رأي

الطاغية الصغير

 
ميثم مرتضى الكناني
ظاهرة الطاغية الصغير هي عنوان يميز مجتمعاتنا العربية تتركز او تتناثر ولكنها في الغالب الاعم ظاهرة عربية تتساوق وتتماشى مع اجواء الاختلال في منظومة الحقوق التي يعاني منها الانسان العربي
فمع احترامي للاستثناءات القليلة ولكني لاحظت هذه الظاهرة من خلال معايشاتي اليومية والتي اجزم ان الكثيرين سيؤيدوني حين تذكرهم هذه السطور او تستحث ذاكرتهم بموقف كان الظالم الصغير يمارس ظلمه ضد بني جلدته واقصد بهم صغار الموظفين والذين جسدهم بحذق ومهارة السيناريست الكبير وحيد حامد في رائعته التي ابدع فيها الفنان الكبير (فيلم ارهاب وكباب) حيث قدم نموذج التعسف والتغول واللا احترام التي يمارسها الموظفون البيروقراطيون ضد اصحاب الحاجة من المراجعين واقرب مثال يومي لهذه الشريحة هم (موظفو الاستعلامات )في الدوائرالحكومية او (من يعمل سكرتير طبيب )بالعيادات الخاصة في العراق حيث تجدهم يتميزون بخشونة الطبع والصلف والجفاء والجفاف بالتعامل وكأنهم خريجي نفس المدرسة ومتفقين على منهاج واحد وهو هدر كرامة المراجع والبعض منهم يتلذذ باذلال الناس ربما لغايات مادية تتمثل بالضغط للحصول على رشوة مادية والبعض الاخر يمكن يريد يصنع لنفسه منزلة واهمية من خلال استغلال حاجة الناس، ظاهرة الظلم الصغير منتشرة جدا في مجتمعاتنا ونحن نتعايش معها بسلبية الانكار او التبرير نهملها كمسبب اساسي للظلم الاكبر والذي نستغربه ونشكو منه وهو ظلم الحكام والقادة ونتجاهل حقيقة تاريخية هي ان الظلم حالة جمعية تراكمية وصدق ابن القيم بقوله (ومعظم النار من مستصغر الشرر)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى