أحوال عربيةأخبار العالم

القضية الفلسطينية..ناصر بوريطة يغرق في الكذب

زكرياء حبيبي

يعيش المغرب عزلة لم يسبق لها مثيل، على الساحة العربية، وبخاصة بعد عودة العلاقات الإيرانية-السعودية، هذه العودة التي تلتها تهدئة بين طهران ودول الخليج، جعلت المغرب يحاول الخروج من مأزقه أي الفخ الصهيوني، وكل ذلك من خلال استئناف الخطاب الكاذب.

فبعد أيام قليلة من تصويب القصر الملكي الموجه للإسلاميين في حزب العدالة والتنمية، ها هو رئيس الدبلوماسية المخزنية ناصر بوريطة المدافع الشرس عن مواقف الليكود الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، يؤكد بمناسبة انعقاد الدورة 49 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي يوم الخميس 16 مارس الجاري في موريتانيا، أن المغرب يواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية، من خلال الجهود التي يبذلها ملكه.

هذا التصريح الفارغ، ااذي لا معنى له، لوزير أدان مؤخرا ردة فعل الفلسطينيين، ضحايا عدوان المستوطنين والجيوش الصهيونية في جنين وحوارة.

فكيف لأي عاقل أن يصدق هذا بوريطة، الذي سافر إلى الجزائر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لنسف القمة العربية في الجزائر التي كان موضوعها الرئيسي القضية الفلسطينية؟

فخلال رحلته إلى الجزائر، كان الوزير الأكثر صهيونية في المغرب، مكلف بمهمة نسف جدول أعمال القمة، بتعليمات من رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو الذي انضم لليمين الإسرائيلي المتطرف من أجل إفشال حل الدولتين، وهو الحل المقبول حتى من قبل الأمريكيين.

واليوم، تظهر نتائج وصول اليمين المتطرف إلى السلطة، من خلال القمع وإثارة الحروب الصهيونية وإعادة استعمار الأراضي الفلسطينية.

من الواضح اليوم، أن المخزن، الذي كان يحضر لاجتماع النقب 2 في المغرب، بات يدرك فشله وإفلاسه الدبلوماسي. هذا المخزن الذي رفض ويرفض عقد لجنة القدس التي يرأسها محمد السادس لعدة سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن المغرب رفض قبل أسابيع قليلة تقديم مشروع إعلان لمنظمة المؤتمر الإسلامي حول فلسطين إلى أعضاء الأمم المتحدة.

وكذلك، اللجنة الوزارية التابعة لجامعة الدول العربية، المسؤولة عن الإجراءات التي يتعين اتخاذها للدفاع عن مدينة القدس الشريف، والتي يكون المغرب عضو فيها، أصدرت بتاريخ 5 يناير 2023، بيان لا يشير على الإطلاق إلى لجنة وهمية برئاسة المغرب.

ومن المفيد أن نتذكر جميعا، أنه على الرغم من الاعتداءات اليومية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس من قبل المستوطنين والجيش الصهيوني، فإن لجنة القدس الوهمية التي أنشأتها منظمة التعاون الإسلامي عام 1975 لم تجتمع سوى مرتين في العقدين الماضيين، كان آخرها سنة 2014.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى