تعاليقرأي

البراغماتية والمكارثية؛ الخبث والنّفاق.

رشيد مصباح (فوزي)

**

مداوروش في: 18 نوفمبر 2022

إدارة بايدن تطلب الحصانة لمحمد بن سلمان بالقضية التي رفعتها خديجة جنكيز عن مقتل (خاشقجي).

ورد هذا العنوان في إحدى الصحف العربية؛ (جمال خاشقجي) الذي استُدرج لتركيا ليتمّ التخلّص من جثّته بطريقة وحشيّة؛ أعادتنا إلى قرون عصر الجاهلية الأولى، وكما في أفلام الرّعب.

و برغم الاستنكار والتنديد الشّديدين، والعالم يتابع كيفية الاغتيال البشعة, إلاّ أنّه سرعان ما تمّ التخلّص من الملف بالكيفية والطريقة ذاتها التي تمّ من خلالها التخلّص بمن جثّة المغدور به. بعد حقنه بجرعة زائدة من المخدّر وخنق أنفاسه وتقطيعه إرْبًا إرْبًا، وبيع دمه بثمن بخس؛ وصفقات أًبرمت “تحت الطّاولة” بطريقة مشبوهة، ناهيك عن الهدايا والرّشاوي والتنازلات التي تمّ تقديمها بطريقة مذلّة ومخزية. ولم يشفع (لخاشقجي) وجوده في أمريكا ومكانته البارزة؛ ككاتب صحفي صاحب”العمود” في “واشنطن بوست” الصّحيفة الأكثر تداولا في العاصمة الأمريكيّة(واشنطن). وتوسّم الأحرار في العالم الخير في (بايدن)بذهاب(ترامب) “صاحب المكس” الذي عرف من أين تُؤكل الكتف فاستغلّ ضعف الحكّام المستبدّين في التطبيع مع الكيان الصهيوني، وجمع الأموال… مقابل حماية عروشهم وكراسيهم,

لكن الأمور قد تجاوزت حدود صلاحيات الرّئيس -على ما يبدو-؛ فلم نعد نسمع بقضيّة الصّحفي الذي كاد أ، يقلب العرش على رؤوس أصحابه المعمّمين ببضع سطور يكتبها في الصّحيفة اليومية.

أين تكون المصالح فثمّ براغماتيّون. ولا مجال للحديث عندها عن الاستبداد والقتل والاغتيالات في دول مثل دول “الموز”؛ يعطي ولي أمرها الجزية عن يد وهو صاغر، ليس للذّود عن حرمة بلده وشعبه، بل حفاظا على تركة أجداده من الزّوال.

وفي (رابعة)الأبيّة، سقط برصاصات الغدر مئات الإخوان، وتمّ رمي البقيّة في غياهب السجون؛

إنّها “المكارثية” القديمة المتجدّدة: اتّهام الأفراد بالتّعاطف مع الأنظمة الشيوعيّة. ْعلى الرّغم من أنّ عهد الشّيوعية قد ذهب إلى غير رجعة، ومعها سقط جدار برلين, أحكام مجّانيّة جاهزة، أحكام جائرة وظلم كبير؛ واتّهامات باطلة على طريقة “مطاردة السّاحرات”.

ونسي أو تناسى هذا العالم البراغماتي “المتحضّر”كل الجرائم المقترفة في حقّ أبناء مصر العظيمة وشعبها المقهور، وأقام قمّة “العار” في شرم الشيخ؛ بغرض إعطاء جرعة أمل للنّظام المتعفّن؛

إنّها الميكيافيلية المنافقة الخبيثة: “الغاية تبرّر الوسيلة”.

والآن جاء الدّور على ثورة الياسمين؛ وفي جربة الشّرطة تلقي بقنابل الغاز المسيل للدّموع على المحتجّين قرب مكان انعقاد القمة الفرنكوفونية؛ قمّمة لحفظ ماء وجه الرّئيس المنقلب على شعبه، و لتحويل الأنظار عن الأزمة، السيّاسية-الاقتصادية، وحالة الانسداد التي تعيشها تونس الشقيقة.

لا يستحي هؤلاء البراغماتيون المتلوّنون من الوقوف مع الظلمة المستبدّين الذين يخوّلون لأنفسهم صلاحيات مطلقة، ويعتبرون كل معارض لسياستهم عميلا وخائنا,

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى