ثقافة

العولمة وضيق الأفق!!

د. صادق السامرائي
من نتائج العولمة الغير متوقعة، إنغلاق العقول، وضيق الأفق الذي أخذت البشرية تعاني منه، في بقاع المعمورة المبتلاة بها.

وكأن ضغط العولمة قد تسبب في تشظي الموجودات، وتحويلها إلى حالات متصارعة ومندفعة لإلغاء بعضها.

ويتجسد هذا السلوك في المجتمعات المتأخرة أكثر منه في المتقدمة.

ويبدو أن ضيق الأفق والتخندق، من الوسائل الدفاعية الجديدة التي إنبثقت بسبب العولمة، مما دفع إلى إنفصال مكونات المجتمع الإنساني إلى ألوان وصياغات وتفاعلات تتجاهل بعضها، وتنسى بأنها ذات كيان واحد ومسيرة متفاعلة على مرّ العصور.

وقد أنضج ضيق الأفق مرارا في مجتمعاتنا التي إندحرت وتراجعت وتمزقت، ومضت في مسيرات إنتحارية جماعية غير مسبوقة.

فما عرفت البشرية حالة من الضغط المعرفي والمعلوماتي والنفسي والعسكري والإقتصادي مثلما تعرفه اليوم، وهذا كبّد الكثيرين هزائم وخسائر فائقة وشديدة جدا.

وما يجري عندنا يؤكد ضيق الأفق، وإنحدار الحياة إلى مسارات مظلمة خانقة، لا تقترب من النور.

فالمجتمعات المنكوبة بالعولمة ومعطياتها الإقتصادية والثقافية والسياسية، لا تملك مهارات وقدرات الوعي والإستيعاب والمواكبة، والمرونة والمطاوعة والرؤية الوطنية الواضحة، التي تؤهلها لعمل من أجل المصلحة العامة.

ولهذا فأنها قد ناهضت مصالحها، ووضعت الحواجز والمصدّات أمام تطلعات أبنائها، وقفزت بجنون غريب إلى جحيمات الإنقراض الذاتي والموضوعي، بإرادتها وطاقتها التي توظفها لتحقيق كل ما هو سلبي وأليم.

د-صادق السامرائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى