أخبار العالمفي الواجهة

الصراعات.. هل هي فعلا عصية على الحل، أم هناك من يجعلها عصية ؟

مزهر جبر الساعدي

(الصراعات في العالم: هل هي فعلا عصية على الحل، أم هناك من يجعلها عصية على الحل)
السؤال الذي يطرحه منطق الاحداث والصراع؛ لماذا هذا الصراع؟ ولماذا لا يجري وضع الحلول لها؟ وهي حلول في متناول اليد، ان كان الهدف هو الأمن والسلام والاستقرار. الاجابة على هذين السؤالين؛ هو ان هناك اهداف استراتيجية هي اكبر بكثير جدا من الصراع على الحدود او على اي شكل كان، الحرب في اوكرانيا مثلا، بل انهما منصات لأهداف لا تمت بصلة لهما، وهي اهداف السيطرة والهيمنة على مقدرات الشعوب والدول في الكوكب. وهي في الاول والاخير؛ من اجل نهب خيرات الشعوب وفتح اسواقها سواء في الاقتصاد والتجارة او اسواق السلاح؛ انه صراع يحاول كل طرف من هذه الاطراف الدولية الكبرى، طرد الاخر من الساحة؛ لتكون خالصة له. مادة ووقود هذا الصراع هي البشرية في الكرة الارضية، بالضد من مصلحة البشرية، سواء شعوب هذه القوى العظمى او شعوب دول العالم الثالث، مع ان هناك فرق كبير جدا، بين ضحايا البشرية من شعوب العالم الثالث، التي هي اكبر بكثير جدا، عنها في شعوب القوى العظمى. في هذا السياق التحليلي، الذي ازعم صحته، على الأقل من وجهة نظري هذه المتواضعة؛ ان البشرية على ظهر كوكبنا الذي ابتلي بالحروب، سواء ما كان منها مباشرة، او ما كان منها بالوكلاء، وما اكثرهم على مدار سنوات القرن لعشرين، والى الآن؛ هي حروب للنهب والاستغلال وفتح الاسواق، ومنها اسواق السلاح. أن وقودها وادامة نيران اشتعالها؛ هم البشر في هذا الكوكب، وبالذات الناس في دول العالم الثالث. ان هذه الحروب والاضطرابات وتخليق المشاكل التي تبدوا وكأن لا حل لها، يلوح في الافق، بينما الحقيقة ان حلها في متناول اليد، ان كانت النية والغاية والهدف؛ هو وضع الحلول لها، وليس استثمار ديمومتها لغايات استعمارية، صارت واضحة لكل متابع حيادي ومنصف. في هذا الصدد ما ينطبق على الاوضاع في الركن الثاني من الكرة الارضية، ينطبق على حال الاوضاع في المنطقة العربية، والقضية الفلسطينية، وهي الاهم، بل هي في جانب كبير منها؛ اس هذه الحروب والاضطرابات. ان همً القوى العظمى والكبرى، والأخيرة في حدود اقل؛ هو جعل العالم اسواق مفتوحة لها، ولشركاتها حتى تستمر في التطور والنمو، وان لا يكون هناك، في مخازنها فائض من الانتاج، وان لا يكون في معاملها سواء في الحقل المدني او العسكري؛ اختناقات تقلص وتحد من سلاسل الانتاج، وبالتالي وبالنتيجة؛ تحجيم تطورها. ان حكومات القوى العظمى؛ ماهي الا شركات عملاقة، عابرة للجنسيات والحدود، أو تسير على ذات الدرب والسياق للشركات العملاقة؛ اهدافها هو الحصول على اكبر مساحة من الاسواق، وجني الارباح من تسويق منتجاتها المدنية والعسكرية، على حساب خراب الاوطان، ودم الشعوب. لذا، نلاحظ، حسب خبراء هذا الشأن؛ ان الثروة في العالم، يمتلكها اقل من 5% من سكان المعمورة، بما فيها شعوب هذه القوى الدولية، التي تتحكم بمصائر الكرة الارضية، والبشرية على سطحها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى