رياضة

السيء و الأسوء من الرياضة إلى السياسة

 
سالم روضان الموسوي
كثيرا ما يعيب أهل المعرفة بالرياضة على فرقنا الرياضية بانها ليست بالمستوى المطلوب الذي نتمنى ان تكون فيه، فيقوم من كان مشرفاً على تلك الفرق بعرض الإنجازات الرياضية ويزعم بانه حققاً فوزاً على الفريق الفلاني وغيره، لكن في حقيقة الأمر ان هذا الفوز ليس لان فرقنا قوية وبمستوى الطموح والدعم المالي الكبير الذي يقدم لها في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، وإنما لان الفرق التي كانت تخسر معنا هي بمستوى اضعف من فرقنا، والفوز لا يؤشر المستوى الحقيقي، لأننا فريق سيء ونقابل فرق أسوء منا، وهذا الحال ينصرف إلى كل مفاصل الدولة حيث يتبجح البعض بانه انجز وقدم، ويستعرض بطولات ورقية وهمية، وعلى وجه الخصوص في موسم الانتخابات، ويقوم الطرف الآخر المنافس له في الأداء السيء، ويزعم بانهم عندما تولوا إدارة البلاد كان الحال افضل، والحقيقة ان هؤلاء مثل فرقنا يتنافسون على الأداء الأسوء، وسوء الحال الآن هو أسوء مما كان عليه الحال سابقاً، ولا يمكن ان نجعل السيء هو مكسب ومنجز لان من أتى من بعده كان الأسوء، فكلاهما سيء ومسارهم يتجه نحو الانحدار، ولا يمكن ان نقارن بينهم سواء كانوا في السابق أو حالياً، لان المقارنة تكون بين جيد وسيء، لا بين سيء وأسوء، وفي ظل الانتخابات التي يزعم البعض إنها مبكرة وهي في الحقيقة متأخرة جداً عن مطالب الجماهير المنتفضة منذ اكثر من ثلاث سنوات، فان التنافس بين المرشحين لن يعطينا الأفضل، وإنما سيستبدل السيء بالأسوء طالما يسيرون على ذات المنهج الذي كان سبباً في تدهور الأحوال، لذلك نحن بحاجة إلى وقفة شعبية جادة في الانتخابات القادمة لدعم المرشح المستقل الذي لا ينضوي تحت نهج حزبي جربه الشعب في أداءه السيء حتى لا يأتي من هو الأسوء، والساحة العراقية فيها الكثير الغالب من الأشراف والنبلاء الذين يؤمنون بالوطن ويترفعون عن السحت والمغانم الشخصية، لكن هم بحاجة إلى دعم شعبي وجماهيري يمكنهم من الوصول إلى قبة البرلمان الذي هو اصل الداء وفيه الدواء، فاذا وصل الى البرلمان النائب الجيد والنزيه والمحب لوطنه وشعبه فان الإصلاح سيرى النور من خلال التشريعات وسيخضع كل فاسد إلى المحاسبة الجادة عبر دوره الرقابي أو من خلال التشريعات التي تضمن آليات إصلاح حقيقية تغير من نمط الإدارة السيئة القائمة والجاثمة على البلاد وفي كل السلطات دون استثناء ، لان الفساد زرع أعوانه في اهم مفاصل هذه السلطات حتى اصبحوا يتوارثون المناصب وكأنها ملك لأحزابهم أو كتلهم أو جهاتهم الفاسدة ولاحظنا ان الوزارات أصبحت إقطاعيات لهذه الجهة أو تلك بل ان بعض مفاصل الدولة المهمة أصبحت ملكاً صرفاً لشخص ما لا يمكن لاحد غيره ان ينافس عليها لا بل يعتبر من يفكر فيها هو ساعٍ في تغيير نظام الحكم وينعت بشتى صنوف النعوت، ويؤطر هذا الإقطاع الوظيفي بأطر قانونية عبر تشريعات ترسخ الفساد بدلاً من معالجته، لذلك فان الحال السياسي مثل الحال الرياضي لا ينصلح إلا اذا تم تغيير الفريق بفريق آخر، والانتخابات القادمة فرصة كبيرة في سبيل التغيير ولا يمكن لأي جهة ان تزور الانتخابات اذا كان الناخب واعياً ومسانداً للمرشح المستقل المعروف لأهل منطقته بعد ان اصبح التصويت للمرشح وليس للقائمة وعلى مناطق متعددة ومحصورة بأهلها الذين يعلمون سيرة وسلوك المرشح فيها، فهل يهب الشعب ليقدم لنا جيلاً من النواب ينهض بالبلاد من واقع السوء ويبيد الفساد؟ إنا وإياكم لمنتظرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى