مناسبا للوطن من أنظمة اقتصادية وسياسية والأخرى هى السماح للاسلام السياسى بالتوغل بين المصريين .
الأخوان المسلمين والتنظيمات المنبثقة عنهم كانوا على الدوام الأبرز فى خيانة الحلم المصرى منذ زمن ابراهيم باشا عبد الهادى الذى حظر نشاطهم بعد إغتيال النقراشى باشا رئيس الوزراء وحتى نهاية حكم عبد الناصر.
لقد كنا دائما نراهم مجموعة من الارهابيين الخونة الأجلاف الذين يبيعون انفسهم لمن يدفع أعلى سعر ( أو هكذا لقنتنا المدرسة والاعلام )
الاخوان إغتالوا ، فجروا ، حرقوا ، دمروا ، وكونوا ميليشيات عدوانية أشاعت بين المصريين الرعب بالارهاب ، ولم تردعهم سجون السعديين ولا معتقلات الناصريين بعد ان حماهم وهابيو السعودية وفاضوا عليهم من إحساناتهم كرما
علي الجانب الأخر لم ننعم بيوم حرية .. فمنذ 52 تم احتلالنا بواسطة قوات محلية يفرض علينا ضباط الجيش المتحالفين مع السلفيين قوانينهم و تعليماتهم ،
إنها أيام سود دمرت مرحلة الشباب و إستمرت حتي الشيخوخة التعسة.
هل ارتكبت جريمة فى حياة أخرى أكفر عنها بأن أعيش فى هذا المكان المتخلف من العالم .الذى تكون إطالة اللحية أو لبس الجلباب فيه علامة من علامات التميز !! و أى حديث لا يستثيغة السلفيون يؤدى للمحاكمة كما يحدث اتلأن لإبراهيم عيسي .
قصر نظر عسكر 52 ومغامراتهم غير المدروسة خلال عقدين من الزمن أجهضت حلما كان يراود جيلنا لما بعد الإستقلال ..أن نعمل ، نجتهد ، نواكب التقدم العالمى بعلماء وفنانين ومثقفين ونرسى مجتمعا يحترم المرأة والطفل ولا يفرق بين مواطنيه بسبب اللون أو الجنس أو الدين.
وقصر نظر عسكر 2011 حول حلم التخلص من عصابة مبارك الى كابوس الاستيلاء على الشارع والبرلمان و ضياع جهد البناء.
برد الشيخوخة يغزو قلبى وعقلى وأنظر خلفى فلا أجد الا كل إحباط وتشوه وأقارن بين الزمن الذى كانت فيه مصر بؤرة جذب للفنانين والمثقفين..للعلماء والسياسيين .. للفلاسفة والمفكرين .. للرياضيين ،أصحاب رؤوس الأموال ،رجال الأعمال والمتدينين ،
وبين هذا الزمن الذى أنهى فيه رحلتي فأجد أن أهلى قد عادوا القهقرى وتحولت امواجهم الهادرة الى بحيرات آسنة كريهة الرائحة لا يعملون أو يزرعون أو يصنعون ، وحتى ما بين أيديهم من مصادر الخير يغلقونها بغباء يندر وجوده الا بين الحيوانات التى تأبى الا أن تكرر أخطاء الآباء والأجداد متبعة الغرائز بعيدا عن إنجازات العقل والخبرة والتجربة .
برد الشيخوخة يغزو قلبى وعقلى فأنزوى بعيدا عن المجموع منفردا ينظر لى الأبناء بتعاطف العاجز أما الأحفاد فيضحكون من هذا الذى أصبح بعيدا عن لغتهم ،أساليبهم ،أفكارهم ،جسارتهم ،حماستهم وقدرتهم على التأقلم مع الجديد.
برد الشيخوخة يغزو قلبى وعقلى فلا أرى الا مستقبلا مشكوكا فيه بعد أن تحكم البمك الدولي في إقتصادنا .. و تراكمت الديون بشكل لا يمكن تسديدها إلا بعد قرون ..وأعجب كيف لازال الناس يضحكون و الجنية أصبحت قيمته الشرائية لا تزيد عن مليم زمان ..!! و كيف لا يقاومون ويصارعون فى سبيل مستقبلهم .
حياة البشر تصبح لا تختلف عن حياة باقي الكائنات ،أى ولادة او تواجد، كبد للحصول علي مقومات الحياة ، ثم نهاية بان تنفق او تذبل او تموت ،
هذه الحياة إن لم يحكمها الرغبة في التطور الصاعد بهذا الكائن المتميز بالعقل و إستيعاب التجربة و نقلها للاخرين تصبح لا تفترق عن حياة العواجم بشيء.
كان في تصورى منذ أن وعيت وتحررت من ما فرضته علي البيئة من افكار و سلوك .. أن وظيفتي علي الارض تشبه ما فعله العالم الأمريكي (تسلا) ..أى المساهمة الايجابية في تطور و إرتقاء الانسان .
و لكن للأسف .. تحولت إلي حياة خاملة راكدة .. غير إبداعية ..لن تذكر حتي بين الأبناء و الأحفاد بسبب تسطحها .
في البداية .. كان حلم التفوق الدراسي هو ما أعيش عليه .. التركيز في أثناء الدروس .. الاستيعاب .. التدريب .. التطبيق ثم التفوق .
ولقد كنت هذا الشخص الذى اردته .. أخوض في بحار عالية الامواج و أسير في الدروب الوعرة و أتعلم كل يوم جديد و أختبر ما أعتقدة مرات ومرات.. و أنتهي بأن العلم و المعرفة لا نهاية لها ..
لقد عشت كبوات عديدة تبعدني عن الهدف كما أنني عشت أفراح قليلة و انا ارى نفسي أنتقل من صف دراسي لاخر و من مدرسة الي اخرى و أصبح طالبا في كلية الهندسة أتقدم و احبط و أنجح و أفشل و اتعلم من فشلي أكثر من ما تعلمته من نجاحي ..
الدراسة لطالب يعيش في مصر هم و كرب وتحتاج الي مواظبة و إيمان بهدف أبعد يستحق أن يبذل من أجله العرق و السهر .. و الانتظام مع تحمل نظام عقيم للتعليم يؤدية مجموعة من من لم يكتمل وعيهم الناضج باهداف الحياة .
في نهاية الرحلة .. كنت أكره كلية الهندسة و التعليم .. و لا ارغب في إضافة جديد يجعلني أتعامل مع اوباش يسمون أنفسهم أساتذة ومدرسين .
.لاأريد أن أذكر اسماء من جعلوني أكره عمرى و لكن كان هناك أحدهم كلما دخل الاستديو أخفيت لوحاتي وخرجت من الباب الخلفي موفرا علي نفسي سماع مزاحه السمج او سخافات توجيهاته ..
وكنت أعد الايام الباقية علي تسليم المشروع النهائي .. والتحرر من قبضة هذا الاستاذ . في النهاية .. حصل مشروعي علي اعلي تقدير قررته لجنة اساتذة من الكليات الثلاث التي كانت تدرس الهندسة في مصر الغريب أنني لم أكن سعيدا .. بقدر ما كنت مرتاحا للتخلص من نفوذ هذا السمج .
عندما حصلت علي بكالوريوس العمارة بتقدير جيد جدا و إمتياز للمشروع النهائي كنت أظن أن السعادة قادمة و أن الحياة خارج إطار الجامعة سوف تعانقني فرحا بابن أدى ما علية منذ أن كان في الثالثة من العمر حتي أصبح في الثانية و العشرين ..
ولكن الحياة في بلدنا لم تكن مستعدة لاستقبال النابهين .. لقد تم تكليفي كعادة هذا الزمن .. علي مؤسسة حكومية .. متجمدة .. محبطة .. سيئة الإدارة..
لقد كان علية أن يحفظ ما جاء بالميثاق و ينضم الي منظمات الشباب و يجاهد لكشف اعداء التطور بان يكتب تقاريرا سرية علي اهله و زملاءه و جيرانه وكل من يحاول المساس بقائد البلاد الذى نفديه بالروح و الدم إذا كاتن يريد التقدم .. و لكنه ولم ينضم و لم يحصل علي نصيب من كعكة الخضوع
.. لقد كان الفساد(الاهمال ،الجهل و التخلف ) ضاربا في كل ترس من تروس الالة البيروقراطية التي خلقها الفكر الفاشيستي المبني علي سيطرة الدولة علي كل مفاصل الانتاج بما في ذلك إنتاج الفول و الطعمية و السمك المقلي بالجمعيات التعاونية …
و أصبح الفتي المحمل بالاف الصفحات التي قرأها عن الديموقراطية و الحرية و الاشتراكية و نظريات التطور وعلم النفس تائها بين مخططات عديدة يهدف اصحابها الي الربح السريع و تضليل الحكومة و جهاز جبايتها و بوليسها الذى يدس انفه في كل كبيرة او صغيرة تهم البشر من سكان هذا الوادى المهموم بالنكوص خارج منظومة العالم المتسارعة بعد الحرب العالمية الثانية .
إنتهي التيه بالفتي الي القوات المسلحة .. ظنا منه أنها الجهاز المنضبط القادر علي توظيف طاقته و إمكانياتة و حماسه وشبابه أفضل توظيف ..
ولكنه من اليوم الاول الذى جلس فيه علي مدرجات حمام سباحة الكلية الحربية بعد تحصيل مصاريف الدراسة منه وفتك طلاب الكلية من السنوات النهائية بافراد الدفعة الجديدة ..إكتشف أنه قد ضل الطريق للمرة الثانية منذ حصوله علي البكالوريوس .
كان يقف في طابور المستجدين يرتدى اوفرول واسع لم (يقيفه ) له الترزية بعد .. عندما مر مدير الكلية فوق حصان ابيض مرتديا زى الفرسان فاشار بعصا المارشلية التي يتأبطها نحوه .. ومضي .
.ليجد الفتي عشرات الايادى تمتد نحوة .. و تتحرك به للطرقة المؤدية لمكتب سيادته فيقف الباشمهندس ووجهه للحائط يبكي ..
لقد إهتزت الريشة التي يضعها فوق رأسه من سنين وهو لا يدرى ما هو السبب في جرجرته بهذا الشكل المهين حتي خرج حكمدار سريته من باب قدس الاقداس ليقوده صامتا الي الترزى ويقف منتظرا حتي يتم ( تقييف ) الاوفرول و يعطي تمام للفريق محمد فوزى قائد الكلية في ذلك الزمن .
العمل بالقوات المسلحة يتلخص في التدريب اليومي .. ولكن المهندس يقابله مهمة أخرى .. أن يجهز ميدان العمليات المتوقع بالتحصينات استعدادا لمعارك مرتقبة ..وكانت مهمة (سريتة) في ابو عجيلة .. يرص الالغام و ينشيء الملاجيء و الدشم و يبني الاسوار ..
حياة شاقة قاسية بين العقارب و الثعابين و الضباط الاكثر شرا منهما .
لقد كان عائدا من أجازة ميدانية عندما دخل في نقاش حاد حول مقال لمحمد حسنين هيكل يطبل ويزمر فية لرئيس الجمهورية القائد البطل عبد الناصر ..
وللتدليل علي تهافت مقال رئيس الجوقة قام بالاستدلال بمقال اخر للطفي الخولي في مجلة الطليعة .. وأصبحت حياته بعدها غما و نكدا متواصلا فلقد وشي به حضرة المقدم الى كان يحاوره لقائد كتيبته واصما اياه بانه يطالع مقالات الشيوعيين ..
وليفرض الاخر عليه طوقا رقابيا ..شديد الاحكام حتي لا ينتشر في كتيبته مقالات( الطليعة ) تلك المجلة الرسمية التي يصدرها كاهن الاعلام ..من الاهرام ؟
وتتوالي ذكريات إحباطات المسن فهو لا يستطيع أن يتوافق مع اسلوب الضبط و الربط الشكلي المحيط.. ورغم هذا يلتف حولة الجنود و الصف ضباط و يستمعون الي الصوت القادم من خلف استار التوجيه المعنوى الرسمي قائلا وجهة نظر اخرى ..
حتي كان اليوم الفاصل في حياة الشيخ مع قنابل طائرات العدو علي معسكرات جيشه في يونيو 67 .
هزيمة الجيش الذى إدعي قادته أنه أقوى جيوش المنطقة .. ثم اسر 5500 ضابط و جندى بعضهم برتبة لواء .. و ما حدث هناك جرح ينز دائما مع مطلع ربيع كل عام ورغم أن صاحبنا قصة أكثر من مرة وكتب كتابين يصف فيهما بالتفصيل ما حدث. … إلا أن احزان الشيخ لم تندمل بعد خصوصا بعد أن عاصر زمنا لم يتجاوز فيه الازمة بل إنحدر بوطنة الي قاع ابعد من وهدة هزيمة يونيو .
في مصر بلدى و أنا أنظر للخلف..كان من الصعب أن أكون ما اردت أو أحصل علي(( الصحة البدنية، و الثروة وحسن تدبيرها واستثمارها، وتحقيق الأهداف والنجاحات العملية، وسلامة العقل والعقيدة، والسمعة الحسنة والسيرة الطيبة بين الناس )) و اتخطي حقيقة تكوينا المبني علي الجهالة و الكسل و الرضي بالضيم ما دامت هذه هي إرادة السماء .
في مصر سقف منخفض للطموح يحده بشكل دائم إشكاليات كسب لقمة العيش و الصراع من اجل بقاء (حشرى ) ولو ليوم ..ما فائدة هذا اليوم الزائد ما دامت ايام سوداء مرت و لم يتغير الناموس .
الانسان كائن حي مثل باقي الكائنات عندما يرتفع ضعط دمه تنفجر راسة و عندما ينخفض يصاب بالغيبوبة .. لذلك علية دائما ان يحافظ علية طبقا لكتالوجات الصيانة الوقائية و علاج الاعطال ..
و هو ايضا مجموعة من الاعصاب تعمل مثل السلوك الناقلة لاشارات التعريف و اوامر الردود للافعال و هي أيضا تحتاج لعناية و صيانة و علاج ..
والانسان مجموعة من الغدد التي تفرز مكوناتها بانتظام الفته عبر ملايين السنين فإذا ما إختلت توقفت استجابات صاحبها واصبح مختلا عليلا ..
و الانسان يعيش بجهاز ضبط حرارى يضمن أن يصبح في درجة حرارة 37 دائما فإذا إنخفضت او ارتفعت دلت علي انه قد اصابه سوءا ..
الانسان الة معقدة شديدة الحساسية و لكن لانتظامها و دقتها يتصور نفسه بأنه كائن فوق الكائنات .. والحق الذى إكتشفته بمرور الزمن اننا الات تعمل بدقة متناهية تشترك مع كائنات اخرى في بعض الصفات و لكنها تتميز بالعقل و المنطق وإستيعاب التجربة
ومع ذلك فهذه المعجزة فائقة التعقد ورائعة التصميم يمكن ذبحها و اخذ صورة لبعض الملتاثين بجوار رؤسا بشرية مقطوعة ..
ياللغباء و العار .. وعمرى الذى تولي دون فائدة الا معاصرة هؤلاء الاشرار
أعتذر عن مشاركتكم في إحباطاتي .. المصاحبة ليوم ميلادى ..و أعتذر لنفسي .. أنني لم أجد في تلافيف العقل ثلاثين ثانية سعادة يمكن أن يودع بها العقل صاحبة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى