أحوال عربيةأمن وإستراتيجية

القادة العسكريون الإسرائيليون في حرب الاستنزاف و حرب أكتوبر 1973 بالتفصيل

خلال فترة حرب الاستنزاف كان الجنرال «حاييم بارليف»، والذى أُطلق اسمه على المانع “خط بارليف” الحصين، رئيساً لأركان جيش الدفاع الإسرائيلى.. وكان اللواء «إيريل شارون» وقتها قائداً للمنطقة الجنوبية المواجهة للجبهة المصرية التى تضمنت سيناء المحتلة ضمن نطاق مسئؤليتها فى ذلك الوقت، وكان الجنرال «شمويل جونين» يعمل تحت قيادة شارون كرئيساً لعمليات المنطقة الجنوبية ونائباً له.
وكان لنشأة وتربية شارون ذو الأصول الروسية، والذى هاجرت عائلته إلى «بنى ملال»، الأثر الكبير فى تشكيل شخصيته وطباعه وسلوكه الشرس الجرئ غير المتوقع.. فمقتل أبنه طفلاً ببندقيته الشخصية على يد أحد أبناء جيرانه اليهود، وموت زوجته من الحسرة، وذلك بعد إكتشافها حبه الشديد لأختها «لِيلِي» والتى تزوجها بعد ذلك، وغير ذلك الكثير جعل شخصيته تبدو هادئة ولكنها قابعة على بركان، فأطلقوا عليه «الدب الصغير» أثناء طفولته، ثم أطلقوا عليه لقب «البلدوزر» أثناء عمله ضابطاً بجيش الدفاع الإسرائيلى، لأنه لم يكن يتردد فى (فرم) من أمامه إذا أضطر لذلك.
أما «حاييم بارليف» فكان منتمياً للـ«البلماخ»، وجديراً بالذكر أن معظم المنتمين للبلماخ، وهي (سرايا الصاعقة الإسرائيلية) منذ قبل الأربعينيات، قد أنضموا لحزب «العمل» على يد «إسحق رابين» ورغم ذلك أستقرت عليهم صفة «البلماخ».. حيث كان بارليف ذو طابع كيس ناعم فى تعاملاته مع الآخرين، ويعد الشخص الوحيد الذى حاز على ثقة «شارون» فى الوقت الذى لم يثق فيه «شارون» فى أحد أبداً، خاصة هؤلاء الذين لا ينتمون لحزبه «الليكود»، ولكن من مذكرات وتصرفات «بارليف» لا يبدوا أنه كان جديراً لهذه الدرجة بثقة «شارون» فيه، وقد وضح ذلك خلال مسير القتال.
ونعود مرة أخرى للجنرال « شمويل جونين» المنتمى للـ«البلماخ» أيضاً، والذى لم يحوز مطلقاً على ثقة أو احترام قائده قبل حرب 73 «شارون»، فكان الأخير يتهمه بالغباء وضعف الشخصية وعدم قدرته على قيادة العمليات الحربية.. ورغم ذلك لم يتمكن «شارون» من خلعه من منصبه، بل بقى “جونين” ليتسلم قيادة المنطقة الجنوبية منه عند إحالته للتقاعد، ليقود “شارون” عند استدعائه لحرب 73 كقائد فرقة مدرعة إحتياطي تعمل تحت قيادة «جونين».. مما أدى لتداعيات سلبية كثيرة.
وننتقل للجنرال «إبراهام آدان» ضابط المدرعات المراوغ اللماح الذى لا يواجه أحد أبداً، فهو بارع فى فن الالتفاف والتطويق والضرب على الأجناب والخلف، وينتمى «آدان» أيضاً للـ«البلماخ» وكان نداً لدوداً لـ”شارون” على المسرحين العسكرى والسياسى طمعاً فى المناصب السياسية، وبرغم كونه أكثر ذكاءاً وقدرة على استخدام القوات تكتيكياً مقارنة بشارون، حيث أن “آدان” إستطاع أن يقتنص شرف تنفيذ عملية الثغرة «القلب القوى» من «شارون»، والذى كان مخطط له أن ينفذها كاملة.. إلا ان «آدان» لم ينل نفس حظ «شارون» من الشهرة والمناصب.
أما الجنرال «ألبرت مندلر» قائد الفرقة 252 مدرع التى كانت تدافع عن خط بارليف، فقد عانى كثيراً أثناء حرب الاستنزاف. وورد بمذكرات شارون أنه قتل جراء وابل نيران المدفعية المصرية خلال المراحل الأولى لحرب أكتوبر 73، ليقود الفرقة من بعده نائبه الجنرال “ماجن” والذى ينتمى أيضاً للـ«البلماخ» والذى كان له العامل الأكبر فى تأمين دفع مقدمات فرقة «آدان» لتوسيع الثغرة.
كان «شارون» يشعر دائماً بكراهية الجنرالات الإسرائيليين الذى يضطر للقتال بجانبهم كمجرد قائد فرقة وليس قائداً عليهم كما إعتاد أن يكون.. فكان عينه على المنصب الحزبى والسياسى بعد الحرب، ويريد أن يدير الحرب فى سيناء بأسلوبه وليس مُنقاداً بينهم.. وبذلك كان التنافس شرساً على تنفيذ معركة الثغرة لتحقيق مكاسب سياسية بعدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى