إقتصادمجتمع

تحويل جسد المرأة و الرجل إلى سلعة تسويقية

 
ابراهيم صالح حسن
كاتب وباحث
حولت الرأسمالية كل شي الى سلع كما يقول عالم الاجتماع الدكتور علي شريعتي ان الرأسمالية ستجعل كل الاشياء سلع (الدين , الفن ، الأدب) وستسلبها قداستها فيما يضيف كارل ماركس ايضاً الانسان أثمن رأسمال في الوجود. وبذلك فان ديدن النظام الرأسمالي الذي يحيل كل شئ إلى موضوع ربحي حتى القيم والمبادئ الفردية والاجتماعية تصبح معروضة للاستهلاك فيصبح عندئذ الجسد الإنساني فاقدا للإنسانيته ويغدو مجرد مادة للعرض والاعلان للترويج عن المنتجات
التسليع الجسدي هو استخدام جسد الرجل والمرأة كأداة لجذب الزبون من خلال استعراض اجسادهم سواء كان في الدعاية والاعلان في كافة الوسائل المرئية ومواقع التواصل الاجتماعية وبألاخص الاستفادة اكثر من منصات التواصل مثل فبسبوك وتويتر والبريد الالكتروني وغيرها. وبطبيعة الحال يكون التركيز في التسليع الجسدي في المراة اكثر من الرجل لانها اكثر مركز اثارة ورغبة
ومع بروز هذا التصور لدى الغربيين أصبح الجسد عامل تفرد يضاعف إشارات التميز ويباهي على طريقة من يروج لشيء” كما يقول عالم الاجتماع والانثربولوجيا الفرنسي دافيد لو بروتون في كتابه انثرببولوجيا الجسد والحداثة والذي ربط بين بروز هذا التصور وبين تراجع تأثير الدين في صياغة تصورات الإنسان الغربي” الإنسان الكوني بدأ يستمد التوجه النسبي كليا لتأثيراته على العالم من معتقداته الشخصية، إن الطرق المظلمة للعناية الإلهية لم تعد هي التي تستطيع أن تقرر حياته الخاصة أو حياة مجتمعه فهو يعلم من الآن فصاعدا أنه هو نفسه الذي يصنع قدره ويقرر الشكل والمعنى اللذين يمكن أن يأخذهما المجتمع الذي يعيش فيه إن الانعتاق من الشأن الديني يؤدي إلى وعي المسؤولية الشخصية.
ان هذه الظاهرة الخطيرة التي تمسخ الانسان وتحوله الى مجرد سلعة تحت مسميات عصرية كالرجل العصري او الرجل الانفتاحي او المراة الجذابة او الفاتنه وهكذا من المسميات اللامعة لكي تخبئ مساوئ هذه الظاهرة او تغطي عيوب هذا النوع من الاستغلال لخاصية البشر الذي كرمه الله تعالى كما عملت من قبل شركات صناعة السجائر من خلال استخدام عبارات رنانه اذ حثت هذه الشركات الناشيئن او اليافعين بأنهم رجال العصر وقادة هذا الزمان ولابد من القوة للتحلي والخروج بمظهر البطل وانك انت اليوم لست صغير كما تضن!
اذ تعمل الشركات العالمية للملابس او التجميل او مساحيق الغسل والمنظفات او حتى في جانب الخدمات كشركات السياحة والفنادق والمتنزهات والمقاهي التي اصبحت بمفهوم جديد الكافيهات والنوادي الليلية الى استمالة وجذب الزبون باستخدام النساء للعرض والترويج لكثير من السلع والخدمات كما امتنعت عن التعليق احدى شركات التجميل عندما سئٌل رئيسها قال (باننا لا نستهدف المرأة وانما نستهدف الجمال والجمال شي مطلق لا يمكن ان يقف عند حد معين)
قاد هذا النوع من التسليع الى ظهور ظاهرة (الفاشنستا) تتمحور هذه الظاهرة الى تمجيد الجسد والتباهي بة ووضعة كاداة بيد المسوقين تحت مسمى الشخصية التسويقية او الشخصية المشهورة كدافع لها للقيام بانواع الاغراء والاثارة لدى المتابعين وهذا النوع ادى الى متابعة خصوصيات المرأة والتجاوز عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى