أخبار العالمفي الواجهة

اليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية يتحرك ..

اليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية.. تجميع القوى والتنسيق مع الشركاء

رشيد غويلب

يعمل اليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية على الاستثمار السياسي للانقلاب البرلماني ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيا في بيرو، الذي يعتبره اليمين واليمين المتطرف انتصارا للديمقراطية، وذلك لمواجهة المشاريع التقدمية واليسارية في القارة من جانب. ومن جانب آخر يحاول اليمين المتطرف العودة الى صدارة المشهد السياسي، عبر التعاون مع النازيين والفاشيين الجدد في أوربا.

وفي هذا السياق استضافت، نهاية اذار الفائت، العاصمة البيروفية ليما، المؤتمر الإقليمي الثاني لمنتدى مدريد لقوى اليمين المتطرف.

نظم المؤتمر برعاية مركز أبحاث حزب «فوكس» الاسباني الفاشي الجديد. ويعتبر منتدى مدريد نفسه الضد النوعي لمنتدى ساو باولو للقوى اليسارية والتقدمية في أمريكا اللاتينية، ومجموعة ويبلا، التي تجمع بين مختلف الحكومات والأحزاب والحركات الاجتماعية اليسارية في القارة. في الوثيقة التأسيسية، لمنتدى مدريد، يجري الحديث عن «مؤامرة شيوعية»، مرتبطة بمافيات المخدرات في أمريكا اللاتينية، برعاية المنتديات اليسارية المذكورة والحكومة الكوبية، التي تعمل على زعزعة استقرار المنطقة.

من جانبه، يأمل حزب فوكس عبر التأكيد على «مجتمع القيم المشتركة» تعزيز تأثيره في المستعمرات الاسبانية السابقة.

حضر المنتدى رموز اليمين المحلي مثل: عمدة ليما، رافائيل لوبيز ألياجا، نائب الديكتاتور السابق ألبرتو فوجيموري، فرانسيسكو توديلا. ومن الخارج كان من القادمين وزير الخارجية البرازيلي السابق، إرنستو أراوجو، ابنة رئيسة الانقلاب في بوليفيا، والتي تقضي حاليا حكما بالسجن جانين أونيز، وقادة حزب فوكس الاسباني، وممثله في البرلمان الأوروبي روسيو موناستيريو.

وجاء في الوثيقة الصادرة عن المنتدى: في بيرو، «تجري حاليا معركة أساسية من أجل مستقبل الديمقراطية في أمريكا الأيبيرية». إذا وقعت بيرو ضحية «هجمة» اليسار الحالية، فلا يوجد بلد آمن. وأشاد رئيس زعيم «فوكس» سانتياغو أباسكال، الذي انضم عبر الفيديو، بالشعب البيروفي «لتعليم العالم كله درسا حول كيفية التعامل مع منتدى ساو باولو ومجموعة بويبلا».

تقول بيلين دياز، الباحثة في عمليات تجديد اليمين في أمريكا اللاتينية في الجامعة الحرة في برلين: «إن للعدو الشيوعي المشترك في شكل خطر أحمر، أهمية حاسمة بالنسبة لمثل هذه الشبكات فوق القومية». «إنها توحد التيارات السياسية غير المتجانسة ضد خصوم سياسيين يساريين محددين، ومن ناحية أخرى يتم وصف جميع المتظاهرين ضد الحكومة البيروفية اليمينية المتطرفة غير الشرعية بأنهم عوامل مزعزعة للاستقرار». وترى الباحثة في هذا، خطر إضفاء الشرعية على القمع السياسي باعتباره وسيلة لمكافحة الانتفاضة، في عودة لإرث الديكتاتوريات العسكرية في المنطقة.

منذ عزل الرئيس اليساري بكاستيلو، لم تهدأ الاحتجاجات ضد حكومة نائبته السابقة دينا بولوارت، التي تحكم بطريقة استبدادية بشكل متزايد، بدعم من الأكثرية اليمينية في البرلمان. لقد قُتل أكثر من 60 مواطنا في احتجاجات ضد الحكومة الانتقالية. وعلى الرغم من الانتقادات الدولية لاستخدام العنف، ومعدلات الرفض الشعبي للبرلمان البالغة 91 في المائة، وللحكومة البالغة 78 في المائة، إلا أن الأخيرة تمسكت بتنظيم انتخابات جديدة في نيسان 2024، رافضة الاستجابة لمطالب المحتجين. ومع ذلك، لم يكن هناك أي ذكر في المؤتمر لانتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومة الحالية. وبدلاً من ذلك، قدم البرلمانيون أنفسهم كمدافعين عن الديمقراطية، في حين انهم عرقلوا عمل الرئيس المنتخب، وحاولوا عزله عدة مرات.

كان إغلاق متحف ضحايا سنوات الدكتاتورية، قبل يوم واحد من عزم منظمة العفو الدولية تقديم تقريرها عن حقوق الانسان في البلاد داخله، بمثابة مقدمة «الدفاع عن الديمقراطية» على طريقة اليمين. في ذلك اليوم تم اغلاق مبنى المتحف، بحجة ان المبنى يعاني من مشكلة سلامة جدية. والمتحف الذي تم اغلاقه يوثق، بين أمور أخرى جرائم الجيش في سنوات 1980 – 2000، ابان الصراع المسلح مع الحركة الماوية. ووفقًا للجنة كشف الحقائق، فان 30 في المائة من الضحايا البالغ عددهم 69 ألف سقطوا نتيجة لعنف الجيش. في كانون الثاني الفائت، اقترح لوبيز إغلاق المتحف وتسليمه للجيش، باعتباره، كما يرى، الضحية الحقيقية للصراع. لقد دانت العديد من منظمات حقوق الإنسان في بيرو إغلاق المتحف، ووصفته مناورة سياسية بامتياز.

تحالف يميني آخر

وأقيم منتدى الحوار «مجموعة الحرية والديمقراطية» في العاصمة التشيلية سانتياغو، بهدف توحيد اليمين الأيبيري الأمريكي.

وقال الرئيس التشيلي اليميني السابق سيباستيان بينييرا: «تأسست هذه المجموعة لأننا نعتقد أنه من الضروري للغاية التنظيم والتوحيد للدفاع عن الحرية والديمقراطية في قارتنا». وأن «العديد من الانتكاسات التي عانت منها الديمقراطية جاءت من الذين يكرهون الديمقراطية، وأكثر بسبب عدم وجود استراتيجية دفاعية من قبل الذين يمثلونها». وشارك أحد عشر رئيسًا يمينيا حاليا وسابقا في فعالية التأسيس حضوريا أو افتراضيا، بالإضافة إلى سياسيين يمينيين آخرين ووزراء تشيليين سابقين.

وتهدف هذه المبادرة إلى توحيد اليمين المحافظ بنفس طريقة «منتدى مدريد» لتوحيد قوى اليمين المتطرف. وقد عقد الاجتماع التأسيسي في جامعة أندريس بيلو في سانتياغو دي تشيلي، حيث تم أيضًا التوقيع على الإعلان التأسيسي للمجموعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى