مجتمع

المطلقة وتجربة الزواج الثاني

هانى جرجس عياد

أن المجتمعات العربية تختزن بعض المواقف والاتجاهات الثقافية والنفسية العتيقة والعنصرية تجاه المرأة ، وتفضل أحياناً أن تعيش المرأة حياة صعبة مع زوجها وتخضع لظروف قاسية على أن تقدم على الطلاق في مجتمعات تحمّل النّساء مسؤولية الطلاق أكثر مما يحملها للرجال.
أن المرأة المطلقة تتعرض للمراقبة و الحراسة الدائمة من طرف المجتمع ومحيطها الأسري أو المهني . أن الأمر وصل إلى مستوى الإساءة بالمطلقة وإهانة كرامتها أو القدح في أخلاقها دون الرجوع إلى السبب الرئيس والظروف التي دفعت بها للطلاق.
عند طلاق المرأة فاْن الاْيدي والعيون والاْصابع تتجه اليها بقوه .ألسنه ناريه تلاحقها متسائلة ، واْخرى تهب واْخرى تنم وغيرها يبهت . اْسئلة واْخرى وتلوها كم هائل من الكلمات التي تنهال على تلك المرأة التي فقدت بيت وزوج وفى بعض الاْحيانا اْولاد . عيون لا ترمقها برحمة ، بل ترمقها بحنق ، نساء تحنق عليها خوف منها لتكون هي الخاطفه لاْحد الاْزواج . وعيون اْخرى تلحقها لطمع وارب في نفس يعقوب ليقضيها ، وعيون اخرى ترقبها خوفا من اْمور لا تقدر عقباها . مجتمع كامل يشير باْصابع الاتهام الى تلك المطلقة .
للأسف الشديد، فإنّ مجتمعاتنا تظلم المرأة سواء على مستوى عدم إعطائها الحرِّية والإرادة في إنتخاب طريق حياتها أو على مستوى التعامل الخاص مع العازبات والمطلقات . فحياة المرأة تخصها بالدرجة الأولى وإن كان الأهل حريصين عليها، ولكن عليهم المشورة والنصيحة والتسديد والتعاون ولكن يبقى القرار النهائي بيدها إن كانت بالغة رشيدة، وخصوصاً غير البكر.
ويمكن للمرأة أن تبذل جهداً في إقناع الأهل، فبدلاً من الإنكماش بداعي الخجل والحياء والإستسلام للضغوط النفسية، يجب أن تعمل المرأة على تحصيل إستقلالها وإفهام رأيها للآخرين بالحوار الصريح والهادئ ومناقشة الأمر بشكل واضح وبيان الوضع الذي يمكن أن لا يحس بها الآخرون ولكنهم إذا أفهموا وتفهّموا أبدوا تعاوناً أفضل . الأمر الآخر الذي ينبغي للمرأة غير المتزوجة أن تعمل له هو أن تبني حياتها بشكل مستقل وبناء بالشكل الذي تستثمر به وقتها وطاقتها لما ينفعها وينفع مجتمعها، فلا تحس بالملل والضجر ولا الضعف ولا الوحدة.
فالمرأة إنسان له كيانه وله وضعه الخاص وحاجاته وشؤونه، وللمرأة حياتها التي تعيشها لنفسها وتسعد بها، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة، فليست السعادة منحصرة بالزواج، ولا المرأة ناقصة لا تكتمل إلا بغيرها، إذ يمكن للمرأة أن تتعلَّم وتعمل، وتدرس وتتثقّف، وتزاول الأعمال الإجتماعية والسياسية، وتساهم في العمل الخيري، وتجتمع مع غيرها من المجتمع لدراسة شؤونه وإصلاح حاله وتقديم المساعدة للمحتاجين مالياً أو معنوياً، كتعليم الأُميين ومساعدة المرضى والعجزة واليتامى، وأيّة أعمال بر أخرى كالتي تقوم بها المساجد والكنائس والمؤسسات الخيرية والجمعيات الإنسانية.
وللمرأة أيضاً أن تهتم بنفسها، بصحتها الجسدية والنفسية، وراحتها وعبادتها، ورفاهها وتقدمها، وعلاقاتها الإجتماعية مع الأهل والأقارب والجيران . والخلاصة أن يكون للمرأة، كما لأي إنسان، عالمها الخاص فضلاً عن عالمها الأسري (الإجتماعي) حتى تكون أوّلاً قوية ومتقومة بنفسها، وثانياً متكاملة ومتفاهمة مع أهلها .
الطلاق لا يعني بالضرورة الشتات، قد يكون في بعض الأحيان صلاحا للأسرة، خاصة اذا كان الزوجان صالحين، وعلى الزوجين أن يحترم كل منهما الآخر، ولكل منهما أن يأخذ حقوقه بعد الطلاق، وأن تكون علاقتهما ودية، خاصة اذا كان هناك أولاد وأن لا ينسيا العشرة بينهما وأنهما في يوم من الأيام كانا في بيت واحد.
وبالنسبة للأطفال، فالأفضل إنهاء العلاقة بين الأم والأب للخلاص من الجو المليء بالكراهية والعدوان والمشاعر السلبية التي قد تستغرق سنين على هذا الحال، فالانفصال في بعض الأحيان أفضل لكل الأطراف حتى يعيش الأولاد في جو إيجابي وبعيد عن المشاكل .
وقد ينعكس الطلاق بصورة سلبية؛ إذ تواجه المرأة المطلقة بعض المشكلات منها الآثار النفسية السيئة من النواحي الاجتماعية والنفسية وخاصة اذا كانت غير متعلمة ولا تستطيع الاعتماد على ذاتها من الناحية الاقتصادية، وتعتبر نفسها عالة على أهلها وتظل متألمة ومحبطة لا حيلة لها تحتاج لأحد ينفق عليها . ولتكوني أكثر اندماجا في المجتمع، عليك ما يلي:
1- – اقطعي الاتصال مع الزوج السابق لمدة معينة حتى تبعدي نفسك عن الشعور بالشوق والحنين للماضي، فهذا يشعرك أن الأمور لن تعود الى السابق كما كانت واجعليها فترة نسيان الماضي واستعادة الطاقة الإيجابية التي سلبها الطلاق منك، خاصة عندما تعلمين أن لا رجعة من وراء هذا الطلاق، فعليك أن تلغيه من تفكيرك نهائيا حتى تبدئي حياة جديدة.
2- حاولي أن تطردي الطاقة السلبية من عقلك ولا تتركي نفسك خاضعة للحزن والهم والتفكير بأسباب الطلاق وإهمال الذات، بل على العكس قوّي طاقتك الإيجابية، وتذكري أنك لست الوحيدة وإنما كثير من الفتيات يعانين من هذا الموضوع، واستعيني بمن هم ثقة حولك ليساعدوك ويقفوا بجانبك حتى تستعيدي ثقتك بنفسك لتخفيف التراكمات الداخلية والمصائب التي تعرضتِ لها.
3- تعودي على التعامل مع الخسارة والربح واعرفي النواحي السلبية التي أدت الى الطلاق للرجل والمرأة، فإذا لم تحاولي التمتع بالروح المعنوية العالية للتعامل مع الطلاق، فإنك ستبقين تعانين وتتألمين طوال العمر.
4- أعطي وقتا لنفسك لممارسة هواية تحبينها أو رياضة معينة، واملئي وقت فراغك حتى لا تفكري بالموضوع وتشعري بالانتصار والحرية والعودة لشيء كنت تحبينه وانقطعت عنه، وإذا كان بالإمكان السفر لمدة لا تقل عن أسبوعين فهو يساعد على نسيان ما سببه الطلاق واستعادة راحة البال التي سلبت منك بسبب الصراع والمشاحنات وسوف تعودين الى طبيعتك.
5- لا تلقي اللوم على نفسك حتى لو ألقاه المجتمع عليك في فشل تجربتك، ولا تشعري نفسك بالذنب واقضي الوقت مع أشخاص لديهم الاستعداد لسماعك وتفهم مشاعرك لأنه يجب أن تعبري عما في داخلك وتخرجي كل الأحزان والهموم حتى تشعري بالراحة.
6- كوني واثقة أن الطلاق لا يعني أنك انتهيت، بل ربما يكون بداية لأسلوب حياة جديدة يجلب لك السعادة أكثر من قبل، فالعفو أفضل الطرق لتبدئي حياة مستقلة وجديدة وتشعري أن هناك من يهتم بأمورك ويرغب في التقرب اليك.
ﻻ-;-‌ نعني الطﻼ-;-‌ق، انما مجرّد قصة حبّ فاشلة تخوضينيها قد تكون سبباً كافياً يُبعد معظم الرجال عنك والسبب الحقيقي أنّهم يخافون اﻻ-;-‌رتباط بك وفي بالهم أسباب كثيرة تقف حاجزاً بينكم، رغم إعجابهم الكبير بك. فما هي تلك اﻷ-;-‌سباب؟
1- الهروب:من أبرز اﻷ-;-‌سباب التي تُخيف الرجل اﻻ-;-‌رتباط بفتاة منفصلة حديثاً عن حبيبها وكانت النتيجة عﻼ-;-‌قة فاشلة، هو خوفه الكبير من أن يكون هدف هذه الفتاة الذي يريد أن يمضي سنوات عمره الى جانبها، الهروب من ماضيها وإغاظة حبيبها السابق وليس اﻻ-;-‌رتباط به هو كشخص. فلن يتقبّل الرجل، الشرقي خصوصاً أن تكون الى جانبه فتاة ﻻ-;-‌ تعيره اهتماماً أو ﻻ-;-‌ يشغل قلبها وبالها ويكون هو صاحب الحبّ اﻷ-;-‌كبر في حياتها .
2- المقارنة:رغم اﻻ-;-‌عجاب الكبير الذي قد يكنّهه شابّ لفتاة، قد يصرف النظر عنها كلياً في حال اكتشف أنّها منفصلة حديثاً عن حبيبها بسبب خوفه من أن تقارنه بحبيبها السابق وأن تريده أن يتصرّف مثله، أو أن تشتاق وتحنّ اليه.
3-اﻻ-;-‌سقاطات:قد يخاف الرجل عادةً اﻻ-;-‌رتباط بفتاة منفصلة حديثاً عن حبيبها، ظناً منه أنّها وكون النساء انفعاليات وعاطفيات فطرياً، ستتمادى باﻻ-;-‌سقاطات من علاقتها السابقة على علاقتهما الجديدة وستحكم عليه بحسب ما فعله بها حبيبها السابق وستسشيط بأفكارها وتحليلها ظناً منها أنّ كل الرجال متشابهين، وفي كلّ مرة سيواجهان فيها عقبة صغيرة ستنهار على نفسها وتعتبر نهاية العالم، ﻷ-;-‌نّها قاست وتعذّبت في أيامها الماضية.
4-الدراما:يعرف الرجل بشكل كبير، كم أنّ المرأة تتعلّق بمن تحبّ تقاسي بعد اﻻ-;-‌نفصال والحالة النفسية التعيسة والصعبة التي تعيشها، ولذلك قد يخاف اﻻ-;-‌رتباط بفتاة منفصلة حديثاً، خوفاً من أن تكون تعيش في حالة اكتئاب، دائمة البكاء، منعزلة، ﻻ-;-‌ تبتسم وﻻ-;-‌ تتحمّس ﻷ-;-‌يّة نشاطات مشتركة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى