رأي

المكون الشعبي عبر التاريخ

بهاء الدين الصالحي

نماذج عبر التاريخ نسبت للمغامرين الذين قادوها مستغلين العطاء غير المشروط الذي يقدمه الشعب ذي الكتلة المتباينة في ألوان عطاءها المتحدة بفطرة الاستجابة للتحديات المشتركة بغض النظر عن تقسيم الغنائم ،ومن هنا كان العطاء نوعا من السلوك الطبيعي بحكم ان البناء العائلي قائم ي تناوب العطاء بحكم تتالي الاجيال مع ثبات القيم العائلية ،وغياب الفردية بحكم الأسرة الممتدة لكن مع ظهور فكرة الأسرة النواة جاءت فكرة تشرذم نموذج التفكير الجمعي من خلال مؤسسة الأسرة.
ولكن ليس هذا حديثنا الرئيسي عن المكون الشعبي للتجارب التاريخية الثابته في التاريخ المصري مثل تجربة محمد علي وقبلها تجربة احمد ابن طولون وكلاهما من مكون غير مصري فكلاهما عنصر تركي جاءا من واقع انهيار الدولة المركزية التي حكمت كقومية بأسم الإسلام، حيث أن الامويين العباسيين عرق حكم بأسم الدين فجاء الدموية المبررة من خلال قتل ال البيت .
ويبقي السؤال الرئيسي كيف صنع هؤلاء مجدهم كأفراد دون الآخرين ولماذا تم محو الآخرين من سجل المجد ؟
كيف تم محو دور القاضي الفاضل ذلك الرجل الذي نظم الجبهة الداخلية في مصر خلال سبعة عشر عاما قضاها صلاح الدين في غزواته ونظم كم الأموال اللازمة لتوفير الأسلحة وتوفير الغذاء لمجموع المصريين ،الا ان التركيز علي صلاح الدين كمحيي للاسلام ، هنا خلل في منطق التفكير حيث أن مفهوم الجماعة يتراجع لصالح دور الفرد حيث يصبح الفرد قادر علي توجيه الجماعة لم لا والرسول صلي الله عليه وسلم قد غير مسار العالم وهو فرد ،وهنا الخلط وسوء الفهم للرسالة المحمدية ، حيث لم تأتي بمجتمع جديد ولكنها قامت بتعديل النمط القيمي بحيث تم إعادة اعتبار الذات فكانت النتائج مغايرة لتقييم الذات السابق علي ذلك .
وكذلك جاء احمد عرابي كمصري قام بتقييم ذاته كمصري من خلفية معرفية جديدة وهي قدرته علي استيعاب مهارة التخطيط والقتال علاوة علي اطلاعه علي مساحة الوهن الاجتماعي الذي يسيطر علي الطبقة العليا المسيطرة بفعل كون جدته كانت تعمل في قصر والدة اسماعيل .
ولكن ذكاء هؤلاء المغامرين تمثل في ادراكهم للواقع الحضاري المصري فاستثمروه لصالحهم ،ولكنهم كانوا مؤمنين بأنفسهم لا بالشعب المصري وبالتالي سقطت تجاربهم بسرعة .
ولكن مايعيب ذلك الوعي الحضاري المصري انه قد أدرك مصارع الظالمين مع وفاء ذلك الشعب لمفهوم التعايش القادر علي اذابة الطبقات المحيطة بالمغامرين فيسقط المغامرون في هوة مقصلة التاريخ.
ولكن يبقي مفهوم واحد لايقبل ذلك الشعب المساس به وهو قداسة العائلة ولكن الرهان عليه مزايدة اعلامية لابد أن يكون له أرضية مادية لان الأسرة هي وحدة الرؤية الرئيسية للعالم، ومن هنا جاء عجز رب الأسرة عن تلبية احتياجات ذويه بداية انهيار للذات وهنا بداية الخلل المؤدي للغضب.
وللعقلاء أن يجردوا ذلك الفهم لمستويات عدة مع سياقات مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى