ثقافة

الشاعر القتيل!!

د. صادق السامرائي

طرفة (عمرو) بن العبد بن سفيان البكري (الشاعر القتيل)، وُلد في البحرين وقُتل فيها (543 – 569) ميلادية وعمره (26) سنة، وشعره يتميز بقوة السبك والجرأة في الهجاء والحكمة، ووصف حياة الناس.

وهو من بني قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل، وقبيلته تلد الشعراء، فجده وأبوه وعماه المرقشان وخاله المتلمس كلهم شعراء.

وطرفة شجرة، نبغ في الشعر صغيرا ويبدو أنه ورثه وأمعن في الهجاء، ولديه فلسفة عميقة عن الموت والحياة.

وكان موزعا بين الخمر والمرأة والفروسية، وقد قست عليه قبيلته حتى رأى بأنه قد أفرد إفراد البعير المُعبد.

ويتميز بالهجاء المهذب، لكنه سليط اللسان أحيانا، وقد شكت له أخته من إبن عمه وزوجها فهجاه، وقضى عليه لسانه.

ومن أقواله وهو صغير: “إستنوق البعير”، “ما أشبه اليوم بالبارحة”، “لا خير في خيرٍ ترى الشر دونه”، “وقد يبعث الأمر الصغير أعظمه”.

ومع خاله المتلمس لهما علاقة بملك الحيرة “عمرو بن هند”، لكنه هجاه فتحامل عليه وعلى خاله، وأوهمهما بإيصال رسائل إلى عامله على البحرين “المكعبر”، وفيها أوامر بقتلهما.

وقد نجا خاله بعد فتح الرسالة وقراءة ما فيها، ونصحه بفتح رسالته فتجاهله.

ويُقال أن “المكعبر” أغراه بالهروب فأبى، لأنه رفض قتله، والبعض يذكر أن عنترة بن شداد قتله، وآخرون يذكرون أن رجلا من الحيرة جاء لقتله، وإختار طرفة الموت فصدا.

ويُذكر أنهم أشربوه الخمر وفصدوه، ويقال قطّعت أطرافه ودفن حيا، حسب أوامر الملك.

ومعلقته أطول المعلقات ومنها:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

*

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني

عنيت فلم أكسل ولم أتبلدِ

*

ولستُ بحلال التلاع مخافة

ولكن متى يسترفد القوم أرفدِ

*

ألا أيها اللائمي أحضر الوغى

وأن إشهد اللذات هل أنت مخلدي

*

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند

*

ستبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلا

ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ


د-صادق السامرائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى