أخبار هبنقةتعاليق

الوجه الإجرامي للتنظيمات الدموية

كاظم فنجان الحمامي

هذه صورة مفزعة من صور التاريخ الدموي لبعض التنظيمات السياسية في العراق، صورة جمعت بين شذّاذ الأخلاق وشذّاذ الآفاق، وجمعت اللصوص وأبناء الشوارع وأرباب السوابق والمتهتكين، والهتلية والضالعين بالإجرام في إطار تنظيمي دموي. وكانت لهم علاقات قوية ومباشرة مع بعض التنظيمات السياسية، التي استعانت بهم لنشر الهلع، وبث الرعب في نفوس العراقيين. .
يذكر الكاتب (عبدالخالق حسين) في مقالته الموسومة: (من أبو طبر إلى الزرقاوي)، يقول: (تتمتع بعض التنظيمات السياسية بخبرة هائلة في الخبث والمكر والدهاء واختراع أساليب جهنمية في الإجرام. وتتلوَّن كالحرباء وفق متطلبات المرحلة، وتتبنى مختلف الوسائل الخبيثة، التي تلائمها لارتكاب جرائمها وتمرير مخططاتها). .
في الستينيات أصبح الخارجون عن القانون يتمتعون بصلاحيات فوق القانون، وصاروا يمثلون القوة الضاربة للسلطة الحاكمة، واخذوا دورهم في الصراعات الدموية والتصفيات الجسدية، ومنهم هوبي الاعور، وجبار الكردي، وستار الكردي، وكانت تناط بهم مهام التحقيق والتعذيب، وكانوا يعبثون ويسكرون في البارات والملاهي، ثم يعودون ليلاً إلى المعتقلات ليطلقوا النيران على المعتقلين دونما رحمة وبلا سبب. وفي عام 1964 تأسس جهاز (حُنين) الدموي، وكان مكلفا بالاغتيالات، لكن هذا الجهاز تحوّل بعد عام 1968 إلى مكتب العلاقات العامة، وكان الشقي جبار الكردي هو الوحش الكاسر الذي اشترك في قتل وزير الخارجية الأسبق (ناصر الحاني) وتشويه جثته، وكان الاشقياء: وهاب كريم، ورضا باوي، ومحيي مرهون، وعلي ماما، وقيس الجندي، وخالد دونكي، وطالب ابن ماهية، وباسم المعيدي، ومحمد شعيطة، وحمودي الأقچم، وجاسم الاعور، وحاتم الباوي، وكامل معلاك، وحسين حقه، من أعضاء جهاز (حُنين). حتى اسماءهم المقرفة كانت تثير الفزع في قلوب الناس. .
وهنالك اشقياء لمعت في اسماءهم في سجلات التنظيمات السياسية، نذكر منهم: ابن الخبازة، وخليل ابو الهوب، وجواد الاجلگ، وموسى ابو طبر، ومحمد الاعور، وخليل كنة، وعبد الامير العجمي، وابن الدهان، وربما يطول بنا المقام لاستعراض بقية الأسماء. .
لقد تغيرت حياة معظم السرسرية على يد التنظيمات السياسية المؤدلجة بالأكاذيب، فتحولوا من أشقياء ومستهترين إلى جزارين، ثم إلى عصابات ومافيات، وانتهى بهم المطاف إلى ارهابيين، ثم تخلصت منهم تلك التنظيمات بأبشع مما يتصوره العقل. .
اما بعد عام 2003 فقد تكاثرت أعدادهم في كل المدن العراقية، ومارسوا جرائمهم أمام الناس في الساحات والميادين والشوارع، وتوفرت لهم مستلزمات الدعم السياسي، ونالوا اعلى درجات التكريم والاهتمام. بل صاروا نجوما في المجتمع، ولا مجال لذكرهم بالاسماء، فلكل محافظة رموزها المتداولة الآن بشكل علني على صفحات شبكة التوك توك، والتي أعلن عنها الشقي المتقاعد (رزوقي كوبرا) عندما استضافته احدى الفضائيات العراقية في سهرة رمضانية لكي (يستفيد) الناس من تجربته في التمرد على الاعراف والتقاليد والتشريعات النافذة. .
وهكذا ضاعت حقوقنا بين شذاذ الآفاق وشواذ الأخلاق. . .
ولله في خلقه شؤون. . . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى