رأي

الفَنكَشة

حسام محمود فهمي

الفَنكَشة والفَنكوش، كلمتان لا أصلَ لهما في قواميس اللغة، لكنهما موجودتان جدًا على أرض الواقع. الفنكوش هو الفشنك أو عديمُ القيمةِ أو ما لا وجودَ له. أما الفَنكَشة فهي الترويجُ للفَنكوش وتصويرُه اكتشافًا كاسحًا وفتحًا مبينًا.

جامعاتٌ أهليةٌ بالعشراتِ، هل من خطةٍ حقيقيةٍ؟؟ منها أجنبيةٌ تَرفعُ إيهامًا شعارَ تعلمْ في مصر كأنك تتعلمُ في الدولةِ الفلانيةِ، أهي بذلك فوقَ القواعدِ واللوائحِ المصريةِ، وكأن عهدَ الانتدابِ الأجنبي قد عاد؟! هل جاءت إداراتُها لغير السبوبةِ المصريةِ؟ أموالٌ نُثِرَت على تعليمٍ سُمي أهليٌ، ما هو العائدُ؟ فلوسٌ أم خريجٌ نافعٌ؟ لا هذا ولا ذاك. التعليمُ بمنطقِ وأموالِ رجالِ الأعمالِ هو كيف تدورُ الأموالُ سريعًا، وكيف يكونُ النجاحُ بالحدِ الأدنى من الجَهدِ، بلاها تربيةً وتعليمً، جيلٌ من مجتمعِ تفتيحِ وتكبيرِ المُخمُخ، المخُ بلغةِ العامةِ.

أما عن الجودةِ الهزليةِ، هل عُرِفَت الوجوهٌ التي تتصدرُها بجودةٍ طوالَ حياتِها الوظيفيةِ؟! مشاهدٌ عبثيًةٌ لجودةٍ ترَوِجْ لواقعٍ بائسٍ يَرونه يستأهلُ اِعتمادًا ولا أروعَ. تعليمٌ مُبتَسرٌ منقوصٌ، اِستبياناتٌ جوفاءٌ لا تؤكدُ على تَفَهُمِ الإداراتِ لأدائها قبل أن تحترمَ أعضاءَ هيئةِ التدريسِ. أسئلةٌ من نوعية يا طلاب يا حلويين ما جزء المنهج الذي لم يُعجبْكم؟! وهل تبدأُ المحاضراتُ في ميعادِها بينما هم أصلًا لا يحضرونها؟! كيف يَخرجُون للحياةِ العمليةِ وهم فاقدون للاِنضباطِ ولاِحترامِ المؤسساتِ التي يتعاملون معها؟! وهل يُرتَجى ممن هكذا نهجُهم عمليةٌ تعليميةٌ فيها الخيرُ للدولةِ ككلِ؟ وهل هم جديرون بكراسي إداريةٍ أعلى؟ أليس حبُهم لأنفسِهم بغالبٍ؟ هل يمكنُ أن يَحترمَ أعضاءُ هيئةِ التدريسِِ من لا يُقدِرُهم؟ ثم هل تنجحُ مؤسساتٌ تعليميةٌ تنافِقُ الطلابَ؟! وهل عُرِضَت لوائحُ الساعاتِ المُعتمدةِ على مجالسِ الأقسامِ قبل فرضِها؟؟ وماذا عن تخفيض عدد سنوات الدراسة بكليات الهندسة “زي برة”؟؟

ترويجُ لأوهامٍ، بغبغةٌ وقراءةٌ معكوسةٌ لتصنيفاتٍ عالميةٍ للجامعاتِ. أليس مشهدًا مؤسفًا تسيطرُ عليه وجوهٌ وشللٌ ولجانٌ طالَ بها البقاءُ؟؟ ألم تَتَلون على كل فنكوش وتُرَوِجَ له باعتبارِه تقدمًا وتطورًا؟؟ أليس هدفُها الأوحدُ اِستمرارًا مستديمًا؟ أليس فيها من يتقدمون بجَرأةٍ لجوائزٍ باعتبارِهم مُطورين مُبدعين، وكُلُه بمكافأتِه؟

هل تقومُ دولةٌ بجيلٍ صاعدٍ على سلوكياتِ مواقعِ التواصلِ والفهلوة والتواكلِ والشكوى؟!

من الأخر، اِحتكارُ المفهومية يُخَرِبُ التعليمُ.

جَودة واِعتماد، أختان شقيقتان؟؟ وماذا عن مَنظَرة واِدعاء؟؟

الفَنكشةِ التعليميةِ .. وأخرتها؟!

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى