أمن وإستراتيجية

الطائرات بدون طيار .. الارهاب و مكافحة الارهاب

مروان هائل عبدالمولى

برز دور الطائرات بدون طيار كإجراء مفضل لمكافحة الإرهاب من قبل حكومات عدة دول واولها الولايات المتحدة ، التي أضفت الطابع المؤسسي على استخدام ضربات الطائرات بدون طيار في المناطق التي تعتبر محفوفة بالمخاطر مثل أفغانستان والصومال وباكستان والعراق واليمن ، واليوم يواجه العالم تطوراً خطيراً في الاساليب و الأدوات المستخدمة في الحروب و الارهاب ، و الطائرات بدون طيار أحد أبرز هذه الأدوات الحديثة وذات أغراض مزدوجة مدنية وعسكرية و لعبت دوراً كبيراً في تغير مفاهيم القوة التقليدية، بسبب الاستخدام الواسع النطاق من قبل الجيوش النظامية والجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ويزيد نطاق التهديدات الناشئة عنها خاصة إذا تم توظيفها في الهجمات الإرهابية داخل المدن وعلى البنى التحتية لتصبح بذلك التهديد الاكبر على الأمن القومي للدول.
إن تحسين خصائص طيران الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الإرهابيون الدوليون لأغراضهم الإجرامية سيصبح خطر حقيقي على الأمن العالمي في المستقبل القريب وتحديًا حقيقيًا لأجهزة الاستخبارات والامن العالمية أن لم توازنها أسلحة أخرى تحدّ من خطورتها ، فالهجمات المكثفة بطائرات بدون طيار على المنشآت العسكرية والمدنية ، وكذلك استخدامها لنقل البضائع العسكرية عبر الحدود لصالح المسلحين أصبحت واسعة الانتشار ، كما ان تحسين خصائص طيران الطائرات المسيرة وقدرتها على توفير وسائل تدمير مختلفة ، حتى المواد الكيميائية والسامة والعمل كسرب مستقل سيصبح تحديًا حقيقيًا للجميع دون استثناء.
يركز العديد من الباحثين كثيرًا على الاحتمالات المستقبلية لاستخدام التقنيات الحديثة وخاصة الطائرات المسيرة في أنشطة المنظمات الإرهابية وقد استخدمت الجماعة الارهابية طائرات بدون طيار للمراقبة والاستهداف ، خاصة في العراق وسوريا واليمن ، حيث يستخدم الإرهابيون الطائرات المسيرة لضرب اهداف مدنية او عسكرية او للحصول على معلومات حول موقع الجيش أو نوع الأسلحة أو الحركة المحتملة للجنود و في هذا الصدد يتصرف الإرهابيون بشكل مشابه لعمل القوات الحكومية و امتلاكهم للتكنولوجيا المتقدمة يسمح لهم بالقتال على قدم المساواة مع القوات الحكومية ، وتتخذ أكبر المنظمات الإرهابية مقارها في الشرق الأوسط وأفريقيا وتحاول الاستيلاء على جزء من الأراضي في منطقتها ، ومعظم الجماعات الإرهابية هناك تنفذ هجمات من مسافات بعيدة باستخدام التكنولوجيا التي تسمح لهم بتتبع هدف ، وكذلك تنسق الإجراءات فيما بينها ، ويكون الهدف الرئيسي للإرهابيين هو مفاجأة القوات الحكومية باستخدام الطائرات المسيرة ، لألحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بها دون استخدام قواتهم الخاصة ، والعودة بالطائرات على إلى مخبأ الإرهابيين ، بالإضافة إلى ذلك ان استخدام الطائرات المسيرة يمكن للإرهابيين أيضًا إمكانية إخفاء هوياتهم ليبقى العامل البشري مختبئًا أثناء هجوم ينتهي بالنجاح أو الفشل.
بسبب السباق التكنولوجي والتنافس بين الدول القوية ، من المرجح أن تتلقى الجماعات الإرهابية طائرات بدون طيار تعمل بالذكاء الاصطناعي وسيؤدي نشر هذه التكنولوجيا إلى تسهيل الوصول إلى هذه الأسلحة الى الارهابيين بسبب نشاط الجريمة المنظمة العابرة للحدود ، و بشكل عام ستكون صعوبة الحصول على طائرات بدون طيار تعمل بالذكاء الاصطناعي أقل مما قد يعتقده المرء وسينخفض سعر الشراء في المستقبل إلى “مستوى مقبول” لعدد قليل على الأقل من المنظمات الإرهابية التي لديها بالفعل موارد مالية كبيرة لدعم عملياتها.
تختار بعض المنظمات الإرهابية ممارسة نفوذها وارهابها وإظهار نجاحها الجديد بصوت عالٍ والطائرات المسيرة صوت قوي ومتطور ، يمكن القيام بذلك من أجل التصريح للمجتمع الدولي أن لديها مثل هذه الأسلحة وأنهم قادرة على التنافس مع جيوش الدولة ، علاوة على ذلك يمكنهم استخدام هجماتهم الأولى كوسيلة لنشر الذعر ، وتهديد الأعداء بمزيد من الغارات نظرًا لميل المنظمات الإرهابية إلى إظهار وجودها وقوتها ، كما يمكنها عرض طائراتها المسيرة من باب استعرض القوة والدعاية أو نشر معلومات حول استخدامها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ستحاول المنظمات الإرهابية بالتأكيد وضع أيديها على هذه الأنواع من الأسلحة الحديثة وبكثافة وستحاول دائما التصرف على نفس المستوى مع أجهزة الدولة ، حتى يظلون يشيرون إلى وجودهم الإجرامي ، ولذلك حتى البلدان المجهزة تجهيزًا كاملاً والتي تتمتع بقدرات أمنية قوية يمكن أن تصبح من ضحايا للهجمات الإرهابية ، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح ودمار في البنية التحتية الحيوية حيث يمكن أن تتعرض للهجوم من اسلحة معمولة بطريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد ، إذ من المعروف ان الطباعة ثلاثية الأبعاد عملية يمكن من خلالها إنشاء كائنات صلبة ثلاثية الأبعاد بأي شكل وهندسة ومن ملف رقمي ، و هناك العديد من البرامج التي تسمح بإنشاء تصميم باستخدام برامج الطباعة ثلاثية الأبعاد و يمكن نسخ الاشياء بناءً على نموذج موجود ، ويؤدي هذا التطور الحالي لهذه التكنولوجيا ، بالإضافة لإمكانيات استخدام الذكاء الاصطناعي ، إلى تعميم العديد من الأنظمة عالية التقنية التي يمكن أن تكون خطيرة في أيدي الإرهابيين ، لذلك فإن حقيقة أن الإرهابيين يمكنهم طباعة الأسلحة لأنفسهم في أي مكان في العالم يشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا .
تجدر الإشارة إلى أن الطائرات بدون طيار يمكنها حمل أسلحة تقليدية وأسلحة دمار شامل ،الخطر القائم في العصر الحديث يتمثل في التهديد بهجمات إرهابية من المنظمات الارهابية الدولية عبر رش مواد سامة من الجو بواسطة الطائرات المسيرة ، وفي الآونة الأخيرة تسارع انتشار الطائرات بدون طيار في العديد من ساحات القتال باستخدامات مختلفة ، كما تجري اختبارات جديدة من شأنها زيادة القدرة القتالية للطائرات بدون طيار في العديد من المواقف ، مثل تدمير أو تضليل أنظمة الدفاع الجوي الامر الذي سيتطلب الحاجة إلى تحسين فعالية الدفاع الجوي ، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصراعات المستمرة التي تُستخدم فيها التقنيات الجوية الجديدة.
أن طائرات درون باتت تشكل قلقاً متزايداً لدى الأجهزة الأمنية في مختلف الدول العالم خاصة بعد تزايد استخدامها في تنفيذ عمليات هجومية أو تجسسيه ، وفي الوقت الحاضر تقوم العديد من البلدان حول العالم بتطوير طرق مكافحة الطائرات الصغيرة بدون طيار الموجهة من قبل الارهاب ، و قد ينمو خطر الهجمات الإرهابية بمساعدة الطائرات بدون طيار قريبًا ليس فقط في سوريا واليمن والعراق وليبيا ، ولكن أيضًا أراضي دول أخرى مثل امريكا و الاتحاد الأوروبي ودول اسيا وافريقيا معرضة لخطر هجمات الطائرات المسيرة ، إذ سوف تحاول التنظيمات الارهابية شن هجمات إرهابية باستخدام طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات لضرب اهداف يختاره الارهابيون من اهداف مدنية حضرية او على البنى التحتية المحتملة مثل مرافق تخزين الوقود أو خطوط أنابيب الغاز او المياه ، ومحطات توزيع الطاقة ، ومواقع الإمداد بالغذاء ، لان خصائص تحليق الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الإرهابيون آخذه في التحسن وهذا الاحتمال للأسف موجود وكبير للغاية ، وقد يصبح همن التحديات الكبرى للاستخبارات في المستقبل .
الطائرات بدون طيار لديها القدرة على توفير المواجهة ، والتي يمكن أن تمكن الإرهابيين من شن هجمات متعددة في وقت واحد تقريبًا ، مما يؤدي إلى تضخيم تأثيرها الإجمالي بشكل سريع، فالغالب يهدف الهجوم الإرهابي إلى خلق جو من الخوف للتأثير على الجمهور المستهدف كالسكان المدنيين أو الحكومة من اجل هدف التغيير السياسي أو فرضه ، ففي عام 2013 أدى هجوم مستهدف على منشأة لتوزيع الطاقة في ولاية كاليفورنيا تقريبًا إلى إرسال جزء كبير من الولاية إلى الظلام ، وقد تسبب الهجوم في خسائر بقيمة 15 مليون دولار أمريكي وقد استغرق الأمر أسابيع لإصلاح المنشأة المتضررة وإعادة العمليات إلى وضعها الطبيعي ، ولو هاجم الجاني أكثر من منشأة لكانت الاضطرابات والأضرار واسعة النطاق وكارثية .
ميزة الطائرات بلا طيار بأنها تقلل الاعتماد على الجنود في عمليات الاقتحام والهجوم المضاد وبالتالي تقليل الخسائر البشرية وتحقيق عدة أهداف استراتيجية في زمن قياسي، لكن إن استطاع الإرهابيون أصحاب الأيديولوجيات المعقدة تطوير هذا السلاح المتقدم وإدخال تحديثات عليه باستمرار، فإن الخريطة الجغرافية للحرب ضد الإرهاب ستتغير ملامحها، وسيصبح العالم بأسره في مأزق أمني حقيقي ، بالإضافة إلى التهديد الحركي الذي تفرضه المسيّرات من هجمات سيبرانية محتملة تستخدم أنظمة الطائرات بدون طيار.
أسقط الجيش الكردي في 2016 آلة طيران صغيرة الحجم ثم انفجرت فيما بعد ، مما أسفر عن مقتل جنديين ، كانت المادة المتفجرة بالداخل متخفية لتبدو وكأنها بطارية ، وقال مسؤول عسكري حينها لصحيفة نيويورك تايمز “كانت كمية صغيرة جدا من المتفجرات لكنها كافية لقتل الاثنين” .
لقد أدركت الجهات الفاعلة الحكومية والغير الحكومية في العالم خطورة الطائر المسيرة أن وقعت في ايدي الارهابيين ، فقد استخدمها المتمردون والعصابات الكولومبية ضد الحكومة ، واليوم يستخدمها الحوثيون في داخل وخارج اليمن ضد الاهداف والاعيان المدنية والبنى التحتية ، وتتعرض الموانئ والاسواق والاحتفالات المدنية و العسكرية في داخل اليمن لقصف الطائرات المسيرة الحوثية و سقط الكثير من الضحايا بسببها ، كما ان المملكة العربية السعودية تتعرض الى قصف شبه يومي بالطائرات المسيرة وقد أعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن قصف منشأة ( ارامكو ) النفطية السعودية باستخدام طائرات بدون طيار ، كما ان في عام 2018 استخدم المتمردون السوريون طائرات مسيرة محلية الصنع لمهاجمة القواعد العسكرية الروسية في سوريا و كيف غيرت الطائرات بدون طيار الصراع بين أذربيجان وأرمينيا في كاراباخ ، وقصف مطار اربيل الدولي في كوردستان العراق بطائرات مسيرة ونجاة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأعجوبة بعد أن انفجرت طائرة بدون طيار كانت تحلق باتجاهه على مسافة قصيرة ، واخيرا محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بقصف منزلة بطائرة مسيرة مفخخة .
في السنوات الثمانية الماضية تورطت الطائرات بدون طيار في ما لا يقل عن 10 حوادث كان لها أو كان من الممكن أن تكون لها عواقب وخيمة ، و من تحليل هذه الحوادث يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات:
أ) تنوعت الأهداف التي تم اتخاذ الإجراءات بشأنها من كبار المسؤولين السياسيين أو العسكريين والأحداث الرياضية الكبيرة والشعبية
ب) كان المشغلون للطائرات المسيرة إما أعضاء في منظمات إرهابية أو أشخاص مجهولين.
ج) أن بعض الوقائع قد ارتكبت عمداً وجزء آخر بدون قصد إحداث ضرر بشري أو مادي.
د) بينما كانت بعض قطع الأجهزة المستخدمة ذات منشأ تجاري كان البعض الآخر أجهزة تجارية “محسّنة” والبعض الآخر عبارة عن أجهزة مصنعة من قبل أطراف ثالثة.
في ضوء أزمة الطائرات المسيرة، أصبح لزاماً مراقبة كل ما هو جديد في عالم تطوير “الدرونز” وتكثيف العمليات الاستخباراتية لقطع دابر الإرهابيين والميليشيات من الحصول على أي تطور تكنولوجي خاص بها ، فمنذ عقدين وأكثر والتنظيمات الإرهابية الشيعية والسنية تحاول العثور على أسلحة فارقة تحسم المعارك، وتستفيد من ثورة التكنولوجيا لغرض الإثخان في الأرض، والوصول إلى الأهداف الصعبة. لم تتطور «القاعدة» تكنولوجياً، لكن سبقها لذلك «حزب الله» في لبنان، ونسخه في عدد من المناطق ومنها العراق. صحيح أن «داعش» و«طالبان» استخدما تقنيات متطورة، منها الطائرات المسيّرة، ولكن الأمر لدى «حزب الله» ونسخه في العالم الإسلامي تبدو مختلفة .
قالت “نيوزويك”، إن عصر الحرب التكتيكية بالطائرات المسيّرة بدأ بالفعل، فبعد فترة وجيزة من هجمات 11 سبتمبر، كانت الولايات المتحدة أول دولة في العالم تسلح نفسها بالطائرات بدون طيار، وبعدما زودتها بالصواريخ الدقيقة، صارت مكوناً أساسياً في “الحرب على الإرهاب” ، وفي السنوات التي تلت ذلك، تطورت المسيّرات من تكنولوجيا عسكرية متطورة ومعقدة، إلى نشاط تجاري يمارَس في كافة أنحاء العالم، ويتم بيعه إلى العديد من الشركات في السوق المدنية .
اليوم العالم يضخ على هذه الصناعة وتطوير المسيّرات أكثر من مائة مليار دولار، وهي وسيلة فعالة للدول لأغراض ضرب الإرهابيين في أفريقيا واليمن وباكستان وأفغانستان والعراق وسوريا ، وبرغم نشوب نقاش أخلاقي حول المسيّرات ، غير أن الآية اليوم انقلبت فباتت الحكومات تدرس موضوع الطائرات المسيّرة وهي بيد الإرهابيين ، التي لم تتفوق في استخدامها في الغالب سوى الجماعات الموالية لإيران، ولنتذكر أن «الحرس الثوري» أعلن عن تطويره للصناعات في هذا المجال منذ عام 2017، وتباهى بامتلاك أذرعه لهذا السلاح، ونضرب مثلاً بـ«حزب الله» بنسخه العديدة وبالحوثيين.
إن الطائرة بدون طيار هي أداة عسكرية فعالة بشكل خاص لاستراتيجية مكافحة الإرهاب ولديها قدرات فريدة على جمع المعلومات و الاستطلاع وتحديد مواقع الارهابيين ولكن في الآونة الاخيرة حولتها التنظيمات الارهابية الى اداة فعالة للإرهاب ، لذلك فأنه من المهم توحيد وتركيز الجهود المشتركة على الكشف عن خطط قادة المنظمات الإرهابية الدولية وتحديد المسارات الرئيسية لنقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب وأماكن تمركزهم ومعرفة نوعية الاسلحة المتطورة التي يمتلكونها ، وكذلك الحصول على بيانات الهوية الخاصة بكل مشتبه في الارهاب ، بما في ذلك ملفه الشخصي على الإنترنت ، والانتباه كذلك الى شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود في امريكا و اوروبا التي تمارس تجارة بيع كل شيء بما فيها السلاح للقتلة وسفاحي العصابات والارهابيين وهمها الاول والاخير جني المال ، دون حساب بأن تلك الاسلحة التي تبيعها ربما تعود الى مصادرها الاصلي وتستخدم ليس في دول بعيدة ، وانما ضد المدنيين في اوطان تلك العصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود .
لا يمكننا أن نتجاهل المساهمة الكبيرة لمجلس أوروبا في تطوير التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة عبر الوطنية والإرهاب الدولي ، لذلك منذ النصف الثاني من الخمسينيات من القرن العشرين وفي إطار هذه المنظمة الدولية تم تنفيذ أكثر من 40 معاهدة دولية متعددة الأطراف (اتفاقيات وبروتوكولات واتفاقيات) وأكثر من 100 قانون غير ملزم (قرارات وتوصيات). تم تبنيها لإيجاد أساس قانوني موحد للتعاون في المسائل الجنائية والعدالة ، تنظم هذه الأفعال آليات التعاون القانوني الدولي العامة مثل المساعدة القانونية المتبادلة ونقل الأشخاص المدانين وتسليم المجرمين ، كما أنها موجهة ضد أشكال محددة من الجرائم ذات الأهمية العالمية الخاصة ، مثل الجرائم الإلكترونية والفساد والإرهاب والاتجار بالبشر ، إلخ.
نستنتج في الوقت الحاضر أن التنظيم القانوني للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب الدولي قد تم تنفيذه بشكل عملي في إطار أنشطة المنظمات الدولية العالمية والإقليمية وبفضل أنشطة الأمم المتحدة ومجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي تم تطوير واعتماد قوانين دولية تنظم التعاون القانوني الدولي العام بشأن هذه القضايا والوثائق الدولية المتخصصة التي تهدف إلى مكافحة أنواع معينة من الجرائم ، ومع ذلك بالنسبة للعديد من الدول ، فيما يتعلق بالاتفاقيات و بعض الإجراءات الدولية الهامة بشأن مكافحة الإرهاب الدولي ، لاتزال تواجه مشكلة في تصديقها وتنفيذها للمعايير الدولية الملحة ، ولذلك يتعين على هذه الدول تكثيف العمل بشأن الأداء الفعال لآليات التعاون الدولي القائمة داخل أنظمتها القانونية في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود .
في الاخير من الواضح بأنه بأن الارهاب بصوره المختلفة في دول الشرق الاوسط وافريقيا سيحتفظ بصورته البشعة وسيضيف الى قائمته سلاح الطائرات المسيرة كأولوية ، بينما سيخفف بشكل كبير من استخدام السيارات المفخخة والانتحاريين (الذئاب المنفردة ) في دول اوروبا وامريكا كون اجهزة الامن والاستخبارات فيها يقظة وفعالة ، بالمقابل سينشط الارهاب هناك باستخدام الطائرات المسيرة كونها رخيصة التكلفة و لا تحتاج لا فراد مرافقين او انتحاريين ولا سيارات نقل و ستصبح السلاح المفضل للمليشيات المسلحة والارهابيين في الفترة القادمة ، ومثلما تمت محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي ورئيس الوزراء العراقي سيصبح المحافظ و المسئول ورئيس الوزراء والرؤساء ومنازلهم اهداف اساسية سهلة للإرهابيين في حالة نجاحهم في الحصول على الطائرات المسيرة من مصادر مختلفة ، ناهيك عن خطورة استخدامها الاكبر ضد التجمعات السكانية ( مظاهرات و احتجاجات سلمية ، مناسبات واعياد وطنية ودينية ) و في امكانية تحميلها أسلحة تقليدية وأسلحة دمار شامل او في رش المواد السامة او قصف البنى التحتية ، لذلك اقترح انشاء ” مرصد دولي” للمعلومات ومتابعة الاتجار الغير مشروع بالطائرات المسيرة قبل ان تنتشر وتصبح في مخازن المليشيات المسلحة و الارهابيين بضاعة اساسية وسهلة يستخدمونها و يتاجرون بها بالجملة و التجزئة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى