رأيمجتمع

التناغم الداخلي سر السعادة

التناغم الداخلي سر السعادة

ليس شرطا أن حياتنا بنكهة حياة الآخرين ، و ليس شرطا أن تتوافق الطبوع و
السمات الخاصة ، فالآخرون يختلفون عنا في الأذواق و الأحلام و في المواهب
و الاهتمامات ، لهذا يصعب أن يتناغم الواحد منا مع الأخرين في كل الأشياء

فليس شرطا أن تكون نسخة للآخرين / و طلب ذلك من المشقة و التكلف
.ببساطة ففي داخلنا أشياء كثيرة ليست على نسق الآخرين

لكن يكفي المرء سعادة أن يكون متناغما مع ذاته

يكفي يكون متميزا بجمالاته الخاصة و سجاياه .

فلا يمكن أن تكون حياة الانسان حكرا للآخرين، محبوسة عند أطماعهم، فتبخس
قيمة الإنسان لما يكون غرضا و شيئا من ممتلكات الغير

فيستعمل ثم يرمى في نهاية السجال

كأي غرض انتهت صلاحيته و تلك مصيبة عظمى

تمثل حقيقة أحط مستوى الاستغلال و الاحتواء الغير مقبول

فالأصل أن يكون الانسان متجاوبا مع فطرته و مبادئه ، فيكون كما أراده الله

ينطلق في رحاب ملكه سائحا

يعي أدواره و غايات وجوده في الحياة

فيتناغم مع سنن الله و أحكامه

فيحيا دون ضغوطات تنتزع خصوصيته

أو تنتزع استقلاليته في اختياراته

فالآخرون للأسف ؛ لا يحترمون هوامش خصوصية غيرهم

لا يحترمون فروقهم الفردية

يتناس البعض أن تلك الهوامش الفارقة هي محطات إبداع

هي سمات تميز، تميز الناجحين عن غيرهم من الفاشلين، و في بحر ذاك التميز
تستعر المواهب و تنفجر .

بدون ذلك التمايز يكون الانسان المكرم مجرد نسخ متشابهة، بلا روح و لا طعم .

في حين أن حياة تزهو و تثمر بالتميز عطاءات المتميزين،الذين يصنعون
النجاحات ، لهم في كل سجال قصة نجاح مبهرة ، فالمتميزون بشفرتهم
الخاصة يتميزون .

الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى