إقتصادفي الواجهةمال و أعمال

الصين تقترب من قيادة العالم

خالد رافع الفضلي

يجب لأي بلد تخطي مرحلة الاستثمار في التنمية من ثم التحول الفوري إلى الابتكار ومع ذلك، تمكنت الصين من تنفيذ الاستثمار وتطوير الابتكار بالتوازي بخطة فردية. نلاحظ أن معدل تطور العلوم وإدخال التقنيات التكنولوجيا في الصين على أنه غير مسبوق في التاريخ؛ لمدة 35 عامًا حققت الصين قفزة مذهلة في مجال البحث والتطوير والابتكار، وتم تطوير تلك المجالات بحيث يمكنها من إنشاء منتجات حديثة قادرة على غزو الأسواق والوصل لمرحلة الثقة والرضا والقبول للمستهللكين.
بالعودة إلى الوراء قليلا، يعتقد العديد من الباحثين أنه حتى قبل أكثر من ألف عام من ظهور عصر جديد، كان الاقتصاد الصيني من أكثر الاقتصادات تطوراً في العالم. هذا يعني أن الصين كانت رائدة اقتصاديًا وتكنولوجيًا منذ ما يقرب من ألفي عام. ظل الاقتصاد الصيني أكبر اقتصاد في العالم حتى منتصف القرن التاسع عشر. لتحقق الصين أكثر النتائج إثارة للإعجاب في فترة القرنين السادس عشر والثامن عشر.
في جانب مقارن فيما يتعلق بأوروبا، في الفترة من حوالي القرن الحادي عشر إلى القرن الثامن عشر. كانت الصين اقتصادًا صناعيًا ثريًا؛ وكان الغرب اقتصادًا متخلفًا زراعيًا. كان الاقتصاد الصيني من أكثر الاقتصادات تطوراً في العالم، وكان حجمه النسبي من 25 إلى 30٪ من الاقتصاد العالمي.
حدثت ذروة الارتفاع المسجل في منتصف القرن السابع عشر. من حيث حجم الاقتصاد، احتلت الصين المرتبة الأولى في العالم واحتلت الصدارة لما يقرب من قرنين من الزمان. حتى وقت مبكر من عام 1820، كان الاقتصاد الصيني يمثل ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
بحلول بداية القرن الحادي والعشرين وضعت الصين مجموعة من التدابير لتهيئة الظروف للانتقال إلى مرحلة جديدة من التنمية – الانتقال القائم على اقتصاد المعرفة -، والذي يُفهم على أنه اقتصاد يولد الابتكارات باستمرار؛ أي تقدم دون انقطاع لتحويل المعرفة الجديدة إلى تقنيات وسلع وخدمات جديدة يفتقر إليه السوق العالمي.
ستة عوامل ساهمت في جعل الصين اليوم هي المنتج الرئيسي للعلم والتكنولوجيا في العالم: عدد سكان كبير ونمو سريع؛ تنامي جودة رأس المال البشري بفضل إصلاح نظام التعليم؛ كفاءة سوق العمالة وخاصة المتخصصين المؤهلين تأهيلا عاليا؛ نظام تمويل البحث والتطوير الفعال؛ نظام حوافز مبني بشكل عقلاني؛ نظام مبني بشكل فعال لنقل المعرفة في مجال التكنولوجيا (الثالوث المقدس: الجامعات، الدولة، الأعمال).
من وجهة نظر بكين، ستكون تقنيات الذكاء الاصطناعي في العقد المقبل هي المحرك الرئيسي لتنمية الاقتصاد الوطني وستخلق مزايا فريدة للصين في غزو أسواق جديدة في تقسيم العمل العالمي. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي مهمة سياسية محلية مهمة. إنها تشكل أساس النظام السلوكي للمواطنين (نظام الثقة الاجتماعية) الذي تم إنشاؤه في الصين، والذي تم تصميمه لضمان الاستقرار الاجتماعي والسياسي. أخيرًا، تراهن الصين على الذكاء الاصطناعي كأساس لتطوير مزايا فريدة في مجال التكنولوجيا العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى