ثقافة

بين ياسمينة خضرا و مالك حداد

عندما سأله التلفزيون البلجيكي، عن عنوان الكتاب الذي ألهمه وأثّر فيه وينصح به القراء، أجاب ياسمينة خضرا دون تردد: “رصيف الأزهار لا يجيب” للكاتب الجزائري الراحل مالك حداد، ويضيف صاحب رواية “الفضلاء” (2022) الرواية التي تحقق رواجا واسعا في فرنسا، معللا: “هذا النص بالذات، جعلني فخورا بأنني جزائري.. عندما قرأت هذا الكتاب، لم أعد أشعر بأيّ مركب نقص؛ قلت لنفسي، إذا كان هناك كاتب جزائري تمكن من كتابة مثل هذا النص البارع، يمكنني كذلك أن أحاول كتابة شيء على مستواي… لذلك أنصح بقراءة هذا الكتاب، لأنه من تلك النوعية من الكتب، التي بإمكانها أن تغيّر مجرى الأشياء، ويمكنها أن تلهم الكثير من الشعراء والكتّاب”.
“رصيف الأزهار لا يجيب” ترجمها إلى اللغة العربية المترجم والباحث الجزائري الراحل حنفي بن عيسى، سنة 1965، وهي رواية رائعة بلغتها الراقية بسردها وشعريتها، برمزيتها، وعمق معانيها؛ من لم يقرأها ضيّع الكثير من جمالية اللغة والسرد.
يطلق على الكاتب مالك حداد صفة “شهيد اللغة العربية”، نظير قراره القاضي بالتوقف تماما عن الكتابة باللغة الفرنسية، وهو في أوج عطائه الإبداعي، إذ يعتبر واحدا من أكثر الكتّاب الجزائريين والمغاربيين اتقانا للغة الفرنسية، وجودة في الكتابة بها. وهو صاحب المقولة الشهيرة: “إنّ اللغة الفرنسية لمنفاي”، والتي وردت في مطلع روايته “سأهبك غزالة”، حيث كتب: “اللغة الفرنسية حاجز بيني وبين وطني، أشدّ وأقوى من حاجز البحر الأبيض المتوسط، وأنا عاجز عن أن أعبّر بالعربية عمّا أشعر به بالعربية، إنّ الفرنسية لمَنفاي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى