رأي

الجامعة الجزائرية بين الدور والوظيفة

 
حسيم مراد
المتأمل عن عمق في ظروف العمل المتاحة للجامعة للمساهمة في التنمية بمفهومها الشامل المادي العملي والرمزي يدرك أن المؤسسة الجامعية كمؤسسة علمية تمارس التكوين في إطار سياسة الدولة التي ترعى التعليم والتكوين في مجالاته المتعددة ومستوياته المختلفة وهذا النشاط العلمي والوظيفي الذي تمارسه الجامعة يحتاج لمساهمات قطاعات أخرى مكملة لدور المؤسسة الجامعية منها قطاعات كالإعلام والتربية والتكوين وهي قطاعات يتواجد فيها قطاع واسع من الشباب الذي تكونه الجامعة .
نظرة الشراكة المؤسساتية أن صح القول التي ننشد تجسيدها بين الجامعة ومؤسسات المجتمع المختلفة بقدر ما تحتاج لقرارات وبرامج واليات تتطلب أيضا من وجهة نظرنا نشر ثقافة العمل المشترك بين مؤسسات الدولة المكلفة بإنتاج القيم ونشر التربية والتعليم القاعدي والعالي .
ولا يمكن ان نجعل الجامعة وحدها فقط مسؤولة عن التكوين العالي ونتناسى أن العديد من القطاعات مسؤولة في الحقيقة عن تصدير مشروع المثقف والموظف وإطار الدولة بما فيها وسائل الإعلام التي يجب أن تساهم في نشر القيم التي يمكن إنتاجها في المؤسسة الجامعية كمؤسسة مصدرة للمعرفة والبحث العلمي .
أشير الى الإعلام لاننى أرى أن الكثير من القضايا التي تثار حول الجامعة لا تخرج عن نطاق رصد لغة مطلبية للطلبة وهم فاعلون في المؤسسة الجامعية او قد تتوقف عند نقل الحدث الجامعي والعلمي أو رصد الانشغالات المطروحة اجتماعيا ومهنيا .
وقد يكون هذا التكثيف في المعالجة الإعلامية لمواضيع على سبيل التي ذكرنا مملا رغم أهمية المواضيع من الوجهة الموضوعية ودواعي التطرق لها إعلاميا غير انه لا نعالج لحد ألان السياق العام الذي تنشط فيه المؤسسة الجامعية وهو سياق يعج بالكثير من الظواهر والأحداث ويتسم بوجود واقع ثابت لا يتغير يجعل الجامعة لحد ألان تكتفي بوظيفة التكوين فقط.
وقد أضحى من الضروري أن نتأمل في الظروف المحيطة بالجامعة بما فيها تعاطي المجتمع مع أدائها ودورها المتعدد الجوانب للانطلاق في بناء حكم موضوعي على المؤسسة الجامعية ينطلق من فكرة أساسية ومعطى هام وهو أن نجاح وفعالية أي مؤسسة تنتج قيمة وتصدر خدمة للمجتمع مرهون بما تقدمه باقي مؤسسات الدولة والمجتمع للمؤسسة الجامعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى