في الواجهةقانون وعلوم سياسيةقانون وعلوم سياسية و إدارية

الوثائق السريّة الفيدرالية وعقوبات التعامل الخاطئ معها

عديلة صالح وبيري شتاين ترجمة عن واشنطن بوست نقلها إلى العربية المهندس بسام أبوطوق

يواجه الرئيس بايدن تدقيقا شديدا إثر العثور على مجموعات من وثائق سرية يعود تاريخها إلى عهد نيابته للرئيس السابق باراك أوباما في مكتبه القديم في واشنطن، وفي منزله في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، ما دفع المدعي العام، ميريك غارلاند، إلى فتح تحقيق جنائي وذلك بعد شهرين من إطلاق التحقيق مع ترامب في قضية مشابهة.

كان تعامل المسؤولين المنتخبين مع المواد الحكومية الحساسة موضوع نقاش سياسي حاد في السنوات الأخيرة حول الطريقة التي يعمل بها التصنيف، وهي عملية بيروقراطية تعتبر عنصرا أساسيا في واشنطن.

فما هي الوثيقة السرية؟

تشير المعلومات السرية إلى مستندات وسجلات تعتبرها الحكومة حساسة، حيث يقتصر الوصول إليها على الأشخاص الذين اجتازوا اختبارات السيرة الذاتية الدقيقة وحصلوا على تصاريح أمنية

يصنف المسؤولون الحكوميون المعتمدون المعلومات والوثائق بأنها سريّة عندما يستنتجون أن السماح بتداولها قد يضر بالأمن القومي للولايات المتحدة أو لعلاقاتها الخارجية

يمكن أن تتضمن الوثائق السرية المستندات الورقية ورسائل البريد الإلكتروني والصور الفوتوغرافية والخرائط والصور وقواعد البيانات والأقراص الصلبة. وتتطلب الوثائق السرية الحماية حتى يتم رفع السرية عنها رسميا

هناك ثلاثة مستويات من المعلومات والوثائق السرية:

1- مصنفة: هي أدنى فئة من المعلومات السرية، وتشير إلى المعلومات التي يمكن أن تضر بالأمن القومي إذا تم نشرها. يمتلك أكبر عدد من العاملين الحكوميين والمتعاقدين إمكانية الوصول إلى هذه المعلومات، وتشمل المراسلات والبرقيات الأساسية لوزارة الخارجية أو المعلومات المقدمة من قبل حكومة أجنبية. يقول ستيفن أفرغود المتخصص في التعامل مع المعلومات السرية: “حتى لو لم تتضمن أسرارا شديدة الحساسية، فسيتم تصنيفها على أنها سرية، ولا نريد السماح بتداولها لأنها ستعقد العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الأجنبية المعنية”.

2- سريّة: هو المستوى التالي من التصنيف، في إشارة إلى المواد التي إذا تم نشرها يمكن أن تسبب “ضررا خطيرا” للأمن القومي، هذه هي الفئة الأوسع، على سبيل المثال، ميزانية وكالة المخابرات الأمريكية.

3- السرية القصوى: هي فئة المعلومات الأكثر حساسية، وتغطي السجلات التي يمكن أن تسبب “ضررا جسيما بشكل استثنائي” للأمن القومي إذا تم تداولها. يمكن أن يشمل هذا الضرر الكشف عن معلومات استخبارية عن الأعمال العدائية المسلحة ضد الولايات المتحدة أو حلفائها، أو تعطيل العلاقات الخارجية الحيوية أو تسوية خطط الدفاع أو جمع المعلومات الاستخباراتية. يوجد ضمن “السرية القصوى” عدد من التصنيفات الفرعية غالبا ما تتعامل مع أكثر أجزاء المعلومات والاستخبارات الأمريكية حماية، تندرج تحت هذا التصنيف معلومات حساسة بما يشمل المعلومات المستمدة من مصادر سرية ومصادر استخباراتية تخضع لحراسة مشددة، وإذا تم الكشف عنها فلن يكون الأمن القومي فقط في خطر، ولكن مصدرها يمكن أن يكون كذلك.

كيف يتم تصنيف الوثائق السرية؟

وفقا للأرشيف الوطني، يرجع تاريخ نظام الحكومة الفيدرالية لوضع العلامات والتحكم في المعلومات السرية الأمنية إلى الحرب العالمية الثانية، وبشكل عام فهي أي معلومات “من شأنها الإضرار بالأمن القومي إذا تم نشرها بشكل غير صحيح”.

يتم وضع علامة على المستندات المصنفة الحديثة على هذا النحو في أعلى وأسفل كل صفحة، وفي بعض الحالات قد تحتوي الفقرات على ملاحظات تفيد بأن المعلومات الواردة بداخلها قد تم تخفيض تصنيفها، ويتم تمييز المستندات التي تم رفع السرية عنها بختم، إلى جانب اسم الشخص والمكتب الذي فوض الإجراء.

كيف يتم تصنيف المعلومات؟ وما هي المدة التي تظل فيها المستندات سرية؟

نظريا، يحق لرئيس الولايات المتحدة أن يقرر ما هي المعلومات المصنفة وما هي المعلومات غير المصنفة.
وعمليا، يفوض الرئيس المسؤولية إلى الحكومة ورؤساء الوكالات، الذين قد ينقلون المسؤولية بعد ذلك للآخرين الذين يعملون لديهم.

وتظل المعلومات سرية “طالما تتطلب ذلك اعتبارات الأمن القومي”، وفقا لإرشادات الحكومة. في بعض الأحيان، قد يتم تعيين تاريخ أو حدث معين لرفع السرية.

يمكن أيضا تمديد حالة التصنيف من قبل الأفراد المصرح لهم. يتمتع الرئيس أيضا بسلطة رفع السرية عن المعلومات بمجرد أن تسمح اعتبارات الأمن القومي، وذلك من خلال استشارة الوزراء أو رئيس الوكالة الذي قامت وزارته بإنشاء المعلومات للتأكد من أن رفع السرية عنها لا يشكل أي خطر على الأمن القومي.

من يمكنه الوصول إلى المعلومات السرية؟

يتم تقييم موظفي الحكومة والمتعاقدين للحصول على التصريح اللازم للوصول إلى المعلومات السرية. وكلما زادت حساسية المعلومات، زادت صعوبة تداوبها. لكن هذا لا يعني أن الوصول إليها أمر نادر

وفقا لتقرير مكتب مدير المخابرات الوطنية من العام 2019، وهو العام الأخير الذي نُشرت فيه البيانات، تمكن ما يقرب من 3 ملايين شخص من الوصول إلى وثائق سرية وتم إصدار تصاريح لأكثر من 1.25 مليون شخص للحصول على وثائق عالية السرية.

ما هي عقوبة سوء التعامل مع المعلومات السرية؟

القوانين الفيدرالية المختلفة، بما في ذلك أجزاء من قانون التجسس، تجعل من غير القانوني إزالة المعلومات السرية أو الكشف عنها أو إتلافها. وتترتب على المخالفات عقوبات تتراوح بين ثلاث إلى عشر سنوات سجن وغرامات باهظة.

كيف يقارن حالتي بايدن وترامب؟

هناك بعض الفروق بين مراجعة وزارة العدل للوثائق التي تم العثور عليها في منزل بايدن ومكتبه السابق، والتحقيق الجنائي المستمر للوكالة بشأن تعامل ترامب مع المستندات السرية.

الحجم هو أحد الاختلافات الرئيسية، فقد استعاد مكتب التحقيقات الفيدرالي أكثر من 300 وثيقة سرية من نادي ترامب الخاص ومكان إقامته العام الماضي، بينما تم العثور على ما لا يقل عن 10 وثائق في مكتب بايدن في واشنطن، ويبدو أنه تم العثور على وثيقة سرية في منزله في ويلمنغتون.

وقال محاموه إن التناقض الآخر هو أن الوثائق السرية التي عُثر عليها في منزل بايدن ومكتبه السابق أعيدت بشكل سريع وطوعي إلى عهدة الحكومة، بينما قاوم ترامب طلبات الحكومة لتسليم الوثائق الرسمية لأشهر، بما في ذلك مذكرة استدعاء من هيئة محلفين كبرى طالبت بإعادة أي مادة تحمل علامة سري.

في حالة ترامب، يبحث المحققون في تهم محتملة تتعلق بعرقلة سير العدالة أو إتلاف السجلات من قبله أو من قبل آخرين، بالإضافة إلى احتمال إساءة التعامل مع الأسرار الحكومية، بينما لم يتم توجيه مثل هذا الادعاء في قضية بايدن، لكن التحقيق ما يزال في مرحلة مبكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى