تعاليقرأي

بالعقل والمنطق!

محمود عبد الله

تعالوا بينا كده ..وحده وحده..وبالعقل والمنطق نفهم المواضيع..بلغة سهلة وبسيطة ومباشرة..في الأول عاوز أقول إن الطرح بتاعي هو كالتالي: “السلوك الإداري في الكثير من مؤسساتنا في مصر..غير حيادي وغير موضوعي ولا يشجع على العمل والإنتاج..ولا يحقق العدالة المطلوبه..ولا يخلق المناخ الصحي الملائم للعمل والإبداع”…..ليه؟؟؟
لأسباب كتيييييييير جدا..وممكن السبب ما يكونش في الأشخاص قد ما بيكون في “الثقافة” نفسها..وأي حد شاف نماذج أخرى في بلاد متقدمة حيفهم أنا عاوز أوصل لإيه..كلنا نتمنى إن بلدنا تبقى أحسن وأعظم بلد في الدنيا..بس علشان يتحقق الكلام ده، لازم نواجه نفسنا..لازم نطمع في وضع أحسن وعيشة آدمية في كل مكان..في السكن..في العمل..في النادي..في أي مكان! من حقنا إن إحنا نتعامل كويس في بلدنا وظروفنا كلها تراعى..ممكن حد يقولي كل واحد وطبعه..وأسلوبه في الإدارة..ما اختلفناش! بس كمان فيه معايير عالمية وأصول ما لهاش أي علاقة بالطبائع وسمات الشخصية..وده لب الموضوع..في بلاد العالم الأول بتلاقي فيه نوع من النمطية في السلوك الإداري وفقا لأجندة متفق عليها..وده هو سر نجاحهم..تعالوا بينا بقى نشوف المعايير الملزمة لأي مدير مؤسسة في الدنيا:
1-تحقيق العدالة والحياد والموضوعية والوقوف على مسافة متساوية من الجميع! عندنا – للأسف – ده مش متطبق كويس..يعني المشاعر والإتجاهات الشخصية والأهواء هي اللي بتحركنا..تلاقي المدير عندنا ليه شلة أو حظوة..فيه ناس بيتصل بيها مباشرة وناس لأ! ناس بيستقبلها كويس وناس لأ..ناس بيعاملها كويس..وناس بيكدرها..وناس بينصرها على ناس باستخدام موقعه..أو يصفي حسابات قديمة مع ناس..أو يقبل أعذار من ناس وما يقبلش أعذار من ناس تانية..كل ده يحسس الإنسان بالظلم..وبالتدريج الموظف أو المرءوس ممكن يفقد إنتماؤه لمؤسسته!
2-عدم القسوة في الإدارة والتحذير مرة وأخرى ونقاش الأمر مع المرؤوس قبل اتخاذ أي إجراء! للأسف عندنا فكر سائد وهو “تصيد الأخطاء” وكأن الذي يعمل مش بشر ممكن يخطئ ويصيب..ده محبط جدا ولا يشعر الفرد بالأمان النفسي وهو يعمل بالمؤسسة..خاصة عندما يشعر بأن مستقبله الوظيفي مهدد وإن فيه حد بيدورله على غلطة مش بيشجعه!
3-التحلي بالمرونة..المرونة مطلوبة في كل شيء..وفي أي منظومة بشرية أو نشاط إنساني..الإنسان مش آلة علشان تعامله وكأنه في معسكر..فيه ظروف شخصية وإنسانية لازم تراعى..للأسف عندنا لما نعرف نقطة ضعف في فلان نضغط عليه أكتر..ونحاول نذله ونحسسه إنه مذنب لا توبة له..وحاليا وفي أشد الأنظمة صرامة وشدة في العالم، بيحاولوا يطبقوا أساليب وفنيات “المرونة”..فكما يقول الإنجليز: “العبرة بالناتج النهائي..وجودة العمل تجعلنا أحيانا نغض الطرف عن بعض الشكليات العقيمة التي لو دققنا فيها، سنضيع الكثير من الوقت والجهد والطاقة”!
4-تفعيل الإجتماع بشكل دوري مع المرءوسين لمناقشة بعض الأمور المهمة مثل: الرؤية والأهداف والتحديات ونقاط القوة وجوانب الضعف والخلل وسبل حل المشكلات القائمة والجوانب التي تقلق وتهم العاملين بالمؤسسة وتؤثر على فعاليتهم وكفاءتهم! الإجتماعات دي مهمة علشان الناس تعرف هي فين ورايحة لفين وإيه المطلوب منها بالظبط!
5-ضبط النفس وعدم إهانة المرءوسين…مهما كانت الأسباب! الإحترام المتبادل مطلوب..وفي نفس الوقت، الحزم والتركيز مطلوبين! لكن المدير الناجح هو اللي يطبق الهرم الإداري والتدرج الوظيفي بكل مودة وإحترام..من غير إهانة أو إذلال..وزي ما شفنا في بلاد أخرى..الشغل بيبقى ماشي كويس وتمام من غير زعيق أو خناق أو ألقاب أو تكدير أو…….كل واحد عارف حقوقه وواجباته من غير إهانة أو تجريح..
6-الشفافية….يعني الوضوح…وانعدام ضبابية الرؤية! المفروض المدير يخلي كل حاجة واضحة شفافة قدام الناس..مشكلتنا إن اللي بيتقال قدام الناس شيء..واللي بيتقال في الغرف المغلقة شيء تاني خااااااالص! علشان كده ناس كتير في بلادنا بتحس بالظلم..وطول ما الإنسان حاسس بالظلم وضبابية الرؤية عمره ما حيقدر يعمل وينتج!
خالص تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى