أخبار هبنقةتعاليقرأي

التقزم المُذل وعقدة الدونية

كاظم فنجان الحمامي

المؤسف له ان بعض المواطنين، (وبعض السياسين أيضاً)، يجدون صعوبة في التحرر من عقدة الدونية، ولا يمتلكون الجرأة على انتقاد السلطة الحاكمة وتشخيص عيوبها، وغير قادرين على إصدار أحكامهم السياسية المستقلة، أو اتخاذ مواقف وطنية متزنة وغير منحازة، وربما يمنعهم شعورهم بالنقص من تقرير مصيرهم، ويمنعهم أيضاً من الحكم على قادة الكتل السياسية وفحص ما يقولونه ويفعلونه ويخططون له، وبيان فيما اذا كانوا يعملون لمصلحة الشعب أم ضد مصلحته ؟. وبالتالي فان دونية البعض وتقزمهم هي التي أضفت الشرعية على عثرات الكيانات السياسية الفاشلة، وهي التي دفعتهم للسير بعيون معصوبة وراء الأوهام والشعارات الخدّاعة. .
وما أكثر الامثلة التي تعكس سلوك الخانعين والمطبلين، الذين اعتادوا التزلف للفاشلين، وتطوعوا لتجميل صورتهم بصرف النظر عن قبحهم وبشاعتهم، بينما تكون لهم مواقف مشاكسة ضد ابناء جلدتهم، فلا ينعمون إلا تحت سوط الجلاد، ولا يتمردون إلا حين يرفع عنهم السوط، ويتبطرون حين يأتيهم الفرج، ويتيح لهم شيء من النعمة والقوة. فأصحاب هذه النفوس الضعيفة يُخيل إليهم أن للكرامة ضريبة باهظة لا تطاق، فيختارون الذل والمهانة هرباً من دفع تكاليف الحرية والانعتاق، فيعيشون عيشة تافهة رخيصة، مفزعة قلقة، وهنالك أمثلة كثيرة حول سلوك هؤلاء الذين تخصصوا في بث روح الانهزامية، وخفض سقوف الثقة بالنفس، بسبب توارثهم العادات المُذلة، لكن سلوكهم هذا قد ينقلب إلى النقيض في التعامل مع أقرب الناس إليهم . .
ان تفشي هذه الظاهرة مردّهُ إلى تراكمات السياسات الظالمة التي ظلت فيها الاجيال المتعاقبة ترزح في زنازين الاستبداد والتعسف. ما أدى إلى تبلد احاسيسهم بالمسؤولية، حتى باتوا لا يشعرون بجسامة الأمانة الوطنية المنوطة بهم، وعلينا ان نوقن ان تقزمهم واحساسهم بالدونية يتمثل في ما نراه اليوم عند الكثيرين. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى